وكالات
رغم أن سلسلة حرب النجوم ترافقنا منذ عام 1977، فإن الجزء الثاني والأخير من مسلسل “أندور” التابع لهذه السلسلة الفنتازية الشهيرة، والذي سينطلق عرضه بعد أيام، يمثل لحظة فريدة في تاريخ هذا العالم الفنتازي، تضعنا أمام كواليس نشأة المعارضة والثورات ضد الأنظمة الاستبدادية.
ويعود المسلسل الذي يصفه نقاد بأنه “أفضل مسلسل في سلسلة حرب النجوم”، الثلاثاء القادم، في موسم أخير مليء بالروايات التاريخية عن الحرب والثورة، وفق مبتكره توني غيلروي.
كلّف إنتاج هذا العمل الضخم الذي طُرح موسمه الأول عبر منصة “ديزني بلاس” عام 2022، أكثر من 645 مليون دولار لموسميه، وفق مجلة “فوربس” الأميركية.
ومنذ انطلاقتها، شكّلت سلسلة “حرب النجوم” حجر الأساس في ثقافة الخيال العلمي المعاصر، بتركيبتها الأسطورية وأبعادها الملحمية. ورغم تعدد أفلامها ومسلسلاتها، بقيت معظم الإنتاجات تدور في فلك المغامرة الفضائية والصراع بين الخير والشر، لكن مع عرض الجزء الثاني والأخير من مسلسل “أندور”، من المتوقع أن نشهد تحولا غير مسبوق في طبيعة الطرح السردي داخل هذا العالم الخيالي، حيث يتتبع المسلسل بدايات التمرد ضد “الإمبراطورية المجرة” Galactic Empire، على مدى السنوات الخمس التي سبقت فيلم “المارق” Rogue One الذي صدر في العام 2016، من خلال رحلة بطله كاسيان أندور (يؤدي دوره دييغو لونا).
ويشارك في المسلسل إلى جانب لونا الذي يجسّد شخصية أندور الذي يتحول من لص إلى جاسوس ثوري، الممثل ستانيل سكارسغارد في دور لوتين رايل وهو قائد ثوري يُرشد كاسيان في مسيرته، والممثلة جينيفيف أوريلي في دور مون موثما عضو في مجلس الشيوخ وناشطة ثورية، والممثل فورست ويتاكر في دور ساو غيريرا مناضل قديم ضد الإمبراطورية، إلى جانب ألان توديك الذي يجسد بصوته فقط دور “بي-2إيمو” الروبوت المخلص الذي يساعد كاسيان.
في هذا الموسم من المسلسل، لن نتابع أبطالا خارقين ولا فرسانا يقاتلون قوى الشر بأسلحة الضوء، بل سنعايش كيفية ولادة المعارضة “السياسية” وتحركها ضد نظام قمعي، حيث يُركز العمل على كاسيان في سنواته الأولى قبل انضمامه إلى التحالف الثوري ضد الإمبراطورية، مستعرضا تطور شخصيته من شخص غير مهتم إلى بطل ثوري ملتزم، ومُسلطا الضوء على التضحيات والصراعات الشخصية التي يواجهها، كما يُظهر أيضا كيف تتشكل التحالفات الثورية في مواجهة “الإمبراطورية المجرة”، مُقدّما سردا سياسيا عميقا بعيدا عن الأسلحة الضوئية والقوة.
وفي الفيلم الذي يشرع فيه أحد أفراد القوات الخاصة المتمردة في مهمة انتحارية لسرقة مخططات “نجمة الموت”، وهو سلاح دمار شامل، “ثمة شخصيات تضحّي بكل شيء من أجل قضية”، على ما يوضح الممثل دييغو لونا لوكالة فرانس برس، مشيرا إلى أن المسلسل المتفرع منه يجسد “كيف يصل شخص ما إلى هذه النقطة.”
وبعيدا عن التركيز على البطل الذي يحمل العمل اسمه، يستكشف أندور الدوافع والجوانب المظلمة لدى الجانبين، ويتتبع كلّا من مهندس التمرد الناشئ الذي يلعب دوره ستيلان سكارسغارد وأتباع الإمبراطورية الظلامية.
