أخبار وتقارير
(الأول) غرفة الأخبار:
بدأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، إخماد معركة الحسم بين مجلس القيادة الرئاسي ضد جماعة الحوثي، من خلال تحركات مفاجئة.
عبر عن هذا بدء المبعوث الأممي إلى اليمن، جولة جديدة في المنطقة للتهدئة وإيقاف الترتيبات العسكرية لمعركة الحسم ضد الحوثيين. وقال مكتب غروندبرغ إنه "اجتمع اليوم في مسقط مع كبار المسؤولين العمانيين وأعضاء من قيادة أنصار الله وممثلي المجتمع الدبلوماسي".
تحركات لمعركة الحسم
يستعد المشهد السياسي اليمني لاستحقاق جديد، مع توجيه الرئيس الدكتور "رشاد محمد العليمي"، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، "دعوة إلى النخب الوطنية وقيادات القوى والمكونات السياسية" للمشاركة في "لقاء تشاوري مرتقب"، هدفه تعزيز الشراكة والتوافق الوطني في ظل التحديات الراهنة.
وعقد أمس رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، اجتماعًا موسعًا مع قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية لمناقشة الاستحقاقات الوطنية وأولويات المرحلة المقبلة.
وشدد الرئيس العليمي خلال اللقاء على أن اللحظة السياسية والعسكرية الراهنة تمثل "فرصة لا ينبغي التفريط بها".. مشيرًا إلى أن معظم الشروط الموضوعية باتت متوفرة لتحويل هذا العام إلى محطة حاسمة في مسار استعادة الدولة وإنهاء معاناة اليمنيين التي طال أمدها.
ودعا الرئيس العليمي إلى تجاوز الخلافات وتكريس الشراكة الوطنية بين المكونات السياسية باعتبارها ضرورة ملحة لإنجاز معركة التحرير وبناء الدولة العادلة، مؤكدًا أن القوى السياسية ليست مجرد كيانات داعمة، بل شركاء فاعلون في القرار والتخطيط، وفقًا للمرجعيات الدستورية الحاكمة للمرحلة الانتقالية.
وأكد الرئيس العليمي أن التراكم المحقق على الصعيدين الداخلي والخارجي أعاد صياغة الموقف الدولي من مليشيا الحوثي، التي باتت تُصنّف بشكل متزايد كمنظمة إرهابية تهدد الأمن الإقليمي والدولي، موضحًا أن المجتمع الدولي انتقل من "سياسة الاحتواء" إلى "خيار الردع"، في إشارة إلى الموقف الأمريكي الحازم مؤخرًا.
وتطرق رئيس مجلس القيادة إلى إنجاز المجلس لوثائق استراتيجية شاملة، تشمل رؤى سياسية وعسكرية واقتصادية وإعلامية، تمهيدًا لمرحلة أكثر فعالية على الأرض، مشيرًا إلى أن نجاح هذه الرؤى يرتبط مباشرة بمدى الجاهزية الوطنية لاقتناص التحولات الجارية وتوظيفها لصالح المشروع الجمهوري.
وقبيل بدء المناقشات، وقف الحضور دقيقة حداد على أرواح الشهداء، بمناسبة ذكرى تحرير مدينة المكلا من قبضة الجماعات الإرهابية قبل تسعة أعوام، وهي مناسبة اعتبرها العليمي لحظة فارقة في التاريخ اليمني الحديث، مشيدًا بدور أبناء حضرموت ودعم الأشقاء في السعودية والإمارات في تحقيق ذلك الانتصار.
من جانبهم، عرض ممثلو التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية رؤيتهم للمرحلة، مؤكدين على ضرورة بناء جبهة وطنية موحدة، ومواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية، والعمل على تعزيز الاستقرار في المناطق المحررة تمهيدًا لإعادة بناء الدولة.
كما جددوا تأكيدهم على أن المرحلة الحالية تتطلب شراكة أوسع، واستثمارًا سياسيًا دقيقًا للتغيرات الدولية، بهدف استعادة القرار الوطني وتخليص البلاد من قبضة المشروع الإيراني.
