للمرة الأولى، طالت الهجمات الأمريكية مخابئ ومخازن عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين المدعومة من إيران والمصنفة كمنظمة إرهابية، في مديرية "الحصن" خولان جنوبي صنعاء، كواحدة من المناطق الجديدة التي تستهدفها الهجمات الأمريكية منذ يوم 12 يناير 2024.
برزت هذه المنطقة، لأول مرة، كجغرافيا تمركز عسكري للحوثيين، وهي منطقة جبلية بعيدة ليس فيها أية معسكرات ومواقع سابقا.
يوم الـ19 من أبريل أفصحت الحوثية عن وقوع غارتين للقوات الأمريكية في مديرية الحصن. ولم تفصح الجماعة عن موقع الهجمات وطبيعة أهدافها.
لكن الجماعة أفصحت بعد ثلاثة أيام عن وقوع غارة جديدة استهدفت مواقعها في منطقة "المحجر" قرية "هروب" بمديرية الحصن.
وقد جددت القوات الأمريكية استهداف تلك المواقع بغارة رابعة أمس الأول الثلاثاء.
تفيد مصادر محلية لـ"ديفانس لاين" إن الغارات الأمريكية التي استهدفت منطقة هروب ومناطق مجاورة تزيد عن 12 غارة، طالت مواقع (القهر، المحجر) في منطقة هروب ونتج عنها انفجارات عنيفة، لكن الحوثية تحدثت فقط عن أربع غارات فقط.
مديرية الحصن هي إحدى مناطق خولان. 35كم جنوبي العاصمة، هي عزلة واحدة يسكنها قبائل (اليمانية العليا)، يتشكل سكانها الذين يقدرون بأقل من 40 ألف نسمة في عدة قرى موزعة على أهم الوديان والمناطق الحضرية.
تقع المديرية إلى الجنوب لمحافظة صنعاء. يجاورها شرقا، منطقة بني ضبيان المحاذية لمديريتي رحبة والجوبة بمأرب، وغربا مجاورة لمديرية بلاد الروس وهي منطقة تمركز عسكري ويمر منها الطريق الرئيسي/ الدولي الرابط بين صنعاء، العاصمة والمحافظة، ومحافظة ذمار-تعز ومنها محافظات وسط وجنوب البلاد، وإلى الشمال من الحصن تقع مديرية جحانة، وجنوبا تحاذي مديرية الحداء التابعة لمحافظة ذمار.
توثق وسائل إعلامية حوثية انخراط بعض سكان المنطقة في تحشيداتها وتسيير قوافل لمقاتليها، وسقوط قتلى من أبناء المنطقة في صفوف الجماعة.
وتشير مواد إعلامية حوثية اطلع عليها فريق ديفانس لاين أن الجماعة أقامت أنشطة عسكرية وفكرية في المنطقة منذ ما بعد مطلع العام الماضي وقامت بالتحشيد والتجنيد في مراكز بالمنطقة ضمن حملات "التعبئة العامة" التي تستهدف الجماعة استقطاب وتجنيد مقاتلين تحت عنوان "طوفان الأقصى".
أنشطة عسكرية للحوثيين في منطقة الحصن خولان
"هروب".. منطقة تعسكر
إلى الشرق من حدود حصن الظبيتين، مركز المديرية، جنوبي غرب منطقة حصن مشمل ومرحضة، تقع قرية "هروب"، وهي إحدى الحواضن التي تتمركز فيها بعض العوائل الموالية للحوثيين، وهي بالطبع أسر (هاشميين). يقع فيها "حصن العرشي، بيت الغول.
يفيد سكان من أبناء المنطقة لمنصة "
" أن الجماعة الحوثية حولت منطقة هروب إلى منطقة عسكرية مغلقة منذ عام 2017، وتمنع المواطنين من الوصول إليها، واستخدمتها لأنشطتها العسكرية وفعالياتها الأيدلوجية.
وتظهر مصادر الاستخبارات المفتوحة والصور التي وثقتها الأقمار الصناعية وجود منشأة حديثة تضم عدة مخابئ تحت الأرض في منطقة جبلية خالية قريبة من القرية. يرجح أنها كانت هدفا للهجمات الأمريكية.
توضح نتائج تحليل الصور التي وثقها جوجل إرث وقام بتتبعها فريق "ديفانس لاين" أن العمل في هذه المنشأة بدأ خلال العام الماضي.
تضم المنشأة 7 مخابئ وأنفاق رئيسية على الأقل، تم حفرها أسفل الجبل، مترابطة وقريبة من بعضها.
كما تظهر الصور وجود أكوام كبيرة من الأتربة والصخور الناتجة عن أعمال الحفر. ووجود معدات حفر وناقلات ثقيلة في موقع المغارات. ومثلها معدات حفر في مواقع قريبة على السائلة التي تمر منها شبكة من الطرق المؤدية إلى موقع المغارات.
تم ربط الوصول إلى المنشأة بنقطة رئيسية، وهي بوابة العبور، وبشبكة خطوط وصول بديلة.
وتأمين المخابئ عبر عدة نقاط إمداد ومرافق لوجستية. بعض المرافق، وهي مباني صغيرة متباعدة، لم تكن موجودة قبل شهر يوليو 2024.
كما توضح الصور أن الطريق الرئيسية لموقع المخابئ تم شقها في النصف الأخير من العام الماضي.
وترتبط المخابئ بعدة مراكز ونقاط مراقبة تم تطويرها خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي تقع في المرتفعات القريبة المطلة على موقع المخابئ.
بعض تلك المراكز يمكن استخدامها لنشر شبكات اتصالات وأنظمة توجيه، ومرابض منصات وأسلحة جوية.
تكتيك جديد
اختيار الحوثية لهذه المنطقة كمنطقة تمركز يكشف أسلوبا جديدا في تكتيكات الجماعة لتوزيع قدراتها وأصولها الحربية وخارطة تمركزها عسكريا على مناطق بعيدة.
ويشير تطوير هذه المنشأة والمخابئ في فترة قصيرة وتسارع الأعمال الانشائية إلى حصول الجماعة على معدات حفر حديثة وآلات متطورة خاصة بنحت الجبال والصخور، ومثلها مواد مستخدمة في تطوير الخنادق والأنفاق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news