أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم الأحد، عن قلقه البالغ إزاء الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية واستهدفت ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غربي اليمن.
وفي بيان رسمي أصدره بهذا الصدد، دعا غروندبرغ جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس وتجنب أي تصعيد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية الهشة في البلاد.
وقال غروندبرغ في بيانه: "تماشيًا مع تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أعبر عن بالغ قلقي من تأثير الضربات الجوية الأمريكية على المدنيين، خاصة سائقي الشاحنات والعاملين في الميناء، وكذلك على البنية التحتية المدنية في المنطقة".
وأشار المبعوث الأممي إلى أن هذه الضربات قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة ليس فقط على السكان المحليين، بل أيضًا على الجهود الدولية الرامية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
وأكد غروندبرغ أن استهداف البنية التحتية الحيوية مثل الموانئ يشكل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد اليمني وللجهود الإنسانية التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتوفير المساعدات الأساسية للملايين من اليمنيين الذين يعيشون في ظروف صعبة نتيجة سنوات من النزاع المستمر.
تأثير الضربات على الوضع الإنساني
ميناء رأس عيسى يعتبر أحد الموانئ الرئيسية التي تستخدمها الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية لنقل المواد الغذائية والإنسانية إلى المناطق المتضررة من النزاع في اليمن. ويأتي هذا الاستهداف في وقت يعاني فيه اليمن من أزمة إنسانية حادة، حيث يعتمد أكثر من 80% من السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وتسبب القصف الجوي، الذي استهدف الميناء، في تعطيل العمليات اللوجستية وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية المدنية، مما قد يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان المحليين الذين يعتمدون على الواردات عبر هذا الميناء لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
دعوات دولية للتهدئة
وفي الوقت الذي أعرب فيه غروندبرغ عن قلقه، دعا إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف حول الحادثة للتأكد من مدى توافقها مع القانون الدولي الإنساني. كما طالب جميع الأطراف باتخاذ خطوات فورية لتخفيف حدة التوترات وتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد جديد في النزاع.
من جانب آخر، أكدت عدة جهات دولية وإقليمية أهمية ضبط النفس والعمل على تجنب أي تصعيد قد يعرقل جهود السلام في اليمن. ودعت تلك الجهات إلى التركيز على الحلول السياسية بدلاً من الخيارات العسكرية، مشددة على أن الحل الوحيد المستدام للأزمة اليمنية هو عبر الحوار والمفاوضات.
ردود فعل محلية ودولية
على المستوى المحلي، أعربت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا عن قلقها من تأثير الضربات الجوية على المدنيين والبنية التحتية، بينما اعتبرت جماعة الحوثيين أن هذه الضربات تمثل "انتهاكًا صارخًا" للقوانين الدولية. أما على المستوى الدولي، فقد طالبت بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين ومنع أي تصعيد قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي.
مستقبل الجهود الدبلوماسية
في ظل هذه التطورات، يُتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لمحاولة احتواء التصعيد الحالي. وأكد غروندبرغ أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) ستواصل جهودها لتعزيز تنفيذ الاتفاق وضمان استمرار عمل الموانئ بشكل آمن ومستدام.
ختامًا، شدد المبعوث الأممي على أن إنهاء النزاع في اليمن يتطلب إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف، معربًا عن أمله في أن يتمكن الجميع من وضع المصالح الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.
ت
ظل الأزمة اليمنية واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا على مستوى العالم، وتتطلب جهودًا دولية ومحلية متضافرة لتجاوز التحديات الإنسانية والسياسية.
وفي ظل التصعيد الأخير، يبرز دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كلاعبين أساسيين في دفع عجلة السلام والحد من التداعيات السلبية على الشعب اليمني.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news