قوات "المقاومة الوطنية".. القدرات، مراحل النشأة، طبيعة التنظيم، خارطة الانتشار

احتفت قوات "المقاومة الوطنية" بمرور 7 أعوام على تأسيسها، في وقت تسير معتملات التطورات، محليا وإقليميا ودوليا نحو الاقتراب من معركة استكمال تحرير مناطق سواحل البحر الأحمر الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، ذراع إيران في اليمن، وتبرز هذه القوات كتشكيل فاعل مؤهل للانخراط في أية معركة محتملة.

 

نستعرض في هذا التقرير، مراحل وظروف تشكيل هذه القوات، وقدراتها وطبيعة تنظيمها، وعقيدتها القتالية وخارطة انتشارها.

 

بدأ تشكيل ألوية "حراس الجمهورية" النواة الأساسية لـ"المقاومة الوطنية" وقوتها الصلبة، مطلع العام 2018، عقب مقتل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، على يد جماعة الحوثي، التي انقلبت على حليفها (صالح وجناح المؤتمر الشعبي العام بصنعاء) لتندلع مواجهات في صنعاء انتهت لصالح الجماعة وقيام مسلحيها بتصفية صالح بطريقة وحشية انتقامية في الرابع من ديسمبر 2017.

غادر العميد طارق محمد عبدالله صالح، وهو نجل شقيق صالح وقائد حرسه الخاص، صنعاء إلى عدن، العاصمة المؤقتة، ومنها بدأ إعادة تجميع مقاتلين واستقطاب ضباط وجنود من قوات الحرس الجمهوري والحرس الخاص والقوات الخاصة وقوات الأمن المركزي، تلك القوات التي كان يقودها أقارب صالح سابقا وتم إعادة هيكلتها وتغيير تنظيمها ومسمياتها خلال فترة تولي عبدربه منصور هادي، الذي حكم كرئيس توافقي للبلاد خلفا لصالح بموجب انتقال سياسي أفضت إليه المبادرة الخليجية الموقعة في نوفمبر 2011م.

 

اتجه طارق، وانضم إليه مجموعة من الضباط، لتشكيل نواة لقوة مقاتلة، تولت الإمارات تمويلها ومدها بالسلاح والمدفوعات والإشراف عليها عملياتيا، وتدريب مقاتليها في معسكر "بئر أحمد" بالبريقة مدينة عدن وفي معسكرات ومراكز أخرى خارج اليمن. ليتم الإعلان رسميا عن تشكيل "حراس الجمهورية" في أبريل 2018، واختيار هذه التسمية لتكون واجهة للتحشيد والتجنيد ومحددا لتوجهات هذا التشكيل الجديد.

وإلى جانب ألوية "حراس الجمهورية" وهو التسمية المعدلة أو المستلهمة من مسمى الحرس الجمهوري، تم تشكيل وحدات أخرى، تحت مسمى "قوات المقاومة الوطنية"، في محاكاة لتجربة "المقاومة الشعبية" المناهضة للحوثيين، واعتُمد لها شعار مستلهم من رموز القوات المسلحة اليمنية، فيما تم تبني زي الحرس الجمهوري زيًا رسميًا لهذه القوات.

تم تعيين طارق صالح قائدًا لقوات "المقاومة الوطنية" وألوية "حراس الجمهورية"، والعميد صادق دويد ناطقًا رسميًا لها. صادق هو أحد القادة الفاعلين وأبرز معاوني طارق وتربطهما علاقة جيدة.

 

التحقت القوات الوليدة بالقوات التي شاركت في تحرير مناطق الساحل الغربي من باب المندب في لحج مرورا بمديريات غربي تعز وصولا إلى أطراف مدينة الحديدة، في عملية أطلق عليها "السهم الذهبي" أشرفت عليها الإمارات والقوات المدعومة منها بتغطية جوية وبحرية فاعلة. تلك العملية توقفت على أبواب مدينة وميناء الحديدة عقب توقيع "اتفاق ستوكهولم" في 13 ديسمبر 2018. كانت مشاركتها الأولى في دحر الحوثيين من معسكر خالد بن الوليد في مديرية موزع غربي تعز.

