بلومبرغ: رسوم ترامب الجمركية تضر بالشركات الأمريكية

يمن إيكو|متابعات:

قالت وكالة “بلومبرغ” إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات من الصين ومختلف دول العالم بدأت تؤثر بشكل مباشر على العديد من الشركات الصغيرة والكبيرة داخل الولايات المتحدة، لأن هذه الشركات تعتمد في عملياتها على استيراد الكثير من المواد الخام والمنتجات من الخارج.

ونشرت الوكالة قبل يومين تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، استعرضت فيه نماذج من الشركات التي تضررت بشكل فوري من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين ومختلف دول العالم.

ومن تلك النماذج، شركة “فريش بريس فارمز” التي تقوم بزراعة جميع أنواع الزيتون والبذور والمكسرات المستخدمة في زيوت الطهي، وعصرها ثم تعبئتها وتوزيعها على متاجر البقالة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ووفقاً للوكالة فإنه من الناحية النظرية، تعتبر هذه الشركة من الشركات التي كان يفترض أن تدعمها أجندة الرئيس دونالد ترامب “أمريكا أولاً”، لكن “الزجاجات التي تستخدمها الشركة لتعبئة منتجاتها تُستورد من دول أخرى، منها الصين، التي تواجه رسوماً جمركية تصل إلى 145%، أما الألومنيوم المستخدم في العبوات الأخرى، فيأتي من كندا”.

ونقل التقرير عن الرئيس التنفيذي للشركة، فريدريك ليبورغ، قوله إنه يبحث عن موردين بديلين للقوارير الزجاجية، مشيراً إلى أن الانتقال سيستغرق ستة أشهر على الأقل، وفي غضون ذلك فإن الرسوم الجمركية ستضيف تكاليف جديدة على الشركة بمئات الآلاف من الدولارات، وهي تكاليف تدفع الشركة لتأجيل مشاريع تصنيع كانت ستوفر العديد من الوظائف داخل الولايات المتحدة.

وعلق ليبورغ على تأثيرات الرسوم الجمركية قائلاً: “ستكون مؤلمة للغاية وستُجبر أشخاصاً مثلنا على التخلي عن مشاريع استثمارية”، حسب ما نقلت الوكالة.

وأوضحت بلومبرغ أن “الشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء في جميع أنحاء الولايات المتحدة تشعر بالفعل بضغط الرسوم الجمركية”، مشيرة إلى أن “بعض الشركات بدأت بتعليق خطط التوظيف والتوسع ريثما تضع خططاً قصيرة الأجل للتعامل مع الرسوم الجمركية، فيما يدرس آخرون كيفية تطبيق الرسوم الجمركية على كامل سلسلة التوريد، وتحميل التكاليف على العملاء”.

ونقل التقرير عن بوب كينج، الرئيس التنفيذي لشركة “هيومانسكيل” في نيويورك، والتي تصمم كراسي ومكاتب ومصابيح قوله: “إنه أمرٌ مُرهقٌ للغاية.. يركز الكثير من موظفي عملياتنا الآن على التعريفات الجمركية”.

وأضاف أن “حساب الرسوم الجمركية المحتملة على كرسي مكتب قد يصبح معقدًا بسرعة، وبوجود منشآت إنتاج في الولايات المتحدة وخارجها، يتعين على الشركة أولاً حساب المواد الخام- ومعظمها من الألومنيوم والصلب- المستخدمة في تصنيع أجزاء الكراسي، مع تقسيم نسبة كل جزء لحساب الرسوم الجمركية”.

وأشار إلى أن الأنظمة الحالية للشركة غير مصممة لتنفيذ هذه العمليات وأن تحمل الرسوم أمر شاق.

ووفقاً للتقرير فإنه “حتى بعد التجميع النهائي للمنتج، لا يزال من الممكن أن تكون هناك تعريفات جمركية إضافية إذا تم شحنه إلى مكان ما مثل كندا، مما يؤدي إلى تراكم طبقات من الرسوم الجمركية فوق بعضها البعض”.

وأضاف أنه “في الأمد القريب، يثير العبء الواقع على الشركات تحذيرات من احتمال وقوع الولايات المتحدة في حالة ركود”.

وبحسب التقرير فقد “انكمش نشاط المصانع الأمريكية في مارس للمرة الأولى هذا العام، وتأثر مؤشر أسعار المُصنِّعين بشكل حاد للشهر الثاني على التوالي، وسجل استطلاعٌ لمعنويات المستثمرين أدنى مستوى له منذ ثلاثة عقود، فيما خفَّض الاقتصاديون في مجموعة (جولدمان ساكس) توقعات النمو، وصرح الرئيس التنفيذي ديفيد سولومون بأن احتمالات حدوث ركود قد ازدادت”.

وتقدر شركة فيجن، وهي شركة تكنولوجيا تجمع بيانات سلسلة التوريد، أن الواردات إلى الولايات المتحدة- مقاسة بحجم الحجوزات- انخفضت بنسبة تصل إلى 64% في الأسبوع من 1 إلى 8 أبريل مقارنة بالأسبوع السابق له، حسب ما ذكر التقرير.

وأوضحت بلومبرغ أن الرسوم الجمركية أدت إلى زيادة فورية وسريعة في تكاليف المواد الخام الرئيسية بالنسبة لشركة (تريفيوم باكيدجينج) التي تصنع علب الفولاذ والألمنيوم المُستخدمة في جميع أنواع المنتجات، من الأطعمة المُعلَّبة إلى واقيات الشمس المُعبأة بالهباء الجوي.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في الشركة قوله إن “الفولاذ الذي تستخدمه الشركة في تصنيع 3 مليارات علبة صفيح في الولايات المتحدة سنويًا يُستورد بالكامل، وينطبق الأمر نفسه على سبائك الألومنيوم، التي تُعَدُّ مُكوِّناً أساسياً”.

وأضاف: “حتى لو أردنا الشراء محلياً، لا نستطيع ذلك لأنهم لا ينتجون ما نحتاجه لتصنيع منتجاتنا”.

وأوضح التقرير أن شركة (تريفيوم) علقت أي خطط توسع في الولايات المتحدة حالياً.