"منفى بلا أمان".. اليمنيون في الخارج بين التجاهل والانتهاك

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 120 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"منفى بلا أمان".. اليمنيون في الخارج بين التجاهل والانتهاك

"منفى بلا أمان".. اليمنيون في الخارج بين التجاهل والانتهاك

قبل 3 دقيقة

في الوقت الذي كان يُفترض فيه أن تكون الهجرة أو اللجوء أو المنفى ممرًا نحو الأمان، ووجهة أخيرة لمن ضاقت بهم السبل مع ويلات الحرب وانعدام الفرص أمام الشباب الطموح، تحوّلت بالنسبة لليمنيين إلى فصل جديد من المعاناة الشديدة والموجعة. فصلٌ يحمل ملامح الظلم والخذلان، ويكشف وجهًا آخرًا أشدّ ألمًا، حتى بات الخارج امتدادًا لجراح الداخل، وربما أشدّ قسوة ومرارة.

لم تعد القصص المؤلمة حالات فردية معزولة، بل أصبحت مشهدًا متكررًا يدمينا مع كل نبضة قهر تقتلنا من الوريد إلى الوريد.

فكل أسبوع تحمل الأخبار نبأً موجعًا: يمني قُتل غدرًا في ولاية ما، أو مات غرقًا أو متجمّدًا في رحلة اجتياز الحدود، وآخر اختفى فجأة في مدينة أوروبية وهو في طريقه لتقديم طلب لجوء. لا أسماء تُذكر، ولا تحقيقات تُنجز، وكأن دمه لا يعني شيئًا لمدّعي الحقوق والحريات.

في أوروبا، حيث حلم آلاف اليمنيين بحياة هادئة، وجدوا أنفسهم في دوامة البيروقراطية والتمييز والعنصرية. نساء هربن من الجحيم ليواجهن قسوة الحياة بلا حماية، وشباب يفترشون الأرصفة لأن المخيمات ضاقت بهم أو لأن القوانين شددت الخناق، ولم تعد تعترف حتى بحقهم في النجاة كلاجئين من بطش الحروب.

تُروى القصص فتدمع لها العين وينزف لها الفؤاد المكلوم.

شاب يمني قُتل في ظروف غامضة في تركيا، وآخر تم ترحيله من دولة عربية رغم إقامته القانونية، وثالث في السويد فُقد أثره منذ شهور، وأبٌ أُصيب بجلطة حينما بلغه نبأ وفاة ابنه الذي مات متجمّدًا وهو في طريقه إلى السويد. كل تلك المآسي يقابلها صمت دولي وتجاهل رسمي، وكأن لا أحد يعنيه أمر هذا الإنسان اليمني، الذي خرج من وطنه هربًا من الحرب فوجد في الغربة حربًا أخرى، أشرس وأقبح وأبرد.

حتى الطلاب اليمنيون في دول الابتعاث يعيشون مأساة حقيقية. لا تنتهي عند تأخُّر مستحقاتهم المالية لأشهر، وربما لسنوات، بل تمتد إلى صمت مطبق من قبل الملحقيات الثقافية والسفارات التي يُفترض أن تكون سندًا لهم، لكنها تحوّلت إلى عبء إضافي، تكتفي بالمراسلات الباردة أو التجاهل التام، وكأن مناشداتهم لا تتجاوز جدران البريد الإلكتروني أو الاحتجاجات التي لا تُسمع.

لكن ما يعانيه الطلاب ليس سوى وجه واحد من وجوه المعاناة. صورة مؤلمة تعكس واقع شعب تشتّت في أصقاع الأرض بحثًا عن الحياة، فإذا به يواجه الموت المعنوي والانكسارات المتوالية.

في المطارات والموانئ، في الشوارع والمخيمات، يُعامل اليمني كأنه عبء ثقيل. يُفتَّش بمهانة، يُسجن بشبهة، يُهان بصمت، وكأن انتماءه الجغرافي أو انحداره من بلدٍ ممزق كافٍ لجعله هدفًا مباحًا.

إنها مأساة أمة بأكملها، منزوعة الحماية، مشطوبة من قوائم الكرامة.

لا يشفع لليمني دينه المشترك مع بعض الدول، ولا عروبته، ولا لغته. يُعامل في كثير من البلدان العربية والإسلامية كأنه غريب الدار، دخيل اللحظة، عابر لا يُستحق أن يُنصت لشكواه.

ما يحدث لليمنيين في أصقاع الأرض من انتهاكات وعذابات لا حصر لها، جعلهم كالناجين من رمضاء وطنهم إلى نار الغربة وجحيمها.

يتحمل المسؤولية أولًا الحوثي، الذي دمّر وقتل وشرد وجعل اليمنيين وقودًا لحربه.

كما تتحمل الشرعية نصيبًا كبيرًا من التقصير، إذ لم تقم بواجبها في حماية مواطنيها أو الدفاع عن حقوقهم المسلوبة، وتركتهم عرضة للمهانة والذل وفقدان الكرامة.

وفي ظل هذا السواد، تبقى الأسئلة معلقة:

من يحمي اليمنيين في المنافي؟

من يدافع عن حقهم في العيش بكرامة؟

من يداوي هذا الوجع الممتد من صنعاء حتى برلين، ومن عدن حتى واشنطن؟

الجميع يتحمّل المسؤولية دون استثناء: من امتلك القرار، أو ضيّعه، أو سلبه.

هي دعوة أخيرة لكل ضمير حي:

لا تتركوا اليمنيين وحدهم في هذا العالم القاسي.

يكفي حربًا، يكفي تشردًا، يكفي ضياع الدولة وهيبتها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اختطاف الضابطة حنان بدر الدين الحوثي في صنعاء 

بوابتي | 688 قراءة 

قيادي حوثي يقتحم قرى في مقبنة بمحافظة تعز ويعتدي على نساء وينهب 44 هاتفًا

حشد نت | 550 قراءة 

عاجل:انتشار امني واغلاق الطرقات الرئيسية الى مطار عدن

كريتر سكاي | 477 قراءة 

من هو؟ وفاة الشيخ محمد المقرمي الداعية اليمني في مكة أثناء الاستعداد لصلاة الفجر

تهامة برس | 461 قراءة 

اول انسحاب لحلف قبائل حضرموت من نقطة امنية في المكلا

كريتر سكاي | 454 قراءة 

وفاة الداعية محمد المقرمي خلال استعداده لصلاة الفجر في مكة المكرمة  

قناة المهرية | 430 قراءة 

تحركات عسكرية ضخمة للمجلس الانتقالي من أبين وعدن باتجاه حضرموت تثير تساؤلات

موقع الجنوب اليمني | 365 قراءة 

رئيس الوزراء يكشف عن موعد انتهاء ازمة الكهرباء بعدن

كريتر سكاي | 334 قراءة 

انسحاب أول نقطة تابعة لقيادة الهضبة بغرب المكلا بعد فرار قائدها

العاصفة نيوز | 321 قراءة 

مطالبات بتسليم طور الباحة والمقاطرة إلى هذه القوات

كريتر سكاي | 312 قراءة