في الـ 11 من يوليو 2019م أُعلن عن تشكيل قيادة جديدة للقوات المشاركة في عمليات الساحل الغربي، برئاسة اللواء الركن هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع الأسبق، وعضوية قادة الفصائل العسكرية، بينهم طارق صالح، والعميد صادق دويد.

قائد قوات المقاومة الوطنية العميد طارق خلال استعراض للقوات

كانت القوات المشتركة تضم ألوية العمالقة، وهي قوات سلفية جنوبية، وألوية حراس الجمهورية، وألوية المقاومة التهامية. ولاحقا سوف يتولى طارق قيادة القوات المشتركة التي سيبقى وجودها شكليا.

بعد أحداث التمرد في العاصمة عدن، التي أفضت إلى توقيع "اتفاق الرياض" بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي في نوفمبر 2019، انسحبت عدة ألوية جنوبية من جبهات الحديدة وتعز، منها قوات العمالقة التي أصبحت تُعرف بـ"العمالقة الجنوبية".

توقف التقدم العسكري في عمق الحديدة أدى إلى ركود الجبهات واسترخاء القوات، وجاء انسحاب القوات الجنوبية كتحدٍّ جديد، لكن التحدي الأكبر تمثّل في قرار قوات التحالف وقيادة القوات المشتركة بالانسحاب من مشارف الحديدة والمناطق المجاورة منتصف نوفمبر 2021، وإعادة التموضع في حيس والخوخة جنوباً. هذا التراجع، وما رافقه من تحولات سياسية، أثر على معنويات المقاتلين وأربك القوات، وجاء بعد نحو عامين من تراجع قوات الجيش في صنعاء والبيضاء والجوف وبعض مديريات مأرب، خلال مواجهات عنيفة مع الحوثيين استمرت حتى أبريل 2022.

 

اتخذت قوات المقاومة الوطنية من مدينة المخا غربي تعز مركزاً لتمركزها القتالي والعملياتي، وبدأت بتسريع عمليات بناء الألوية وفتح مراكز تدريب واستقطاب مقاتلين من أنصار المؤتمر الشعبي وأبناء القبائل في الشمال، إضافة إلى مناوئين للحوثيين في تهامة ومحافظات الوسط، وكذلك من التيارات السلفية، مع إخضاع عمليات التجنيد لإجراءات أمنية دقيقة.

بعد انسحاب القوات الجنوبية وإعادة التموضع، ومع إعلان الإمارات شكلياً إنهاء عملياتها في اليمن، أصبح طارق صالح القائد الفعلي للقوات، وتم تأطير ألوية المقاومة التهامية، الزرانيق، وعمالقة تهامة تحت مظلة المقاومة الوطنية، التي أعادت تنظيم انتشارها ومسرح عملياتها.

 

إلى جانب خطابها الثابت ضد الحوثيين، وجهت قيادة المقاومة انتقادات للسلطة الشرعية، وكان لبعض قادتها موقف من الرئيس هادي الذي ورث الحكم بعد إزاحة صالح. وكان طارق يؤكد أن الشرعية لمن هم على الأرض لا في الخارج.

سياسياً، أعلنت القوات تأسيس "المكتب السياسي" في 25 مارس 2021، برئاسة طارق وعضوية شخصيات موالية للمقاومة وقادتها، كحامل سياسي ضروري فرضته المعركة، للتعبير عن هموم الجماهير وتنظيم جهودهم لاستعادة مؤسسات الدولة وتحرير صنعاء. وأكد طارق أن المكتب ليس بديلاً لأحد، بل جزء من الشرعية، وفاعل في مواجهة الحوثيين لاستعادة الجمهورية.

 

استند المشروع السياسي للمقاومة إلى "وصايا الزعيم" صالح، مؤكداً أن بندقية حراس الجمهورية ستظل للدفاع عن أهداف الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر)، وتنفيذ الوصايا، واستعادة الدولة، وعودة اليمن إلى البيت العربي وإنهاء التمدد الفارسي.

مع نهاية العام، أعاد طارق هيكلة المكتب، بتعيين ناصر محمد باجيل (شبوة) نائباً أول، وعبدالجبار زحزوح (الحديدة) نائباً ثانياً، وعبدالوهاب العامر (تعز) أميناً عاماً، يعاونه عبدالله أبوحورية (صنعاء) أميناً مساعداً. كما تم تعيين هيئة رقابة وتفتيش برئاسة العميد صادق دويد، وقيادة الدوائر المتخصصة.

