عاصفة فوق صعدة: الحوثيون في مواجهة نيران السماء وحصار الإرادة

     
بوابتي             عدد المشاهدات : 115 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عاصفة فوق صعدة: الحوثيون في مواجهة نيران السماء وحصار الإرادة

في قلب العاصفة، وبين دخان الضربات الجوية وهدير الطائرات المسيّرة، لا تزال جماعة الحوثي في اليمن تقف كجدارٍ عنيد، تتحدى حملة عسكرية أميركية لا هوادة فيها بدأت منذ منتصف مارس الماضي، وتهدف لتقويض قدراتها العسكرية وكسر شوكتها السياسية. ومع كل صاروخ يسقط وكل موقع يُدمَّر، يبقى السؤال عالقًا في الهواء: هل تقترب نهاية الحوثيين، أم أن صبرهم أطول من لهب القنابل؟

تقرير نشره موقع "ذا ماريتايم إكزكيوتيف" الأميركي، رصد صورة قاتمة للحملة الأمريكية، التي ورغم دقتها واتساع نطاقها، لم تنجح حتى الآن في إخماد نار الحوثيين، ولا حتى في شل إرادتهم. الهجمات البحرية الحوثية تراجعت بشكل ملحوظ، بحسب بيانات التجارة البحرية البريطانية في دبي، فيما سُجلت آخر محاولة في 15 أبريل، يُعتقد أنها كانت حادثة قرصنة.

رغم هذا السكون المؤقت، لا يعني أن البحر آمن أو أن النيران انطفأت. فالحوثيون ما زالوا يعلنون بين الحين والآخر عن استهداف رمزي، كان أبرزها ادعاؤهم ضرب حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري إس ترومان" في البحر الأحمر، وهو ما لم تعترف به البحرية الأمريكية، التي قالت إنها لم ترصد شيئًا يدعم هذا الزعم. وبين البحر واليابسة، لا تزال صواريخ الحوثيين تُطل برؤوسها من وقت لآخر، موجهة نحو إسرائيل.

رغم الخسائر، لا يلوح في الأفق ما يدل على انهيار قريب. القدرات الهجومية للجماعة، بحسب التقرير، تعرضت لنكسات واضحة، إلا أن الروح القتالية لا تزال حاضرة، بل وتغذيها مشاهد الحشود الضخمة في شوارع صنعاء، كما حدث في 18 أبريل، وكأن الجماعة ترسل برسالة مزدوجة: "نُقصف من السماء، لكن الأرض لا تزال لنا".

وفي ساحة الرواية، يخوض الحوثيون حربًا من نوع مختلف، يسعون من خلالها لإقناع العالم أن الضربات الأمريكية عشوائية وتستهدف مدنيين. غير أن هذه الرواية سرعان ما تهاوت، خاصة بعد حادثة صاروخ مضاد للطائرات أطلقته الجماعة وسقط بالخطأ على سوق مزدحم في صنعاء القديمة يوم 20 أبريل، مخلّفًا مشاهد مأساوية شكّلت صفعة لخطاب المظلومية الذي تحاول الجماعة ترويجه.

ومع ذلك، تبدو القيادة المركزية الأمريكية عازمة على المضي قدمًا، لأن المعركة تحوّلت في جوهرها إلى "صراع إرادات". الحوثيون، رغم ما يُعرف عنهم من صمود، لم يكونوا عصيين على التراجع في الماضي، بل إنهم أبدوا استعدادًا للانحناء عندما شعروا أن الأرض تُسحب من تحت أقدامهم.

وختامًا، يلمّح التقرير إلى حقيقة صادمة: التهديد الذي يشكله الحوثيون للملاحة في البحر الأحمر قد لا يُزال بالقصف وحده، بل ربما يتطلب تحولًا سياسيًا عميقًا داخل بنية الجماعة نفسها. فالتاريخ علّمنا أن حتى أكثر الحركات تماسكًا، قد تنهار حين تلامس الخطر الوجودي. وربما، كما في الستينيات، عندما قبل أسلافهم دعمًا بريطانيًا وإسرائيليًا للبقاء، سيتكرر المشهد، تحت وطأة النار… وعزلة القرار.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قنبلة علمية من قلب أمريكا.. هذه الدولة وراء صناعة وتصدّير كورونا إلى العالم!

الحدث اليوم | 538 قراءة 

قوات الحوثي تعتقل مدير أمن العاصمة المؤقتة عدن

وطن نيوز | 510 قراءة 

توجيهات حوثية غير مسبوقة بخصوص علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر بصنعاء ومناطق سيطرة الجماعة

المشهد اليمني | 505 قراءة 

اعتقال صادم في شبوة: لماذا اقتحمت القوات المشتركة منزل رجل أعمال بارز؟

المشهد اليمني | 440 قراءة 

تحرك جديد لقوات درع الوطن في عدن

العين الثالثة | 388 قراءة 

السعودية.. من “المجلس الجمهوري” إلى “المجلس الرئاسي الانتقالي” (2_2)

بيس هورايزونس | 380 قراءة 

بتوجيهات حكومية.. هذه المحافظة تدخل مرحلة جديد بمصفاة نفط ومنطقة حرة

يني يمن | 344 قراءة 

حشد عسكري عقب اكتشاف مواقع أثرية

كريتر سكاي | 297 قراءة 

تحذير جديد من أمطار رعدية وسيول جارفة تضرب هذه المحافظات اليمنية

عدن نيوز | 259 قراءة 

تمتد حتى عدن.. الأرصاد الجوية تحذر من أمطار رعدية غزيرة مصحوبة بالبرد في عدة محافظات 

عدن تايم | 227 قراءة