عدن توداي
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
هاهو يعود علينا اليوم العالمي للكتاب في الثالث والعشرين من ابريل ونحن لانستطيع نقرأ كتابا ولانكتب تهنئة بل ونحن نغرق في الظلام ونسبح في الليل السرمدي والجهل الأبدي الذي ليس له آخر ، نتسول الأعداء وننبطح للجبناء وننتظر الفضل من اللئام . وهانحن نودع الشتاء ونستقبل الصيف مع أننا لم نطعم من جوع ولم نأمن من خوف ..فما الذي جرى ويجري يابلاد العرب السعيدة ؟ أولم تعودي سعيدة يابلاد العرب ؟ أم نحن من جلب لك الشقاء ومنع عنك السعادة ؟ اعلم يابني أنني لم أسم السعيدة إلا لأنني كنت ومازلت كذلك . ولكنكم أنتم من جلب لي الشقاء وأنتم من أحال سعادتي إلى تعاسة . أجل يابني لقد كنت سعيدة يوم كنت مهدا للعظماء وموطنا للسعداء ، يوم كنت لا أنجب إلا أصحاب الهمم العالية ، الشامخين شموخ جبالي الراسية ، الذين علموا الآخرين كيف يأكلون مما يزرعون وكيف يلبسون مما يصنعون وكيف هم عن حوضهم بسلاحهم يدافعون . أما أنتم يا أشباه الرجال ولا رجال ، يامن سلمتم أمركم لأعدائكم وأصبحتم تقتاتون بشرفكم وكرامتكم وتبتاعون في أعراضكم وتنازلتم عن مكانتكم بين الأمم ولم تعودوا تتذكروا شيئا من تاريخ حضاراتكم ، ليس هكذا وحسب بل وبعتم بأرخص الأثمان ماورثتموه عن أجدادكم .. فكيف لي أن أبقى بلاد العرب السعيدة وقد سكنني أشباه العرب ؟ أناس لا لأرضهم يفلحون ولا لملابسهم يصنعون ولا عن حماهم يذودون . يقتادون من أجل يقتاتون ويصدقون من عليهم يكذبون ، لايحافظون على الأرض ولايموتون من أجل العرض .. لقد عجزتم عن توفير الوقود وأنتم في الأصل حطب الوقود ولم تستطيعوا إنارة أصغر المدن مع أن عظامكم لو جمعت لأنشأت أكبر المدن ، لقد هنتم على أنفسكم فهنتم في نظر أعدائكم ، فأصبحتم حقراء لايستطيع الناظر رؤيتكم بالعين المجردة . فإلى مزبلة التاريخ أيها الحقراء لعل الله يستخلف بلاد العرب السعيدة بقوم خير منكم .
ومع ذلك كله فإن المخاض قد أوشك ، وبزوغ الفجر قد أضحى قاب قوسين أو أدنى …
مقالات ذات صلة
هنا عشتي ملاذي وموقع منامي… !
لماذا أبين اليوم دون بقية المحافظات؟!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news