قيادة قوات المقاومة في اجتماع للمكتب السياسي

سبق ذلك تشكيل الكتلة البرلمانية للمقاومة ومكتبها السياسي برئاسة النائب عبدالرحمن معزب، عضو مجلس النواب عن المؤتمر في الدائرة 114 بمحافظة إب منذ 2003، ثم تأسيس فروع للمكتب في تعز ومأرب وإب وشبوة.

جاء تشكيل المكتب السياسي استباقاً لتحول سياسي أعلن في 7 أبريل 2022، برعاية سعودية إماراتية ودعم دولي، أفضى إلى تأسيس مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي وعضوية سبعة قادة، معظمهم يمثلون التشكيلات العسكرية، وأصبح طارق عضواً في المجلس، مما وسّع نفوذه ونفوذ قواته.

لاحقاً، تم تمثيل المقاومة في لجان المفاوضات الممثلة للشرعية، وأصبح المكتب عضواً في التكتل السياسي الوطني للأحزاب اليمنية، الذي أُعلن منتصف نوفمبر بعضوية 22 حزباً.

 

السلطة القيادية والجهاز الإداري والعسكري

تتركز السلطة القيادية في يد العميد طارق صالح بصفته قائد القوات، ويحتفظ بصلاحيات القيادة والقرار والتعيينات، رغم أن هذه الصلاحيات هي، وفقاً للدستور وإعلان نقل السلطة، من اختصاص رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس القيادة الرئاسي. كما لا تزال القوات تحتفظ باستقلالية إدارية وتنظيمية، في ظل تعثر إعادة دمجها ضمن وزارتي الدفاع والداخلية. وقد شُكلت قيادة عامة للقوات في الساحل الغربي برئاسة طارق وعضوية ممثلين عن الفصائل والفروع هناك.

 

يساعد القائد في إدارة وتنظيم القوات العميد الركن عبدالرحمن عبدالقادر نعمان السامعي (تعز) رئيساً للعمليات، بمعاونة نائبه العقيد ركن صادق العنس. ويتولى اللواء الركن محمد عبدالله القوسي (ذمار) مهام التدريب والتوجيه كمستشار للقائد، والعميد صادق دويد مستشاراً للشؤون العسكرية وناطقاً رسمياً. كما يشغل العميد الركن صادق علي عبدالله الأكوع (صنعاء) مهمة التأمين الفني، والعقيد بشير هزاع المقبلي مسؤولاً عن التسليح، والدكتور طارق العزاني مديراً لدائرة الخدمات الطبية.

ومن أبرز القادة الفاعلين اللواء الركن حسن راجح لبوزة (ردفان، لحج)، حفيد المناضل لبوزة، أحد رموز ثورتي 14 أكتوبر و26 سبتمبر، ويقود حالياً محور البرح بعد أن شغل قيادة أحد ألوية حراس الجمهورية.

 

يتبع القوات جهاز استخباري خاص يرأسه العميد الركن عمار صالح، شقيق القائد ووكيل سابق لجهاز الأمن القومي، ويعد من أبرز ضباط المخابرات في البلاد. يدير الجهاز المعني بالأمن والمعلومات واختبار المنتسبين، وله الكلمة الفصل في قبولهم، ويشرف على حماية القوات وأمن القيادة. وقد شمله قرار رئيس المجلس الرئاسي في يناير 2024 بإنشاء "جهاز أمن الدولة" لدمج الأجهزة الاستخبارية، لكن القرار لم يُنفذ بعد.

 

يعد المكتب السياسي الجهاز السياسي للقوات، ويضم العديد من قادتها ضمن عضويته. وتدير القوات خطاباً إعلامياً وسياسياً منسقاً عبر منظومة إعلامية متنوعة، ويقود مركزها الإعلامي العسكري الصحفي محمد أنعم، رئيس دائرة إعلام المكتب السياسي. واستفادت من خبرات كوادرها الإعلامية التي خدمت في مؤسسات الدولة وحزب المؤتمر سابقاً.

