يمن إيكو|تقرير:
أثارت فضيحة تسريب خطط العمليات العسكرية ضد اليمن من قبل وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، تساؤلات عن مستقبله في منصبه، وعن علاقة كشف هذه التسريبات بانسداد أفق حملة إدارة ترامب ضد اليمن، بعد اعتراف مسؤولين بمحدودية فاعليتها في مقابل تكاليفها الهائلة في ظرف شهر واحد.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز”، في تقرير رصده موقع “يمن إيكو” مساء أمس، قيام هيجسيث بتسريب خطط للعمليات العسكرية ضد اليمن في محادثة على تطبيق “سيجنال” مع 12 شخصاً ليس لهم صلاحية الوصول إلى هذه المعلومات، بما في ذلك زوجته وشقيقه ومحاميه، وذلك بعد قرابة شهر من فضيحة مماثلة لمستشار الأمن القومي مايك والتز، بشأن مناقشة وتسريب خطط الحملة ضد اليمن في محادثة على نفس التطبيق، تضمنت صحافياً من مجلة “ذا أتلانتك”.
وبحسب الصحيفة فإن التسريبات في المحادثتين وقعت في نفس التوقيت.
وجاء الكشف عن تسريبات وزير الدفاع بعد أيام من إقالته عدداً من كبار مسؤولي البنتاغون، على خلفية تورطهم في تسريب معلومات منها قدوم حاملة الطائرات (كارل فينسون) إلى المنطقة للمشاركة في قصف اليمن، وقال البيت الأبيض وهيجسيث إن الموظفين الذين تمت إقالتهم هم من كشفوا عن محادثة “سيجنال” للانتقام.
وفي مقالة على منصة “بوليتيكو”، رصدها موقع “يمن إيكو”، وصف المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون أوليوت ما يحدث بأنه “فوضى عارمة داخل البنتاغون” مشيراً إلى أنه “من الصعب تصوّر بقاء وزير الدفاع بيت هيجسيث في منصبه لفترة أطول”.
ونقلت شبكة “سكاي نيوز”، في تقرير رصده موقع “يمن إيكو”، اليوم، عن عدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين قولهم إن التفاصيل التي شاركها هجسيث كان يفترض بها أن تظل سرية، وأنه “كان من الممكن أن يؤدي نشرها إلى تعريض الطيارين للخطر”.
وأشارت إلى أن “السياسيين الديمقراطيين دعوا مراراً وتكراراً إلى استقالة هيجسيث”.
ونقلت عن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر قوله: “نحن نستمر في تعلم كيف يعرض بيت هيجسيث حياة الناس للخطر.. لكن ترامب لا يزال ضعيفاً جداً بحيث لا يستطيع إقالته، يجب إقالة بيت هيجسيث”.
وتثير هذه الأصداء تساؤلات عن مستقبل هجيسيث في منصب وزير الدفاع، وعما إذا كان سيصبح “كبش فداء” لفشل الحملة العسكرية التي تشنها إدارة ترامب ضد اليمن وتفاقم تداعياتها، فقد كشف مسؤولون أمريكيون أن تكاليف الحملة تجاوزت مليار دولار في غضون ثلاثة أسابيع فقط، مؤكدين أنها لم تحقق نجاحاً ملحوظاً في الإضرار بقوات صنعاء، كما عبر مسؤولون في البنتاغون عن مخاوف كبيرة لدى القادة العسكريين في منطقة المحيطين الهادئ والهندي من استنزاف الذخائر الدقيقة والمكلفة المخصصة للصراع مع الصين في الحملة ضد اليمن، مشيرين إلى أن سرعة إحراق هذه الذخائر سيدفع إلى نقل أسلحة من مخزونات الجيش الأمريكي في تلك المنطقة إلى البحر الأحمر.
وقد تصاعدت خلال الأيام الأخيرة انتقادات مباشرة للبنتاغون بشأن تكتمه الكامل عن تفاصيل العمليات في اليمن، وذكر موقع “ميليتاري” العسكري الأمريكي في تقرير رصده موقع “يمن إيكو”، أن وزارة الدفاع الأمريكية أصبحت ترفض تقديم أي تفاصيل أو الإجابة على أي أسئلة حول الحملة ضد اليمن، في ظل تزايد التقارير عن الفشل في تحقيق الأهداف، وتزايد المخاوف من الاستنزاف والتكاليف الهائلة.
وكتبت مراسلة الأمن القومي في شبكة “إن بي سي نيوز” كورتني كيوب، مؤخراً على منصة إكس أنه “بعد أشهر من التحديثات المنتظمة، توقفت القيادة المركزية الأمريكية عن مشاركة أي تفاصيل حول العمليات ضد الحوثيين، إذ ترفض إدارة ترامب تقديم أي تفاصيل حول الهجوم الحالي، باستثناء تكرار إعلان نجاحه بدون وجود حقائق تثبت ذلك”.
ومع تزايد الانتقادات والتساؤلات، بالإضافة إلى المعلومات المؤكدة للفشل في تحقيق أهدف الحملة العسكرية التي استثمرتها إدارة ترامب إعلامياً بشكل واسع كاستعراض للقوة، حتى أن الرئيس الأمريكي تحدث عن “إبادة الحوثيين”.. فإن التسريبات والإقالات والفوضى التي يشهدها البنتاغون تشكل خلفية محتملة لتحميل وزير الدفاع الأمريكي مسؤولية الفشل في النهاية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news