يمن ديلي نيوز:
شهدت مدينة شهركرد، مركز محافظة تشهار محال وبختياري الإيرانية، الخميس 17 أبريل/نيسان، تظاهرة حاشدة احتجاجًا على مشاريع نقل المياه التي ينفذها “الحرس الثوري”، وسط اتهامات له بنهب موارد المحافظة وتحويلها إلى مشاريع تدر أرباحًا غير مشروعة.
وبحسب مصادر خاصة تحدثت لـ”يمن ديلي نيوز”، شارك آلاف من أبناء المدينة في الاحتجاج الذي نُظم في ميدان “قمر بني هاشم”، رفضًا لمشاريع نقل مياه المحافظة إلى مناطق أخرى، بإشراف “الحرس الثوري” التابع للمرشد الإيراني علي خامنئي.
وخلال التظاهرة، رفع المحتجون شعارات تندد بما وصفوه بـ”السطو المنظم على المياه”، محذرين من كارثة بيئية مشابهة لما حدث في محافظة أصفهان بعد تجفيف نهر زايندهرود وتحويله إلى قناة جافة.
وشدد المحتجون على أن مشاريع نقل المياه دمرت البيئة، وحولت منابع المياه إلى أدوات ربح غير مشروع، تاركة المحافظات الفقيرة تواجه العطش والخراب، كما حدث في أصفهان ضمن مشروع مماثل.
وردد المتظاهرون هتافات تعبر عن سخطهم من هيمنة “الحرس الثوري” على مشاريع مشابهة تحولت إلى كوارث بيئية، أبرزها تجفيف نهر “زايندهرود”، الذي أثّر على مزارعي أصفهان وحرَمهم من مصدر رزقهم.
وأكد المحتجون أن الأموال التي ينهبها الحرس الثوري تُعد من ثروات الإيرانيين، لكنها لا تعود بالنفع على الشعب، بل تُستخدم في تمويل حروب بالوكالة ودعم الإرهاب الإقليمي.
ووفقًا لناشطين إيرانيين، تُعد هذه التظاهرة من أكبر الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، وقد عبّرت عن سخط شعبي واسع تجاه سياسات الفساد ونهب الثروات في إيران.
وتتهم شرائح واسعة من المجتمع الإيراني الحرس الثوري بتوجيه عائدات هذه المشاريع لتمويل أنشطة عسكرية خارج البلاد، بما في ذلك حروب بالوكالة ودعم جماعات مسلحة، على حساب التنمية الداخلية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة “نجفآباد” في أصفهان، يوم الاثنين الماضي، احتجاجات مماثلة، حيث شكّل السكان سلاسل بشرية رفضًا لتدمير الجبال ونهب الموارد الطبيعية، في ظل ما وصفوه بتواطؤ الحرس الثوري.
وتأتي هذه التحركات ضمن موجة متصاعدة من الاحتجاجات الشعبية، التي باتت تمتد من مدينة إلى أخرى، في ظل تفاقم الأزمات البيئية والاقتصادية، وهيمنة الحرس الثوري وبعض النافذين في السلطة على عائدات المشاريع التنموية، على حساب الغالبية من الإيرانيين الذين يرزحون تحت وطأة أوضاع معيشية صعبة.
وبحسب مراقبين في الشأن الإيراني، فإن الانتفاضات التي اندلعت في عامي 2019 و2022 ضد خامنئي مثّلت بداية لتصاعد السخط الشعبي في أوساط فئات واسعة من المجتمع، وقد استلهمت من انتفاضة الناشطة مهسا أميني، وتحول الغضب بعدها إلى مقاومة منظمة.
وفي تصريح خاص لـ”يمن ديلي نيوز”، قال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، موسى أفشار، إن إيران تقترب من عصر جديد بقوة شعبها، دون الحاجة إلى تدخل عسكري أو دعم مالي خارجي، بالتزامن مع احتفالات الإيرانيين بعيد النوروز وبداية العام الفارسي الجديد.
وأضاف أفشار: “مع احتفال الإيرانيين في جميع أنحاء العالم بالنوروز الأسبوع الماضي، يتطلع الشعب إلى عام يحمل وعودًا بتغيير جذري”.
وتابع قائلًا: “لقد أثبتت الانتفاضات المتواصلة منذ عام 2018، والتي شملت المحافظات الإيرانية كافة، أن الشعب قادر بإرادته على إنهاء حكم الملالي، وهذا العام قد يكون بداية لعصر جديد من أجل إيران ديمقراطية وحرة”.
وختم أفشار تصريحه بالقول: “رغم القمع الداخلي الذي يمارسه النظام الإيراني، والذي شمل تنفيذ نحو ألف حكم إعدام العام الماضي، لم تنجح السلطات في كبح الاحتجاجات، التي تتسع بفضل نشاط وحدات المقاومة والإضرابات، ما يمهد الطريق لانتفاضة جديدة”.
مرتبط
الوسوم
مظاهرات في إيران
نهب المياه
الحرس الثوري
اصفهان
شهركرد
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news