تمتلك القوات منصات إلكترونية وإعلامية، منها موقع "الساحل الغربي" كواجهة رسمية، ووكالة "2 ديسمبر" كمنصة إخبارية، إلى جانب قناة "الجمهورية" الفضائية وإذاعة "صوت المقاومة".

 

ترفع القوات العلم الجمهوري إلى جانب شعاراتها، وتتبع التقاليد العسكرية المتعارف عليها من أناشيد وهتافات، ولها قسم عسكري خاص مشتق من القسم الرسمي للجيش، يتضمن الالتزام بالدفاع عن النظام الجمهوري واستعادة الدولة وإطاعة الأوامر حتى تحرير كامل التراب اليمني.

يعتمد التوجيه المعنوي والسياسي للقوات على أسس دينية ووطنية وعداء صريح لفكر الحوثيين، ويشرف عليه العقيد عبدالرزاق الخضمي.

تتمتع القوات بتنظيم وتدريب جيد وانضباط عالٍ، ويشكل الشباب غالبية قوامها. تتبع منهجية تدريب مستندة إلى برامج الجيش اليمني السابق، مستفيدة من خبرات ضباط سابقين، ولديها معاهد ومراكز تدريب تتخرج منها دفعات في المشاة والبحرية والصاعقة والتخصصات المختلفة.

كما يتلقى ضباطها تأهيلاً في الإمارات ضمن مقاعد مخصصة، وتوفر لهم وزارة الدفاع ورئاسة الأركان فرص دراسة في الأكاديمية العليا والكليات والمعاهد العسكرية، إضافة إلى دورات تأهيل القادة. وقد التحق عدد من أفرادها بكلية الطيران والدفاع الجوي في مأرب، كما يحصلون على فرص ابتعاث خارجي ضمن منح وزارة الدفاع.

 

التكوينات والأفرع

 

يتألف الهيكل القيادي والقوام البشري للقوات من ضباط ومقاتلين من مختلف مناطق اليمن، ويقود المحاور والألوية ضباط سابقون، بينما تتولى قيادة الكتائب والسرايا والوحدات القتالية عناصر شابة تلقت تدريباً جيداً. وتضم القوات نحو 30 لواء، إلى جانب كتائب احتياط ووحدات تخصصية، منظمة ضمن محاور وألوية وفروع مستقلة.

 

تتكون القوات من:

أولا: ألوية "حراس الجمهورية":

وهي القوة الرئيسية للمقاومة الوطنية، وتضم 13 لواءً قتاليًا من صنوف القوات البرية، مرقمة من الأول إلى الثالث عشر:

الأول حراس الجمهورية يقوده العميد أحمد سيف صالح فاضل (إب). الثاني يقوده العميد نعمان قايد مثنى الفاطمي (ذمار). الثالث يقوده العميد قايد علي مهدي الورد (المحويت). الرابع يقوده العميد عبده محمد حسن أبو لحوم (إب). الخامس يقوده العميد أحمد محمد ناصر سعيد الصارطي (البيضاء). السادس يقوده العميد الركن طه شايع عبده الجعمي (إب). السابع يقوده العميد زيد محمد يحيى منصر (الحديدة). الثامن يقوده العميد محمد ناصر صالح السوطي (إب). التاسع يقوده العميد الركن عدي عبدالحميد مسعد العماد (حجة). العاشر (كتائب أبو العباس) يقوده العقيد عادل عبده فارع الذبحاني (تعز). الحادي عشر يقوده العميد عبد الحكيم الجبزي (تعز). الثاني عشر يقوده العميد خالد عبدالله عبده مصلح (ريمة). الثالث عشر يقوده العميد محمد مقصع (صنعاء).

 

ثانياً: ألوية تهامة:

تضم ألوية مكونة من أبناء الحديدة ومناطق تهامة:

الأول تهامة بقيادة العميد فاروق الخولاني. والثاني بقيادة العميد فؤاد باقاضي. والرابع تهامة بقيادة العميد مراد شراعي.

اللواء الأول زرانيق يقوده العميد سليمان منصر. والثاني زرانيق يقوده العميد مدين القبيصي.

اللواء الأول مغاوير بقيادة العميد فهمان لغبس، الثالث مغاوير يقوده العميد محمد العامري.