وكان من المقرر في الأصل أن يستمر المسلسل لخمسة مواسم، لكن تم تعديله أثناء تصوير الموسم الأول، بحسب مبتكره توني غيلروي، مؤلف سيناريو النسخة السينمائية من روايات التجسس “جيسون بورن”، وسيناريو فيلم “روغ وان.”
وقال المنتج الأميركي إنه عند التوقيع على المشروع، “لم تكن لديّ أي فكرة عن حجم العمل المطلوب، كان الأمر مستحيلا من الناحية المادية.”
ونتيجة لذلك، فإن الموسم الثاني المؤلف من 12 حلقة، تُبث ثلاث منها أسبوعيا، تغطي فترة أربع سنوات حتى فيلم “Rogue One”، كما أن أحداث هذا الموسم تبدو “أكثر كثافة وتعقيدا” مقارنة بالموسم الأول، وفق دييغو لونا.
وتعتمد شركة ديزني، التي أصدرت عددا من أفلام ومسلسلات “حرب النجوم” بدرجات متفاوتة من النجاح منذ استحواذها على شركة “لوكاس فيلم” في عام 2012، بشكل كبير على هذه القصة الملحمية لجذب المشتركين إلى منصتها.
وسيُطرح العمل الأضخم من السلسلة على الشاشة الصغيرة، “ذي ماندلوريان”، بنسخة سينمائية في مايو 2026. لكن بالنسبة إلى الكثير من النقاد، يبرز مسلسل “أندور” بطابعه الأكثر قتامة وجانبه السياسي والواقعي.
ولتصوير نشأة الثورة وتأثيرها على “الناس العاديين”، استلهم توني غيلروي أفكاره من كتب التاريخ.
ويقول ابن كاتب السيناريو والكاتب المسرحي الشهير هذا “لقد نشأتُ في مكتبة كبيرة، وكلما أثار موضوع ما اهتمامي، كنت أعمد إلى التعلّم الذاتي.”
ويضيف “دأبت على مدى أربعين عاما على قراءة كتب عن التاريخ والحرب والتمرّدات والثورات، من الروسية إلى الفرنسية مرورا بالإنجليزية والهايتية والرومانية وحتى المكسيكية”.
ويوضح أن “الموسم الثاني يركز بشكل أكثر على موضوع الدعاية السياسية، من خلال المصير المأساوي لشعب كوكب يسمى ‘غورمان’، وقد كان من الضروري تخيل حضارة بأكملها، مع اقتصادها ولغتها وثقافتها وأزيائها وجمالياتها”.
وبشكل عام، يتوافق المسلسل بشكل قوي مع اضطرابات العالم الحالي، والتي “لم يكن” توني غيلروي قادرا على توقعها عندما بدأ الكتابة.
ويقول “الحقيقة المحزنة هي أن التاريخ يكرر نفسه مرارا وتكرارا”. ويضيف “بطريقة نرجسية، نشعر في كثير من الأحيان وكأننا نعيش في أوقات فريدة من نوعها، التكنولوجيا تتغير والمفردات تتغير، لكنّ ديناميات القمع والمقاومة تظل خالدة”.
وإلى جانب “أندور” في حصيلة توني غيلوري العديد من الأعمال الفنية الناجحة في السينما والتلفزيون منها سلسلة “بورن” (Bourne)، حيث كتب سيناريوهات الأفلام الثلاثة الأولى، وشارك في كتابة وإخراج الفيلم الرابع عام 2012. كما كتب وأخرج فيلم “مايكل كلايتون” عام 2007 والذي نال من خلاله إشادة نقدية، وحصل على ترشيحات لجوائز الأوسكار لأفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي، وفي العام 2016 شارك في كتابة سيناريو فيلم “المارق: قصة من عالم حرب النجوم”، وأخرج مشاهد إضافية غير معتمدة في الفيلم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news