دولة الأونلاين

     
الناقد برس             عدد المشاهدات : 82 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
دولة الأونلاين

دولة الأونلاين

في وطن أكلته الحرب وأثقل كاهله الحصار، يعيش المواطن اليمني حالة من التيه الاقتصادي والانفصام السياسي. فبينما تتفاقم الأزمات المعيشية وتغيب الرواتب ويشتد الغلاء، لا يجد اليمني إلا "دولة الأونلاين" لتواسيه بخطاباتها وشعاراتها الفضفاضة، تلك التي تصف نفسها بـ"الشرعية" وتدّعي أنها تمثل المحافظات المحررة، في حين لا وجود فعلي لها على الأرض.

في عدن وتعز ومأرب وسائر المناطق المصنفة بـ"محررة"، تتدهور الأحوال الاقتصادية بشكل مرعب. الموظف بلا راتب، والخدمات في حالة انهيار، وسعر صرف الريال اليمني في هبوط مستمر دون أي تدخل حقيقي. المواطن البسيط يدفع ثمن فشل سياسي واقتصادي مركّب، فلا كهرباء مستقرة، ولا ماء، ولا تعليم ولا صحة. ومع ذلك، يُطلب منه الصبر باسم الوطنية والشرعية.

يعاني المواطن اليمني في المناطق المحررة من أسوأ الظروف الاقتصادية التي مرت على البلاد. راتب الموظف إما متوقّف أو متهالك لا يكفي لأيام. الأسعار تتضاعف، والعملة تتهاوى، وسوق المشتقات النفطية بات في قبضة المتنفذين، حيث الاحتكار يزدهر على حساب الفقراء. الكهرباء تنطفئ لساعات طويلة في حر الصيف، والمياه شحيحة، والدواء إما مفقود أو بأسعار لا تطالها يد.

لا توجد سياسات اقتصادية واضحة، ولا خطط إنقاذ حقيقية. فقط وعود تتكرر، ومؤتمرات مانحين تُعقد، ثم تتبخر الأموال في غياهب الفساد أو تُجمّد في حسابات من لا يمثّلون الشعب. أصبحت المعيشة اليومية معركة يخوضها اليمني وحده، في ظل تجاهل تام من سلطات تدّعي أنها تمثله.

ففي الوقت الذي يحتاج فيه المواطن إلى قيادة تلم شتاته وتتصدى لانهياره المعيشي، نجد القيادة السياسية قد تخلّت فعليًا عن دورها. البعض في الرياض، وآخرون في عواصم بعيدة، يتنقلون بين الفنادق الفارهة، بينما البلد يغرق في فوضى الخدمات والجوع. قراراتهم تصدر عبر الإنترنت، وتحركاتهم تظهر فقط في الأخبار، وكأنهم يديرون دولة افتراضية لا ترتبط بالواقع.

لم تُسجَّل لهم زيارات إلى مناطقهم "المحررة"، ولم تُلمَس لهم مبادرات إنقاذ حقيقية. يعيشون في منأى عن الهم العام، يتحدثون باسم الشعب لكنهم لا يعيشون معاناته، ويخوضون معارك إعلامية دون أثر على الأرض.

لقد تحوّلت "دولة الأونلاين" إلى عنوان لخذلانٍ جماعي ورمزاً لفشل مشروع الدولة في اليمن. دولة لا تعيش إلا على شاشات الإعلام ومنصات التواصل، فلا دولة في الخدمات، ولا عدالة في التوزيع، ولا قيادة في الداخل. فقط شعب يكافح من أجل لقمة العيش، وقيادة غائبة تحكم عبر البيانات. وإذا استمر هذا الحال، فالسؤال لن يكون: "متى تعود الدولة؟" بل: "هل كانت موجودة أصلاً؟"

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مأساة على طريق العرقوب في أبين.. النيران تلتهم باص ركاب بالكامل وعدد كبير من الضحايا - صور

المشهد اليمني | 502 قراءة 

أسماء الناجين من حادث احتراق حافلة النقل الجماعي في أبين

العاصفة نيوز | 499 قراءة 

تقرير أممي صادم: تفاقم الفقر الغذائي في مناطق سيطرة الحوثيين

حشد نت | 485 قراءة 

إحتراق باص نقل جماعي بمن فيه قادم من السعودية في أبين (صور+الاسماء)

نيوز لاين | 444 قراءة 

أكثر من 40.. أسماء ضحايا حادث احتراق حافلة ركاب ‘‘صقر الحجاز’’ على طريق العرقوب في أبين

المشهد اليمني | 366 قراءة 

مأساة مروعة في أبين.. احتراق باص نقل جماعي ووفاة عشرات الركاب.. صور

نافذة اليمن | 314 قراءة 

طارق صالح على متن الطائرة اليمنية.. لحظة رمزية تذكر اليمنيين بعلي عبدالله صالح

نيوز لاين | 285 قراءة 

صور للحادث المروري المروع في أبين وحصيلة بالضحايا.. هيئة النقل تصدر بيان

مأرب برس | 274 قراءة 

من هو الفائز برئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني.. العدو الجديد لترامب؟

اليوم برس | 271 قراءة 

تسجيل فيديو لأحد الركاب قبل احتراق حافلة صقر الحجاز في العرقوب بأبين.. شاهد

موقع الأول | 270 قراءة