تستمر مليشيات الحوثي الإرهابية في كشف أوجه تعاونها المثير للقلق مع تنظيمات إرهابية داخل اليمن وخارجه، في تحركات تهدد استقرار المنطقة وتثير مخاوف دولية متزايدة.
هذه العلاقات، التي طالما حذرت منها الحكومة اليمنية وتأكدت عبر تقارير أممية وتصريحات رسمية، تكشف عن شبكة تنسيق تمتد عبر ضفتي البحر الأحمر، وتستهدف تعزيز نفوذ المليشيات الحوثية وتهديد الأمن البحري.
وتشير اعترافات مجندين حوثيين اعتقلتهم المقاومة الوطنية في الساحل الغربي إلى أن الحوثيين جنّدوا أفرادًا لنقل معدات استخباراتية ولوجستية إلى تنظيمات إرهابية مثل القاعدة في اليمن وحركة الشباب في الصومال.
هؤلاء المجندون، الذين خضعوا لتدريبات خاصة، كُلفوا أيضًا بمراقبة السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي، ونقل معلومات حساسة لدعم عمليات المليشيات.
أحد هؤلاء، ويدعى أحمد سليمان رزيق، كشف عن دوره في تهريب أجهزة إلى القاعدة في محافظتي أبين وشبوة، وإلى حركة الشباب الصومالية، مما يؤكد وجود تعاون منظم.
ويبرز النفوذ الحوثي في الصومال، بشكل لافت، حيث كشف تقرير صادر عن مركز PTOC اليمني للدراسات عن تجنيد المليشيات لشخصيات صومالية في صنعاء والصومال لجمع معلومات عن الأنشطة العسكرية والتجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومن بين هذه الشخصيات، يوسف محمد مقان حسين، الذي يربطه التقرير بحركة الشباب، وإبراهيم عبدالقادر معلم، رئيس الجالية الصومالية في مناطق سيطرة الحوثيين.
كما يُشار إلى أفراد مثل محمود عبدالله غيلي ونور الدين عبدالصمد بكر، اللذين يرتبطان بأنشطة الحشد والتهريب، إلى جانب محمد نور أذن ومحمد صالح سعيد، اللذين ينسقان مع القراصنة وحركة الشباب لدعم أهداف الحوثيين في التأثير على السياسات الصومالية.
وفي هذا السياق يؤكد الباحث السياسي يعقوب السفياني في تصريح لـ”لعين الإخبارية “أن هذا التحالف بين الحوثيين وحركة الشباب ليس مفاجئًا، مشيرًا إلى تقرير فريق خبراء مجلس الأمن لعام 2024، الذي وثق هذه العلاقة.
ويضيف أن التعاون يمتد ليشمل فروع القاعدة في المنطقة، رغم الاختلافات الأيديولوجية، حيث تجمع هذه الجماعات أهداف مشتركة وعداء موحد.
تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب مواقف مندوبي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في مجلس الأمن، عززت هذه الرواية، محذرة من مخاطر هذا التحالف على الأمن الإقليمي.
من جهته، يرى الباحث صالح باراس أن التعاون بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية يعكس وحدة ساحات الإرهاب في اليمن والصومال، مشيرا إلى أن المليشيات وفرت ملاذات آمنة لعناصر إرهابية هُزمت في جنوب اليمن.
وأكد باراس لـ”العين الاخبارية” أن التعاون قد يتطور إلى تمدد فعلي في الصومال كملاذ بديل للحوثيين في ظل الضغوط العسكرية.
بدوره حذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، من تداعيات هذا التعاون على الأمن الدولي، مؤكدًا أن استعادة الاستقرار في البحر الأحمر تتطلب تنسيقًا شاملًا على ضفتي باب المندب.
ويكشف هذا الواقع عن استراتيجية حوثية تهدف إلى تعزيز خطوط التهريب، وتأمين تدفق الأسلحة، واستخدام الصومال كقاعدة لشن هجمات على الملاحة التجارية، مما يفاقم الفوضى ويوسع دائرة التهديدات في المنطقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news