تصريح لافت للفريق المقدشي: الجيش اليمني جاهز لخوض معركة برية ضد الحوثيين وتحرير الأراضي المحتلة

في تصريح يعكس حجم الاستعدادات العسكرية والسياسية التي تشهدها الساحة اليمنية، أكد الفريق محمد علي المقدشي، وزير الدفاع اليمني السابق، في حوار خاص مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك الجاهزية الكاملة لخوض معركة برية ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية إذا ما صدرت التوجيهات السياسية بذلك.

وأشار المقدشي إلى أن الجيش اليمني قد راكم خبرات قتالية كبيرة خلال السنوات الماضية من الصراع، وأنه بات يمتلك القدرة والإرادة الصلبة لتحقيق النصر العسكري وتحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وأوضح أن هذه القدرة لا تعتمد فقط على العنصر البشري المؤهل والمدرب، بل تمتد أيضًا إلى التجهيزات والخطط العسكرية التي تم إعدادها بدقة وعناية.

الجيش اليمني: الجاهزية القتالية والتخطيط الاستراتيجي

لفت الفريق المقدشي إلى أن القوات المسلحة اليمنية تعمل بشكل متواصل لتعزيز قدراتها القتالية وتطوير استراتيجياتها بما يتناسب مع طبيعة التحديات الميدانية.

وقال: "لقد تعلمنا الكثير من التجارب السابقة، ونحن اليوم نملك خططاً مدروسة ومبادرات نوعية تمكننا من الحسم العسكري إذا توافرت التغطية والدعم اللازمين". وأكد أن الدعم المستمر من التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، يمثل عاملًا أساسيًا في تعزيز قدرات الجيش اليمني.

وشدد المقدشي على أن أي قرار يتعلق بشن معركة برية لن يتم اتخاذه بشكل منفرد، بل سيتم دراسته ضمن إطار شامل يأخذ بعين الاعتبار الاعتبارات الوطنية والإقليمية والدولية.

وأوضح أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين القيادة العسكرية اليمنية والقيادة السياسية، وكذلك مع دول التحالف العربي، لضمان أن تكون الخطوات المقبلة مدروسة ومبنية على أسس واضحة تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.

تصاعد التوترات على الجبهات

تأتي تصريحات الفريق المقدشي في ظل تصاعد التوترات على مختلف الجبهات اليمنية، حيث شهدت الأيام الأخيرة تكثيفًا في العمليات العسكرية من قبل قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية ضد مواقع الحوثيين.

كما تتزايد التحركات الدبلوماسية على المستوى الإقليمي والدولي لبحث سبل حل الأزمة اليمنية، في وقت يترقب فيه الشارع اليمني بحذر تطورات قد تُعيد رسم موازين القوى على الأرض.

ويرى مراقبون أن تصريحات المقدشي تحمل رسائل متعددة الأبعاد؛ فهي توجه رسالة قوية إلى ميليشيا الحوثي بأن الجيش اليمني قادر على فرض الخيار العسكري إذا استمرت التعنت والرفض لمساعي السلام، كما تحمل رسائل طمأنة للشعب اليمني وللتحالف العربي بأن الجهود العسكرية تسير وفق خطط مدروسة لتحقيق الأهداف المرجوة.

آمال الشعب اليمني وأهمية الدعم الدولي

وفيما عبر العديد من أبناء الشعب اليمني عن تفاؤلهم بهذه التصريحات، أكدوا أنهم يعولون على الجيش الوطني في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي الذي تسبب في معاناة إنسانية ومعيشية كبيرة طيلة السنوات الماضية. وطالبوا المجتمع الدولي بتكثيف الضغوط على الحوثيين للقبول بحل سياسي شامل، مشيرين إلى أن استمرار الحرب دون تحقيق تقدم حقيقي يزيد من معاناة الشعب اليمني.

من جانب آخر، دعا محللون سياسيون إلى أهمية توفير الدعم الدولي للحكومة اليمنية الشرعية، سواء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية أو دعم جهود الجيش الوطني في مواجهة الحوثيين.

وأكدوا أن الحل السياسي يظل الخيار الأمثل، لكنه يتطلب ضغطًا حقيقيًا على الحوثيين لوقف انتهاكاتهم واحترام القرارات الدولية.

تصريحات الفريق المقدشي تأتي كجزء من استراتيجية واضحة تستهدف تعزيز الثقة بالجيش اليمني وتأكيد جاهزيته لتنفيذ أي مهمة وطنية تسند إليه.

وفي الوقت الذي يأمل فيه الشعب اليمني أن تكون هذه التصريحات بداية لنهاية معاناته الطويلة، فإن الجميع يدرك أن الطريق نحو السلام والاستقرار ما زال مليئًا بالتحديات التي تتطلب تضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية.