أخبار وتقارير
تقرير (الأول) غرفة الأخبار:
اتفق خبراء ومحللون سياسيون على أن إسرائيل تعيش أزمة إستراتيجية حادة بسبب التضارب بين أولويات حكومة بنيامين نتنياهو والمطالب الشعبية في الداخل الإسرائيلي.
وحسب الكاتب المختص بالشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين، فإن جوهر المشكلة يكمن في أن نتنياهو يضع "مفاهيم فضفاضة للانتصار" دون تعريف واضح، في حين تُصر المعارضة وعائلات الأسرى على أن استعادة الأسرى المحتجزين في غزة تعد الهدف الأسمى للعمليات العسكرية.
وأضاف جبارين -في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث"- أن هذا التضارب في الأولويات يتفاقم مع مزايدة اليمين على نتنياهو بضرورة "تصحيح مسار الحرب" مما أدى إلى تعميق الهوة بين القيادة السياسية والمؤسسة الأمنية التي ترى في استعادة الأسرى شرطا أساسيا لأي نجاح عسكري يمكن الاحتفاء به.
انقسام داخلي
وتجاوزت الأزمة في إسرائيل حدود الخلاف السياسي لتصل إلى تهديد النسيج الداخلي، إذ قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الانقسام السياسي في إسرائيل قد يتطور إلى "أعمال عنف" مستشهدا بتوقيع أكثر من 150 ألف إسرائيلي على عرائض احتجاجية تطالب بوقف الحرب.
ووفق الدويري، فإن خطورة الموقف دفعت الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للتدخل داعيا إلى تدارك الانقسام قبل فوات الأوان، مع التشديد على ضرورة إبقاء الجيش بعيدا عن الصراعات الداخلية لتجنب تسييسه.
وفي السياق ذاته، لفت الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر إلى ظاهرة تتمثل في أن الحرب -التي عادة ما توحد المجتمعات- قد زادت الشرخ المجتمعي في إسرائيل.
وقد طرحت الحرب سؤالاً وجودياً يؤرق الداخل الإسرائيلي عنوان "من هو الإسرائيلي؟" خاصة مع تصاعد شعور التهميش لدى الأقليات مثل الدروز واليهود الشرقيين، حسب شاكر.
تمرد عسكري
يبحث المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل خطط توسيع العملية العسكرية في غزة وسط خلافات مستمرة بين القيادتين السياسية والعسكرية.
ويأتي الاجتماع بعد ساعات من إصدار الجيش بيانا يحدد فيه أن الهدف الأعلى للعملية هو إعادة المحتجزين، في تعارض مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي قال إن النصر على الأعداء هو الهدف، وفي ظل تحذيرات مما يشكله الضغط العسكري من خطورة على الأسرى الإسرائيليين والجنود في القطاع.
ونتيجة لهذا الانقسام الداخلي، لفت الدويري إلى ظاهرة غير مسبوقة تتمثل في "تمرد" داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، إذ رفضت كتائب احتياط الالتحاق بالخدمة، واحتجّ طيارون في سلاح الجو على "استهداف المدنيين" خوفا من مواجهة ملاحقات قانونية دولية مستقبلية.
واستشهد الخبير العسكري بمؤشرات واضحة على هذه الأزمة، بعدما لجأ بعض الجنود لتغطية وجوههم أثناء لقاءاتهم مع نتنياهو خشية التعرض للمساءلة القانونية لاحقاً، وهو تطور يعكس عمق المأزق الأخلاقي والقانوني.
وفي الإطار نفسه، تشير هذه التطورات -حسب جبارين- إلى أن الجيش الإسرائيلي فقد دوره التقليدي كـ"بوتقة انصهار".
وأعرب عن قناعته بأن امتداد الانقسامات إلى المؤسسة العسكرية قد يُضعف الأداء القتالي، خصوصا مع المضي قدماً في خطط التوسع في عمليات غزة، بما في ذلك الإجراءات المثيرة للجدل مثل إخلاء منطقة المواصي.
تكلفة باهظة
وإلى جانب التكلفة المعنوية والسياسية، نبه شاكر إلى البعد الاقتصادي للأزمة، موضحاً أن تكلفة الحرب تجاوزت 24 مليار دولار، مع توجه مثير للاستغراب يتمثل في توجيه الأموال لصالح المستوطنات بدلاً من تعزيز قدرات مكافحة الحرائق التي اجتاحت مناطق واسعة من إسرائيل مؤخراً، مما يعكس خللاً في سلم الأولويات.
ووسط هذا المشهد المعقد، وفي ظل غياب ضغط عربي فاعل قادر على التأثير في مسار الأحداث، يبقى الدور الأميركي -حسب المحللين- هو المفتاح الوحيد لإنهاء الأزمة، لكن من دون تقديم ضمانات حقيقية لوقف ما وصفوه بـ"المذبحة" المستمرة في غزة، وبالتالي استمرار دوامة العنف التي تغذي الأزمة الإسرائيلية الداخلية.
حرائق إسرائيل تتجدد
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الحرائق تجددت اليوم الجمعة في منطقة اللطرون قرب القدس المحتلة، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان إسرائيل سيطرتها على هذه الحرائق.
وقالت صحيفة معاريف إن السلطات الإسرائيلية دفعت بطواقم الإطفاء إلى المنطقة بعد أن تجددت حرائق الغابات في محيط مدينة القدس المحتلة.
وتأتي هذه التطورات غداة إعلان إسرائيل السيطرة على الحرائق بعد أن ظلت مستعرة لمدة تقارب 30 ساعة، أتت خلالها على آلاف الدونمات، وسببت إرباكا كبيرا على الطرقات وحركات النقل الحديدي.
وخلال الليلة الماضية أصيب شخص بجروح طفيفة جراء حريق جديد اندلع في بلدة جفعات واشنطن وسط إسرائيل، وقالت القناة 12 العبرية إن طواقم الإطفاء لم تسيطر على الحريق بعد، حيث تعمل تحت ظروف صعبة، ولفتت إلى أن الطواقم تعمل على عدم توسع الحريق، ووصوله إلى بنايات سكنية.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت إسرائيل السيطرة على حرائق اجتاحت المنطقة بين مدينتي القدس وتل أبيب، بعد نحو 30 ساعة على اندلاعها والتهام قرابة 20 ألف دونم.
وقالت وسائل إعلام عبرية، من بينها هيئة البث الرسمية، إنه خلافا لاتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشخاصا بإشعالها، يرجح أن الحرائق الكبيرة في جبال القدس لم تُشعَل عمدا والتقديرات أنها جاءت نتيجة إهمال بعض المتنزهين.
وتجري السلطات الإسرائيلية تحقيقات لتحديد سبب اندلاع النيران في المنطقة نفسها التي شهدت الأسبوع الماضي حرائق مشابهة أقل شدة. ونقل موقع تايمز أوف إسرائيل الإخباري عن الرئيس إسحاق هرتسوغ قوله الخميس إن هذا الحريق جزء من أزمة المناخ التي يجب عدم تجاهلها.
يذكر أن الحرائق التي تعد الأكبر منذ سنوات، تسببت في إخلاء 10 بلدات ومستوطنات وتمددت جراء ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية في المنطقة الغابية.
واندلعت الحرائق منذ صباح أول أمس الأربعاء في أحراج بين تل أبيب والقدس، وانتشرت جراء ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية في المنطقة الحرجية، وأخلت السلطات العديد من المناطق في إجراء احترازي، في حين أصبحت السماء رمادية فوق القدس بفعل الدخان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news