يمن دلي نيوز:
قال الباحث في المركز الشرق أوسطي للأبحاث بجامعة كولومبيا، الدكتور عادل دشيلة، إن زيارة وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، إلى إيران، تأتي في توقيت ومرحلة استثنائية، وتحمل عدة دلالات منها تحسين العلاقات والضغط على جماعة الحوثي المصنفة إرهابية.
والخميس المنصرم 17 إبريل/نيسان وصل وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان طهران في زيارة رسمية لعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين ومناقشة القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وفق ماذكرته وكالة الأنباء السعودية (واس).
بحسب الدكتور دشيلة الذي تحدث لـ”يمن ديلي نيوز” حول الزيارة: تسعى السعودية من الزيارة إلى تحسين العلاقة، والضغط على جماعة الحوثي في ظل هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها إيران، لتقديم مزيد من التنازلات قبل أن ينتهي المطاف بالحوثيين كما انتهى بجماعات أخرى في المنطقة من حلفاء إيران كما حصل في سوريا وفي لبنان.
وأشار إلى قراءة أخرى للزيارة وهي أن الزيارة تحمل في طياتها رسائل عسكرية مباشرة من الجانب الأمريكي إلى الإيرانيين، بهدف تكثيف الضغط على طهران لتقديم تنازلات جوهرية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، خصوصاً بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية رغبتها في تفكيك المشروع النووي الإيراني.
وأردف: “إذاً قد تحمل هذه الزيارة رسائل مباشرة للنظام الإيراني بضرورة تقديم تنازلات جوهرية، وإلا فإن التصعيد الأمريكي قادم”. داعياً إلى إدراك أن السعودية لا ترغب في التصعيد العسكري في المنطقة، لأنها تسعى إلى الاستثمار الاقتصادي وتحقيق الأمن والاستقرار.
وتابع: “السعودية تمتلك رؤية 2030، ولهذا تريد، في الوقت الراهن، أن تلعب دوراً محورياً في الإقليم، من خلال الوساطة، كما تفعل بين روسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى أن هناك ثلاث دول إقليمية منخرطة في الخلافات الأمريكية الإيرانية”.
وحول تأثير الزيارة على الملف اليمني، جدد الباحث دشيلة التأكيد على السعودية لا تريد التصعيد العسكري في اليمن، وقد أعلنت موقفها من عملية “حارس الازدهار الأمريكية”، مؤكدة رغبتها في خفض التصعيد وعدم الدخول في مواجهات عسكرية”.
وأشار إلى أن زيارة السفير السعودي إلى صنعاء حملت رسالة واضحة للسلطات الشرعية مفادها أن الرياض لا تنوي التصعيد ضد الحوثيين، وأن الخيار المطروح هو تسوية سياسية بين جميع الأطراف اليمنية، وهذه هي السياسة السعودية الراهنة.
ولفت إلى أن الحديث عن تصعيد عسكري سعودي ضد الحوثيين غير وارد حاليًا، بناءً على المعطيات المتوفرة.
وتابع: “السؤال الآن: هل ستلتقط جماعة الحوثي الرسالة؟ في تصوري، مثل هذه الجماعات غالبًا لا تلتقط الرسائل، ويكون مصيرها محتومًا بسبب ممارساتها، ولا يُستبعد أن تلقى نفس مصير بشار الأسد في سوريا”.
واستبعد دشيلة وجود تأثيرات مباشرة وفورية لزيارة وزير الدفاع السعودي، لكنه قال: “علينا أن ندرك أن هناك عمليات عسكرية أمريكية جارية ضد جماعة الحوثي، تستهدف تفكيك مخازن الأسلحة وتدمير ترسانتها العسكرية”.
وأضاف: “بلا شك، هذه العمليات ستُضعف الجماعة عسكريًا، وبالتالي تُضعف قبضتها الحديدية، مما سيجعلها غير قادرة على فرض شروطها مستقبلًا على أي تسوية سياسية، لأن الهجمات تؤثر بشكل مباشر على وضعها كقوة عسكرية على الأرض”.
وبناءً على نتائج العمليات العسكرية الأمريكية، لم يستبعد الباحث دشيلة أن تقبل جماعة الحوثي بمبادرة سياسية سعودية جديدة، ليست كخارطة الطريق السابقة، مضيفًا: “هذا إن التقطت الرسالة، لكن هل ستلتقطها وتقبل بها؟ هذا هو السؤال”.
وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، قد التقى خلال زيارته لطهران المرشد الإيراني علي خامنئي، والرئيس مسعود بزشكيان، ووزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني، وعددًا من كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية والسياسية الإيرانية.
وتُعد هذه الزيارة أرفع زيارة لمسؤول سعودي إلى طهران منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بموجب اتفاق بكين الموقع في مارس 2023، وقد جاءت في توقيت حساس يشهد تصاعد التوترات الإقليمية وتداخل ملفات عديدة، أبرزها الملف النووي الإيراني، والوضع في اليمن، واستقرار أمن الملاحة في البحر الأحمر.
ورافق وزير الدفاع السعودي في زيارته، السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، في إشارة واضحة إلى أن الأزمة اليمنية كانت حاضرة ضمن ملفات النقاش، إلى جانب جهود تثبيت اتفاقيات التهدئة وتعزيز مسار المصالحات الإقليمية الجارية برعاية دولية.
مرتبط
الوسوم
وزير الدفاع السعودي
الملف النووي
خامنئي
زيارة خالد بن سلمان إلى طهران
طهران
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news