جميع تلك الألوية ومعظم مقاتليها من أبناء تهامة ومن محافظة الحديدة.

وتضم كذلك بعض ألوية العمالقة، وهي قوات سلفية: اللواء السابع عمالقة بقيادة العميد علي الكنيني. والتاسع عمالقة بقيادة العميد يحيى وحيش. واللواء 43 عمالقة (سابقاً السادس عشر).

 

ثالثاً: التشكيل البحري:

يضم التشكيل البحري اللواء الأول مشاة بحري يقوده العميد ركن بهيجي الرمادي (الحديدة). والثاني مشاة بحري يقوده العميد ركن عبدالله فخري (الحديدة).

وقوات خفر السواحل – قطاع البحر الأحمر بقيادة العميد عبدالجبار الزحزوح.

استعراض لقوات التشكيل البحري في قطاع الساحل​

إضافة إلى ذلك، تضم قوات المقاومة الوطنية وحدات وكتائب أخرى. أبرزها لواء المدفعية يقوده العميد عبدالله الراعي. لواء الدعم والإسناد يقوده العميد حمدون الصبيحي (لحج). تم تعيينه بقرار أصدره طارق خلفا للقائد السابق أبو ذياب العلقمي، الذي خاض مواجهات مسلحة مع قوات المقاومة نتج عنها سقوط ضحايا.

ولواء الشرطة العسكرية بقيادة العقيد بسام عبده الحرق الصبيحي.

إضافة إلى كتائب احتياط وكتائب القوات الخاصة ووحدات تخصصية أخرى.

 

رابعا: القوات الأمنية:

في الجانب الأمني، تم تأطير قوات الأمن تحت إطار قوات المقاومة، عبر قطاع الأمن في الساحل الغربي بقيادة العميد مجاهد الحزورة، ونائبه العميد علي القحيف.

ويقع تحت إدارة القطاع فروع الأمن والشرطة في المديريات.

يضم القطاع وحدات أمنية بتخصصات مختلفة، وشرطة نسائية، تتولى مهام الأمن والشرطة في تلك المناطق. تلك القوات يمكن أن تنخرط في مهام قتالية.

 

السيطرة والعمليات..

 

يتم إدارة وتنظيم عمليات القوات عبر مركز قيادة وسيطرة رئيسي، وغرفة عمليات القوات المشتركة. ويتم تنظيم تعاونها مع القوات النظامية في محور تعز عبر عمليات مشتركة. وترتبط بالقوات الحكومية وقوات الانتقالي وبقية التشكيلات عبر هيئة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع التي تم تشكيلها بقرار رئاسي أصدره رئيس المجلس الرئاسي في 27أبريل 2023. وتم تمثيل قوات المقاومة في الهيئة واللجان والفرق الفنية المنضوية تحتها.

كما تم تمثيل قوات المقاومة في قوام اللجنة الأمنية والعسكرية المشتركة المساندة للمجلس الرئاسي المكلفة بمهام توحيد قوات الشرعية وإعادة تنظيم تشكيلاتها وفصائلها تحت وزارة الدفاع والداخلية.

 

جغرافيا الانتشار ومسرح العمليات

تتخذ قوات المقاومة الوطنية من مدينة المخا مقراً رئيسياً لتمركزها القتالي، وقد جرى تقسيم مسرح عملياتها إلى محاور عسكرية وقطاعات عملياتية، يضم كل محور عدداً من الألوية تحت قيادته.

يمتد نطاق عمليات القوات على الساحل الغربي لليمن، من جنوب غرب تعز (ذوباب قرب مضيق باب المندب)، مروراً بمديريات الوازعية، موزع، المخا، وأطراف مقبنة، وحتى مديريات الخوخة، حيس، الجراحي، وأطراف التحيتا في محافظة الحديدة. كما تنتشر في المياه الإقليمية للبحر الأحمر، وصولاً إلى جزر حنيش وزقر، على طول شريط ساحلي يتجاوز 100 كيلومتر.

 

تقسيم مسرح العمليات:

محور البرح:

القائد: اللواء الركن حسن راجح لبوزة (لحج).

رئيس الأركان: العميد الركن أحمد عاطف.