انتقادات حادة
في تعبير عن حالة الإحباط المتزايدة إزاء الجهود الدولية المبذولة لإنهاء الأزمة اليمنية، وجّه الصحفي اليمني هزاع البيل انتقادات لاذعة إلى مساعي الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، معتبرًا أن تلك الجهود "عبثية" ولا تعكس الواقع المرير الذي يعيشه الشعب اليمني.
ووصف البيل جماعة الحوثي بـ"الإرهابية"، مشدداً على أنها مصنفة على القوائم الأمريكية والدولية كمنظمة إرهابية.
وفي تصريحاته، قال البيل إن "الواقع يفضح عبث هذا المسعى"، مؤكداً أن الجماعة الحوثية "لا تحمل في أيديولوجيتها أي مفهوم حقيقي للسلام".
وأشار إلى أن سلوك الجماعة يعكس نهجًا قائمًا على التصعيد العسكري والممارسات القمعية ضد المدنيين، بدلاً من الانخراط في عملية سياسية بناءة تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.
ووصف "التناقض الصارخ والانفصام الكبير في نهج المبعوث الأممي وأجندة الأمم المتحدة".
وأوضح أن المنظمة الدولية فشلت حتى الآن في التعامل مع ملفات حساسة مثل إطلاق سراح موظفيها المختطفين لدى الحوثيين، بما في ذلك موظفو مكتب المبعوث الأممي نفسه الذين اختُطفوا من منازلهم "فقط لأنهم يعملون مع الأمم المتحدة".
ويعد هذا الأمر، وفقاً للبيل، دليلاً واضحاً على عدم جدية الحوثيين في التعاون مع المجتمع الدولي، وعلى ضعف موقف الأمم المتحدة في التعامل مع هذه الانتهاكات.
وتساءل البيل: "كيف يمكن للأمم المتحدة أن تكون وسيطاً نزيهاً أو طرفاً فعالاً في تحقيق السلام بينما تفشل في الدفاع عن حقوق موظفيها وإطلاق سراحهم من قبضة مليشيات لا تعترف بالقوانين الدولية؟".
وفي سياق حديثه عن الدور الأممي، اعتبر البيل أن الأمم المتحدة لم تحقق لليمنيين خلال أكثر من عشرين عامًا "إلا المزيد من الانحدار والفشل".
وأشار إلى أن السياسات التي اتبعتها المنظمة الدولية في اليمن كانت عاجزة عن تقديم حلول مستدامة للأزمات المتتالية التي عاشتها البلاد، سواء قبل الحرب أو أثناءها.
وأضاف: "الأمم المتحدة ليست فقط غائبة عن المشهد الإنساني، بل أصبحت شريكاً غير مباشر في المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني"، معتبراً أن المنظمة الدولية تكتفي بإصدار البيانات والمبادرات دون أن يكون لها أي تأثير حقيقي على الأرض.
وختم البيل منشوره برسالة ساخرة للمبعوث الأممي، قائلاً: "فليبقَ المبعوث في مسقط يبحث عن سلامه مع محمد عبدالسلام، ولينعم معه بليالٍ بنفسجية في فنادق الرفاهية، أما اليمنيون فقد حسموا أمرهم: الخلاص قادم، ولا عودة إلى الوراء".
وتأتي هذه الكلمات لتعبر عن حالة الغضب الشعبي المتزايد تجاه ما يُنظر إليه على أنه انحياز دولي للحلول السلمية مع الحوثيين، على حساب حقوق الشعب اليمني وآماله في استعادة الدولة واستقرار البلاد.
يبدو أن الطريق نحو السلام في اليمن لا يزال طويلاً ومعقداً، وأن الحلول الحقيقية ستبقى رهناً بتغيير جذري في النهج الدولي والإقليمي، بالإضافة إلى إرادة الشعب اليمني الذي يصر على الخلاص من هذه الأزمة بأي ثمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news