كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن قيام ميليشيا الحوثي بمنع عدد من المساجد غير الخاضعة لسيطرتها من جمع التبرعات لصالح قطاع غزة، في خطوة اعتُبرت استمرارًا لنهج الجماعة في استغلال القضية الفلسطينية لأغراض سياسية وتمويلية.
وأفادت المصادر بأن الجماعة اشترطت على تلك المساجد أن تتم التبرعات عبر قنواتها الخاصة، أو أن تحصل على نسبة 50% من الأموال التي يتم جمعها، كشرط للسماح باستمرار الحملة داخل المساجد.
وأوضحت المصادر أن هذا القرار جاء على خلفية جمع أحد المساجد في صنعاء أكثر من 15 مليون ريال يمني خلال أقل من أسبوع في أواخر شهر رمضان الماضي، ما أثار حفيظة الميليشيا التي لم تستطع استقطاب مثل هذا الدعم عبر حملاتها الخاصة.
وتأتي هذه الإجراءات في سياق سياسة ممنهجة تنتهجها الميليشيا للهيمنة على العمل الخيري والتحكم في مسارات الدعم الإنساني، خاصة المتعلق بالقضية الفلسطينية، التي كثيرًا ما توظفها في خطابها السياسي والدعائي، رغم انعدام الشفافية في إدارة تلك الأموال.
وكانت الميليشيا قد اختطفت في وقت سابق أحد مسؤولي جمعية الأقصى في محافظة عمران، في إطار حملة تضييق مستمرة طالت كوادر الجمعية خلال السنوات الماضية، حيث أقدمت الجماعة على اعتقال عدد من العاملين فيها واستخدمتهم كورقة تفاوض في صفقات تبادل أسرى مع الجيش الوطني في مأرب.
ويشهد قطاع غزة حربًا مدمرة منذ أكثر من عام ونصف، وسط حملة دولية متزايدة لدعمه إنسانيًا، في وقت تواصل فيه ميليشيا الحوثي فرض قيود مشددة على أي مبادرات مستقلة لدعمه من داخل المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news