رئيس العمليات: العميد الركن عدي العماد.

 

نطاق التمركز: مقبنة، ذوباب، الوازعية، موزع.

يشمل: قطاع الكدحة، ولواء باب المندب بقيادة العميد ماجد السقيا، واللواء 17 التابع لألوية العمالقة

 

محور الحديدة:

القائد: العميد زايد منصر.

رئيس الأركان: العميد الركن فاروق الخولاني.

رئيس العمليات: العقيد وليد زياد.

نطاق التمركز: الخوخة، والمناطق الساحلية المحررة في جنوب الحديدة (الخوخة، حيس، أطراف الجراحي والتحيتا).

 

التشكيل البحري ينتشر من ذوباب حتى مشارف التحيتا، ويؤدي دوريات بحرية لمكافحة التهريب، خصوصاً تهريب السلاح للحوثيين.

وقد ضبطت القوات عدة شحنات، أبرزها قارب يحتوي على صواريخ مدفعية موجهة، محركات أوروبية لصواريخ كروز، أجهزة تتبع، وطائرات مسيّرة تجارية. الأخطر من ذلك كان احتواؤه على خلايا وقود هيدروجيني تستخدم في تطوير الطائرات المسيّرة، صُنّعت في الصين وجرى تزوير بياناتها على أنها أسطوانات أكسجين.

 

التمويل والتسليح

تحظى القوات بدعم مالي ولوجستي منتظم من الإمارات، إلى جانب دعم سعودي محدود، ويتم صرف مرتبات أفرادها بالريال السعودي.

تنظيمياً ومالياً، تم تصنيف القوة إلى ضباط وجنود، لكن لم تُعتمد الرتب أو الترقيات رسمياً، بخلاف قادة التشكيلات الأخرى كقوات الانتقالي الذين يتلقون ترقيات بقرارات رئاسية.

تمتلك القوات قدرات تسليحية متقدمة، وفرتها الإمارات، وتشمل: عربات مدرعة، ناقلات جند، مدفعية ميدانية، كاتيوشا، صواريخ مضادة للدروع، طائرات استطلاع مسيّرة، دبابات قديمة، أسلحة وذخائر يتم توفيرها من السوق المحلية والخارجية، كما تملك وحدات بحرية تكتيكية، زوارق سطح، منظومات مراقبة واستطلاع، ورادارات، إلى جانب دعم فني وتسليحي تلقته قوات خفر السواحل من بريطانيا.

 

يقع ضمن نطاق مهام القوات ميناء المخا، أحد أقدم وأهم المرافئ اليمنية، أعلن عن إعادة افتتاحه في يوليو 2021م، وجرى إعادة تطوير مرافقه وتأهيل بنيته، واستأنف الميناء تسيير سفن التصدير بعد عام من افتتاحه. في أبريل الحالي استقبل الميناء أول سفينة تجارية كبيرة للمرة الأولى منذ نحو عقد ونصف.

ومثله، مطار المخا، الذي بدأ تأسيسه نهاية العام 2021 وتم تطويره بتمويل إماراتي كمطار عسكري ومطار دولي مدني بمدرج واسع وبرج على مساحة ثلاثة آلاف متر قادر لاستقبال طائرات كبيرة. استقبل المطار أول رحلة مدنية سيرتها الأمم المتحدة نهاية 2022، وأعلنت الحكومة في أبريل العام الماضي افتتاحه رسميا أمام الرحلات المدنية بعد استكمال جاهزيته الفنية والإدارية.

وإلى جانب كونه خط إمداد استراتيجي ومنفذ لقوات المقاومة، فهو يمثل رئة لمحافظة تعز وجوارها. وهما أيضا مدخلا مهما لتمويل القوات التي تتمكن من تأمين مصادر تمويلية محلية.

 

مع محدودية الأرض والسكان، تبذل قيادة المقاومة جهودا حثيثة لتوثيق العلاقة مع الحاضنة، وتطوير بنية مقومات عمرانية وخدمية لبناء مدينة حاضرة، من خلال تدشين المجمعات السكنية والطرق والمشروعات التعليمية والصحية وإمدادات الكهرباء، كما تنشط في المجال الخيري وتقديم المساعدات عبر "الخلية الإنسانية".