عدن توداي/متابعات خاصة
كشفت صحيفة “العربي الجديد” عن دعوة عاجلة وجهتها القيادة اليمنية الشرعية إلى كافة القوى السياسية المنضوية تحت مظلتها، لعقد اجتماع موسع في العاصمة السعودية الرياض. يأتي هذا التحرك بمشاركة قيادات عسكرية وأمنية بارزة، إلى جانب أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، لمناقشة مستجدات الأوضاع العسكرية والسياسية، وعلى رأسها احتمالية اندلاع حرب برية في البلاد.
وبحسب مصادر إقليمية تحدثت للصحيفة، فإن الاجتماع يأتي على خلفية مشاورات إقليمية ودولية مكثفة تهدف إلى احتواء التصعيد العسكري المتسارع في اليمن، لا سيما بعد تصاعد التوترات في المنطقة من غزة إلى اليمن، وسط مخاوف متزايدة من أن تتحول الأراضي اليمنية إلى ساحة حرب جديدة في ظل صراع النفوذ بين واشنطن وطهران.
وأشارت المصادر إلى أن المباحثات السعودية الإيرانية الأخيرة، والتي شملت لقاءً بين وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان والمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، تطرقت إلى مستقبل الوضع في اليمن، رغم غياب التصريحات الرسمية حول ذلك. وأضافت أن إيران أبدت خلال هذه اللقاءات قلقها من إمكانية استغلال الولايات المتحدة لقوى حليفة للسعودية بهدف استئناف الحرب ضد الحوثيين.
وأكدت ذات المصادر أن إيران تلقت تأكيدات من الجانب السعودي بأن الرياض لا تسعى لأي تصعيد عسكري في اليمن، بل تفضل الدفع نحو تسوية سياسية شاملة، تشمل تحولا جذرياً في وضع جماعة الحوثي، يتضمن تخليها الكامل عن السلاح، وتحولها إلى كيان سياسي مدني، وتسليم العاصمة صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها، وانسحاب مقاتليها من المدن والجبهات.
مقالات ذات صلة
استمرار إنقطاع الكهرباء تزامناً مع وصول العليمي إلى عدن
عاجل: بدء صرف مرتبات سبتمبر لمتقاعدي الداخلية والأمن
وفي سياق موازٍ، تحدثت المصادر عن تحركات أوروبية وأممية مكثفة – دون مشاركة أمريكية مباشرة – تهدف إلى تجنب اندلاع مواجهة عسكرية شاملة في اليمن، محذّرة من أن التصعيد، إذا ما حدث، ستكون له تداعيات كارثية على المستويين الإنساني والإقليمي، خاصة في ظل الكثافة السكانية العالية في مناطق سيطرة الحوثيين، وتدهور الوضع الإنساني بشكل خطير خلال العقد الأخير.
ووفقاً للتقارير ذاتها، فإن الجهود الدبلوماسية الراهنة لم تنجح حتى الآن في بلورة رؤية موحدة بين مختلف الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة بشأن كيفية احتواء الأزمة، حيث لا يزال الموقف مرهوناً بإبداء الحوثيين نية صادقة لتجنّب الحرب، والانخراط في تسوية سياسية فعلية.
وتأتي هذه التحركات السياسية في وقت حساس، حيث يتزامن التصعيد اليمني مع تزايد احتمالات نشوب صراع أوسع في المنطقة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، في ظل تهديدات متبادلة وتحرّكات عسكرية ملحوظة، من ضمنها سحب إيران لقواتها البحرية بالقرب من سواحل اليمن والقرن الأفريقي.
وكانت زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران، الخميس الماضي، قد لفتت الأنظار في توقيتها، حيث حمل رسالة خاصة من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى القيادة الإيرانية، في ظل توتر إقليمي غير مسبوق. وذكرت مصادر مطلعة أن هذه الزيارة رغم طابعها العلني، حملت الكثير من الملفات الساخنة، من ضمنها الملف اليمني، في محاولة لاحتواء أي انفجار محتمل على الأرض اليمنية.
في المقابل، يترقّب الحوثيون نتائج هذه المباحثات السعودية الإيرانية، وينتظرون الرسائل التي قد تصدر عنها خلال الأيام المقبلة، لتحديد موقفهم من أي تسوية أو تصعيد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news