حضرموت البداية وصاحبة القرار الأخير

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 336 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حضرموت البداية وصاحبة القرار الأخير

في ذكرى مرور تسع سنوات على تحرير ساحل حضرموت من براثن الاحتلال اليمني في 24 أبريل 2016، تعود حضرموت لتؤكد عبر الموقف الشعبي والسياسي أنها لم تكن يومًا هامشًا في مشروع الجنوب، بل كانت البداية، وستظل صاحبة القرار الأخير، كما عبّر عن ذلك بوضوح الدكتور أمين العلياني في مقالته الموسومة بـ"مليونية حضرموت: من ذكرى انتصار حضرميتها إلى تأكيد جنوب هويتها"، حيث رسم فيها ملامح الصراع الممتد على هوية حضرموت، وانتهى بتأكيد خيار الجنوب الفيدرالي كحاضنة سياسية وهوية جامعة.

قال العلياني إن "حضرموت اليوم تبرز كصرحٍ شامخ يحمل في ثناياه تاريخًا نضاليًا وحضاريًا لا يُنسى"، مشيرًا إلى أن حضرموت ليست مجرد جغرافيا يختزل في وادٍ أو ساحل، بل "وعاءٌ تاريخي ضمّ رجالًا صنعوا مجد الجنوب بهويته العربية قديمًا وحديثًا"، وهو ما يؤسس لفهمها كهوية سياسية لا يمكن تجزئتها أو فصلها عن مسار الجنوب.

ومن خلال قراءة تحليلية لمسار حضرموت، يؤكد العلياني أن "رحم الجغرافيا الحضرمية ولدت هويتها الجنوبية"، مذكّرًا أن حضرموت كانت شريكًا فاعلًا عند إعلان دولة الجنوب المستقلة في نوفمبر 1967، بشخصياتها وسلاطينها وأمرائها وعلمائها الذين آمنوا منذ البدايات بأن "الجنوب هو الهوية الجامعة".

ورفضًا للروايات التي تحاول تسويق فكرة أن دخول السلطنات الحضرمية إلى الدولة الجنوبية تم تحت الإكراه أو التهديد، يوضح العلياني: "لم تدخل السلطنات الحضرمية في مشروع الدولة الجنوبية تحت تهديد السلاح أو الإكراه... بل دخلت بإرادة وطنية صافية، وانتماء لا تشوبه شائبة"، في تفنيد مباشر للسرديات التي يُراد لها تشويه جذور الهوية الجنوبية.

ويمضي العلياني إلى محطات أكثر تقدمًا في مسار الوعي الحضرمي، مستشهدًا بصمود حضرموت ضد ما وصفه بـ"أبشع احتلال عرفته الجنوب في صيف 1994"، وإلى انتفاضات 1997 التي اعتبرها "ليست مجرد احتجاجات رمزية، بل شرارةً أشعلت المقاومة ضد الاحتلال اليمني"، مؤكدًا أن "الجنوب هوية لا تموت ولا يقبل الاحتلال مرة أخرى وتحت أي مسميات كانت".

وفي سياق التحولات السياسية التي طالت حضرموت، وصف العلياني الوحدة في 1990 بأنها "وحدة مغدورة"، مشيرًا إلى أن حضرموت ظلت حصنًا منيعًا للهوية الجنوبية، وأن مشروع اليمن لم يكن سوى "غطاءً لنهب الثروات وطمس الهوية".

ويستشهد العلياني بشعارات المليونيات كدليل على وضوح الموقف الشعبي: "حضرموت جنوبية ولن تكون إلا جنوبية هوية وانتماء"، معتبرًا أن هذه المواقف تمثل صرخة في وجه "الاحتلال الذي يأتي بأشكال داعشية أو حتى مشاريع ناعمة مغلقة بتمزيق الهوية بمسميات الأقلمة واليمننة".

ويصل العلياني إلى ذروة الطرح بالقول: "حضرموت تقولها بالعلن أن الجنوب الفيدرالي هو الخيار الوحيد الذي يحفظ هويتي ويمنحني خصوصيتي"، معتبرًا كل ما عداه "مجرد سرديات خيالية غايتها الاحتلال وإن تغيرت مسمياته"، ليؤكد مجددًا أن حضرموت لا تقبل المساومة ولن تكون إلا جزءًا أصيلًا من الجنوب، بهويتها وإرادة أبنائها.

وفي ختام موقفه، ومع الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت، يعلن العلياني بوضوح: "حضرموت مع مشروع الجنوب الفيدرالي، وستظل محافظة على هويتها الجنوبية إلى الأبد، فمن جغرافيتها سيُبنى الجنوب الجديد، ومن إرادة أبنائها ستولد الدولة الفيدرالية المستقلة. لأن حضرموت كانت البداية، وستكون دائمًا صاحبة الكلمة الأخيرة."

وبين الذاكرة التاريخية والصراع السياسي، يبقى موقف حضرموت – كما رسمه العلياني – هوية راسخة، ومسارًا لا يقبل الانحراف، وخط دفاع أول في وجه مشاريع التقسيم، مهما تغيرت أدواتها أو مسمياتها.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 715 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 660 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 622 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 511 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 505 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 488 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 471 قراءة 

منفذ الوديعة يفرض شرطاً جديداً على المغتربين اليمنيين

المشهد اليمني | 398 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 360 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 313 قراءة