في الرابع من مايو، تقف الذاكرة الجنوبية أمام محطة مفصلية، يوم ارتفعت الأصوات من عدن لتُعلن ولادة مرحلة جديدة، عنوانها: استعادة الدولة الجنوبية.. إنه "إعلان عدن التاريخي"، الذي مثّل نقطة تحوّل كبرى، انتقل فيها الجنوب من إطار الثورة إلى مشروع بناء الدولة.
في هذا اليوم، تقدم الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي خطوة جريئة ومدروسة، مستندًا إلى إرادة شعبية عارمة، ليعلن تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي شكّل منذ لحظته الأولى حاضنة سياسية لنضال شعب الجنوب وذراعه القوية على طريق الحرية والاستقلال.
منذ ذلك الإعلان، وُضعت اللبنات الأولى لبناء مؤسسات الجنوب، بتوجه واضح نحو تفعيل العمل المؤسسي، ومحاربة الفساد، وإعادة الاعتبار للكادر الجنوبي القادر على إدارة دفة المستقبل.. كان المجلس الانتقالي واعيًا أن لا دولة بلا مؤسسات، ولا استقلال بلا خطة مدروسة تنهض بكافة القطاعات.
وعلى مدى ثمان سنوات من التحديات والتحولات، استطاع الجنوبيون تحقيق مكتسبات سياسية وعسكرية بارزة، تجاوزوا بها كل الخطوط الحمراء التي كانت يومًا ما تُعد محظورات.. تحول المجلس من مجرد فكرة إلى واقع ملموس، مفوض من الشعب، ونجح في فرض حضوره على الأرض وفي المحافل الإقليمية والدولية.
ولم يكن النضال السياسي وحده ساحة الانتصار؛ فقد صنعت القوات المسلحة الجنوبية، بدعم الأشقاء في التحالف العربي، مجدًا عسكريًا حقيقيًا.. تحولت هذه القوات إلى رأس الحربة في مشروع الدفاع عن الجنوب وعن الأمن القومي العربي، وحققت انتصارات عسكرية ظل صداها يتردد في كل المحافل، محل إشادة وتقدير.
اليوم، ونحن نستذكر هذه المناسبة العظيمة، يتجدد العهد: الجنوب ماضٍ بثبات نحو استعادة دولته، بوعي قيادته وصلابة شعبه، وعينه دائمًا على الغد.. جنوب حر، فيدرالي، مستقل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news