يمن إيكو|تقرير:
صعّدت الصين، اليوم الإثنين، من لهجتها إزاء الولايات المتحدة الأمريكية، متهمة إياها باستخدام الرسوم الجمركية كسلاح للضغط على الدول الأخرى لخفض تجارتها مع بكين، واصفةً ذلك بأنه “تنمر أحادي الجانب”، كما حذرت الصين من خطورة أي اتفاقات أمريكية مع شركاء بكين التجاريين، عبر عرض خفض الرسوم الجمركية مقابل قطع علاقتهم بالصين. وفقاً لما نشرت منصة “ياهو فاينانس”، ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”.
وقالت الصين إنها لن تقبل بأي اتفاق يُبرم على حسابها، متعهدة باتخاذ إجراءات مضادة حازمة إذا رضخ الآخرون للضغوط الأمريكية. وقالت إن العودة إلى “قواعد الغاب” في التجارة ستضر بالجميع، في تطور جديد لتوترات الحرب الجارية بينهما، بعدما كان الجانبان قد أبديا تفاؤلهما الأسبوع الماضي بمسار المفاوضات، بعد حرب رسوم جمركية متبادلة بينهما وصلت إلى نسبة 125%.
وفي مسار متصاعد من الحرب التجارية المتبادلة، أعلنت الصناديق الاستثمارية الصينية المدعومة من الدولة اليوم الإثنين انسحابها من الاستثمار في صناديق شركات رأس المال الخاصة التي يقع مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
وذكر التقرير، الذي استشهد بسبعة مسؤولين تنفيذيين في شركات الاستثمار الخاص على دراية بالأمر، أن بعض الصناديق الصينية تسعى أيضاً إلى استبعادها من الاستثمارات في الشركات الأمريكية التي تقوم بها شركات الاستثمار الخاص التي مقرها في أماكن أخرى، مضيفاً: إن المسؤولين التنفيذيين لشركات الاستحواذ المتعددة لن يقدموا التزامات تمويلية جديدة للشركات الأمريكية، في حين يتراجع البعض عن التخصيصات المخطط لها، في الحالات التي لم يقدموا فيها التزاماً نهائياً بعد.
وفي خضم تداعيات الحرب بين أكير اقتصادين عالميين، على الشركات العملاقة، عادت طائرتان من طراز بوينج 737 ماكس مخصصة لشركات الطيران الصينية إلى الولايات المتحدة بعد أن كانتا تنتظران لحظة التسليم، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز التي أكدت أن الطائرة الأولى، المخصصة لشركة طيران شيامن الصينية، والمطلية بشعارها، هبطت في مطار بوينغ بمدينة سياتل يوم السبت الفائت. أما الطائرة الثانية، المخصصة أيضاً لشركة طيران شيامن، فقد هبطت في جزيرة غوام الأمريكية اليوم الإثنين.
وكانت بلومبرغ، نشرت تقريراً الخميس الماضي، يفيد بأن بكين طلبت من شركات الطيران الصينية عدم استلام طائرات أمريكية مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين. ولم يُؤكد هذا الحظر على عمليات التسليم حتى يوم الجمعة، ورفضت بوينغ وشيامن إيرلاينز التعليق على الطائرات المُعادة.
وفي سياق متصل، أفادت التقارير الدولية، أن الصين اتجهت منذ إعلان ترامب فرض الرسوم الجمركية في الثاني من ابريل الجاري، نحو خفض كبير لوارداتها من مختلف السلع الأمريكية، حيث وصلت بعض الفئات من السلع والبضائع الأمريكية- بعد ثلاثة أسابيع من الحرب التجارية بين البلدين- إلى واردات صفرية.
وذكرت منصة وكالة بلومبرج نيوز، أن من بين السلع الأمريكية، الأكثر تضرراً، كانت مشتريات الغاز الطبيعي المسال والقمح، حيث انخفضت إلى الصفر، وفقاً لبيانات الجمارك الصينية، وشكلت الولايات المتحدة 17% من واردات الصين من القمح العام الماضي، و5% من الغاز الطبيعي المسال.
وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، حذرت بكين شركاءها التجاريين من الخضوع للضغوط الأمريكية لعزل الصين في حرب الرسوم الجمركية التي شنها الرئيس دونالد ترامب، كجزء من نهجها القائم على الجزرة والعصا لكسب الدول المحاصرة بين أكبر اقتصادين في العالم، وفقاً لما نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وفي تعليقه على التقارير الإعلامية الأخيرة حول خطط إدارة ترامب للضغط على الدول لتقييد التجارة مع الصين مقابل الإعفاء من الرسوم الجمركية الأمريكية، قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية: “الاسترضاء لا يجلب السلام، والتسوية لا تكسب الاحترام”.
قال المتحدث في بيان: “إن السعي وراء مصلحة ذاتية مؤقتة على حساب الآخرين- مقابل ما يُسمى بالإعفاءات- أشبه بطلب جلد نمر. في النهاية، لن يُحقق شيئاً، بل سيضر الآخرين والنفس”، مؤكداً أن الصين تعارض بشدة أي اتفاق يمس مصالحها. وفي حال حدوث مثل هذا الوضع، فلن تقبله الصين، وستتخذ إجراءات مضادة حازمة”.
وكان ترامب أوقف- في التاسع من ابريل الجاري- فرض رسومه الجمركية “التبادلية” على معظم الدول لمدة 90 يوماً، مستثنياً من ذلك القرار الصين، التي رفع الرسوم الجمركية على وارداتها إلى نسبة مذهلة بلغت 145%، لترد برفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، وإضافة المزيد من الشركات الأمريكية إلى قائمتها السوداء للرقابة على الصادرات وقائمة الكيانات غير الموثوقة.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي أن إدارة ترامب تخطط لاستخدام مفاوضات التعريفات الجمركية الجارية للضغط على شركاء الولايات المتحدة التجاريين للحد من تعاملاتهم مع الصين، نقلا عن مصادر لم تسمها على دراية بالمحادثات.
وفي مقابل ذلك رد الرئيس الصيني شي جين بينج بقرارات نافذة وتحركات ميدانية لكسب مواقف الدول وتعزيز العلاقات التجارية مع شركائه التجاريين، وقد تجلى ذلك من خلال زياراته الأسبوع الماضي إلى فيتنام وماليزيا وكمبوديا، ووقع عدداً كبيراً من اتفاقيات التعاون الثنائي، وتعهد بدعم التجارة الحرة والمفتوحة، حاثاً تلك الدول على مقاومة “التنمر الأحادي” الأمريكي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news