منظمات وكيانات حقوقية وصحفية توجه رسائل إلى الحوثيين والحكومة اليمنية في اليوم العالمي لحرية الصحافة

لا حرية للصحافة في اليمن - أرشيفية

برّان برس - خاص:

دعت منظمات وكيانات حقوقية ومؤسسات صحفية يمنية، السبت 3 مايو/ أيار 2025، إلى ضرورة اتاحة المساحة الآمنة لحرية التعبير، ونزع القيود التي تكبِّل الصحفيين في اليمن، وخلق بيئة إعلامية حُرّة ونزيهة، تساهم في تعزيز الشفافية وتدفق المعلومات بحرية ونزاهة، بعيدًا عن الانتهاكات والاستقطابات.

جاء ذلك في بيان مشترك موقع من 22 منظمة حقوقية ومؤسسة صحفية منها مؤسسة "برّان الإعلامية"، صدر تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 مايو/آيار من كل عام. 

الكيانات الحقوقية والصحفية، طالبت في بيانها جميع الأطراف بـ"الكف عن سلوك القمع والانتهاكات بحق الصحفيّين، وإطلاق سراح جميع الصحفيين المحتجزين تعسفيًّا والمختفِين قسرًيا بشكل فوري وغير مشروط".

وقال البيان إن "2024م شهد استمرارًا خطيرًا لحالة القمع وتكميم الأفواه ضد الصحفيين ووسائل الإعلام في اليمن، في ظل غياب منظومة العدالة واستمرار الإفلات من العقاب، وعدم الاكتراث المطلق لاعتبارات حرية التعبير، حتى في حدها الأدنى".

وأكد البيان رفض المنظمات والمؤسسات الصحفية القاطع لكل الممارسات والانتهاكات التي تستهدف الصحفيين وحرية الصحافة في اليمن، تحت أي ذرائع أو مسوغات تهدف للحجر على الحقيقة، مشيرا إلى "أن حرية التعبير حق أصيل تكفله المواثيق الدولية والقانونين الوطنية"،

ولفت إلى أنه منذ نحو عشر سنوات، يكابد الصحفيّون في اليمن واقعًا يتسم بالقمع والتنكيل وخنق مساحة الحريات إلى أضيق الحدود، مبينا أن الانتهاكات مستمرة، بما فيها القتل والإعدام خارج إطار القانون، إلى الحدّ الذي أصبح فيه نسبة كبيرة من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام يتحفظون عن الإفصاح عن مهنتهم خشية البطش أو الرقابة. 

وأشار إلى أن نقابة الصحفيين اليمنيين وثقت 101 انتهاك ضد الحريات الإعلامية، في العام 2024، توزعت بين الاختطافات، الاعتقالات، الملاحقات، الاعتداءات، المصادرات، والتحريض، إضافة إلى المحاكمات الكيدية.

وقال إنه "رغم المطالبات المتكررة، ما يزال 4 صحفيين يمنيين رهن الاختطاف أو الاختفاء القسري حتى الآن وهم، "وحيد الصوفي، وهو مختفٍ قسريًا منذ 2015، لدى جماعة الحوثي – صنعاء، وناصح شاكر (مختفٍ قسريا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في العاصمة المؤقتة عدن)، والثالث "نبيل السداوي (مختطف لدى جماعة الحوثي منذ 2015)، ومحمد المياحي (مختطف لدى جماعة الحوثي منذ سبتمبر/أيلول 2024 – صنعاء). 

وطبقاً للبيان، فإن عَدَّاد الضحايا لم يتوقف بل استمرت عجلة الانتهاكات والتنكيل بحق الصحفيين اليمنيين بالدوران خلال 2024، ولعل أبرزها جريمة إعدام الصحفي محمد قايد المقري، التي أعلن عنها وتبناها "تنظيم القاعدة"، ومؤخرًا لقي المُخرج مصعب الحطامي حتفه جراء اصابته بمقذوف أطلقه الحوثيون في مأرب.

البيان الصحفي للمنظمات والكيانات الحقوقية والصحفية، قال إن الصراع في اليمن أدى إلى مضاعفة استخدام الجهاز القضائي كأداة مُسيسة لقمع الصحفيين أو تبرير ذلك بمحاكمات صورية وكيدية.

ولفت إلى أن ذلك "نجم عنه أحكام جائرة تفتقر إلى الحد الأدنى من العدالة الإجرائية، مشيراً إلى أن النيابة الجزائية في صنعاء أصدرت مؤخرا قرار اتهام ضد الصحفي محمد المياحي، لا يستند إلى أساس قانوني، ناهيك عن كون التهم التي اشتمل عليها تؤكد بوضوح أنه قرار سياسي بحت، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا". 

وطالب الحوثيين بـ"الإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحفيين المختطفين لديها "نبيل السداوي ومحمد المياحي" إضافة إلى الكشف عن مصير الصحفي وحيد الصوفي المختفي قسريًا".

وفي الوقت نفسه طالبت الجماعة، بوقف استخدام القضاء كسلاح لإخراس ولجم الصحفيين وكتاب الرأي، والتوقف عن الاعتداءات والانتهاكات والممارسات الممنهجة ضد الصحفيين والتأثير على رأيهم وحرمانهم من ممارسة مهنتهم.

وما يخص الحكومة الشرعية، دعتها المنظمات إلى "الالتزام بالمواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها اليمن ووقعتها والمتعلقة بحرية الرأي والتعبير وحماية الصحفيين".

وأضافت: "على الحكومة وقف الاعتقالات التعسفية والملاحقات القضائية الكيدية ضد الصحفيين، وحماية المؤسسات الإعلامية من الاستهداف، والكشف عن مصير الصحفي ناصح شاكر المختفي قسريًا في عدن". 

ودعت المنظمات الحكومة كذلك إلى تشجيع الأعمال الصحفية وكتابات الرأي التي تساهم في مكافحة الفساد وتعزز الحكم الرشيد، وصرف رواتب الصحفيين والإعلاميين العاملين في مؤسسات الدولة ووقف حرمانهم من حقوقهم.

دولياً، طالب بيان المنظمات اليمنية، الهيئات والمنظمات الدولية والمحلية بممارسة الضغط الدبلوماسي على جميع الأطراف للإفراج عن الصحفيين المختطفين وكشف مصير المختفين قسريا منهم. داعية إلى "دعم مبادرات الحماية والتأهيل المهني والنفسي والقانوني للصحفيين، وتشجيع برامج الحماية الطارئة وتعزيز سلامة الصحفيين في اليمن".

اليمن

الصحفيون في اليمن