يمن إيكو|تقرير:
كشفت تقارير أمريكية عن مخاوف من وقوع تكنولوجيا عسكرية متطورة للجيش الأمريكي بيد قوات صنعاء، وذلك بعد أن تم العثور على قنبلة “ستورم بريكر” انزلاقية لم تنفجر، في أحد مناطق اليمن.
ووفقاً لتقرير نشره موقع “ذا وور زون” الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية، أمس الجمعة، ورصده وترجمه “يمن إيكو”، فقد “انتشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر قنبلة (ستورم بريكر) ملقاة على الرمال، ويقال إن مواطنين عثروا عليها في منطقة عسيلان بمحافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، ومن الواضح أن الصاروخ لم ينفجر، ويبدو أن رمال الصحراء خففت من تأثيره، مما جعله سليماً”.
وأضاف أن “هذا السلاح الذي تم تأكيد استخدامه مؤخراً في القتال في اليمن، يوفر قدرات متقدمة للغاية.. ومن المتوقع أن يصبح هذا السلاح أحد أهم الأسلحة الأمريكية وأكثرها استخداماً”، مشيراً إلى أنه “مع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن الخطر التكنولوجي المتمثل في وقوع بقايا هذا السلاح، الذي لا يزال سليماً تقريباً، في أيدي العدو، هو خطر كبير”.
وبحسب الموقع فإنه “ليس من الواضح ما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا، لكن يبدو أنها المرة الأولى التي يُوثّق فيها علناً”.
وأشار الموقع إلى أن القيادة المركزية الأمريكية نشرت قبل شهر مقطع فيديو أظهر لقطات لقنابل “ستورم بريكر” تحملها طائرات (إف-18)، ولقطات لتجهيز هذه القنابل من قبل فنيي الأسلحة لحاملة الطائرات (هاري ترومان).
وذكر التقرير أن من ضمن المزايا الرئيسية لهذا السلاح هو أنه مزود بنظام التوجيه ثلاثي الأوضاع للسلاح، والذي يمكنه العثور على الأهداف باستخدام الأشعة تحت الحمراء التصويرية أو رادار الموجات المليمترية أو عن طريق استخدام التوجيه بالليزر شبه النشط لضرب نقطة هدف محددة.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا السلاح “لديه قدرة على التواصل مع الطائرة التي تحمله عبر وصلة بيانات مدمجة، وهذا يعني إمكانية إطلاق السلاح، وإعادة توجيهه عند الحاجة إلى هدف جديد بعد انطلاقه، بالإضافة إلى تلقي تحديثات دورية أثناء مساره”، بحسب التقرير.
ووفقاً للتقرير فإن “هذا السلاح يستطيع أيضاً الانزلاق تلقائياً بالكامل باستخدام نظام ملاحة بالقصور الذاتي بمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي، وبعد ذلك يمكنه الوصول إلى إحداثيات محددة أو البدء بالبحث عن هدف، ويوفر هذا مرونة كبيرة، إذ يستطيع السلاح إصابة الأهداف الثابتة والمتحركة، حتى في الليل أو في الأحوال الجوية السيئة، على مسافات بعيدة”.
وأوضح التقرير أن “احتمال وقوع هذا السلاح الآن في أيدي الحوثيين، بسلامته الملحوظة، يعني أنه قد يُمثل كنزاً استخباراتياً كبيراً”، مشيراً إلى أنه “من المحتمل أيضاً أن يستغل بعض خصوم أمريكا الرئيسيين تقنيات هذا السلاح” بالنظر إلى علاقتهم بقوات صنعاء.
وأضاف: “على وجه الخصوص، سيكون نظام التوجيه ثلاثي الأوضاع ذا أهمية كبيرة، وكذلك نظام ربط البيانات والملاحة الخاص به”، مؤكداً أن “الوصول إلى هذا النوع من التكنولوجيا قد يساعد أياً من هذه الأطراف على تطوير أسلحتها الخاصة، والأهم من ذلك، كشف نقاط ضعف النظام الأمريكي الصنع والتي يمكن استغلالها في الإجراءات المضادة”.
وإلى جانب “حزمة التوجيه” أوضح التقرير أن “سلاح (ستورم بريكر) مجهّز بمكونات أخرى عالية التقنية، بما في ذلك إلكترونيات أخرى، ورأس حربي قوي ولكنه صغير الحجم، وحتى المواد المستخدمة في تصنيعه متطورة.. وكل هذه العناصر تستدعي دراسة دقيقة من قبل أي عدو”.
وتابع: “هذا السلاح المتطور مليء بالقدرات المتطورة التي ستكون العمود الفقري لمخزونات الأسلحة الأمريكية في المستقبل، بما في ذلك كونه سلاحاً أساسياً لطائرة (إف-35) ويمكن استخدامه لملاحقة التشكيلات المدرعة ومواقع الدفاعات الجوية والسفن، ومن بين مجموعات الأهداف الأخرى، ولذا فإن القدرة على تشريح قدراته الدقيقة والتقدم التكنولوجي أمر مهم”.
وأشار التقرير إلى أنه “في حين أن العديد من الأسلحة قد فقدت في حالة شبه سليمة في أوكرانيا، لم يكن أي منها جديداً أو مليئاً بالقدرات، لكن هذا سيكون بالقرب من أعلى قائمة روسيا والصين للأسلحة ذات القدرات التخريبية التي قد يرغبون في نسخها لاستخدامهم الخاص وفحصها من أجل تعلم كيفية الدفاع ضدها بشكل أفضل”.
وخلص التقرير إلى أنه “قبل استخدام (ستورم بريكر) في اليمن، كان من المفترض دراسة المخاطر التكنولوجية المرتبطة به، فمهما كانت موثوقية أسلحة كهذه، فإن لكل سلاح معدل فشل، وهناك دائمًا احتمال وقوعه في أيدي العدو بمجرد دخوله في القتال، لكن وقوعه في أيدي العدو وهو سليم تماماً يُعد تطوراً غير مرغوب فيه من البنتاغون”.
وفي تقرير آخر رصده “يمن إيكو”، نقل موقع “ذا بيزنس إنسايدر” الأمريكي عن تريفور بول، الفنيّ السابق في الجيش الأمريكيّ والباحث في منظمة أبحاث التسلح، قوله إن “العثور على القنبلة، التي تبدو سليمة تماماً، يُسلّط الضوء على مشكلة احتمال وقوعها في أيدٍ غير مُرغوبة”.
وقال بول، إن الهندسة العكسية لهذا السلاح وإنشاء نسخ منه، سيضيق الفجوات بين قدرات الولايات المتحدة وخصومها.
وأضاف: “كلما اتسع نطاق الغارات الجوية واستخدامها، زادت احتمالية حدوث ذلك”، مضيفاً أن “نفس الخطر ينطبق على صاروخ (إيه جي إم -158) الذي تستخدمه الولايات المتحدة ضد الحوثيين” وهو صاروخ كروز متخفٍ بعيد المدى طورته شركة لوكهيد مارتن، وفقاً لما نقل الموقع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news