مرصد حقوقي: هجوم واشنطن على ميناء رأس عيسى استخدام غير مشروع للقوة يستدعي المساءلة

أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ بشأن الهجوم الذي شنته الطائرات الأمريكية على ميناء "رأس عيسى" النفطي في محافظة الحديدة غربي اليمن، والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بما في ذلك مسعفون.

وشدد المرصد على أن هذا الهجوم قد يُعتبر انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، وقد يرقى إلى جرائم حرب. ودعا إلى فتح تحقيق مستقل لمحاسبة الجهات المسؤولة، لضمان تجنب تكرار مثل هذه الهجمات التي تهدد سلامة المدنيين.

وفي بيان صحافي، أشار المرصد إلى أن الهجوم، الذي وقع مساء الخميس الماضي، تضمن نحو 14 غارة جوية، مما أسفر عن مقتل حوالي 80 شخصًا وإصابة أكثر من 150 آخرين، بينهم عمال ومسعفون. كما دمر الهجوم بنية الميناء الأساسية المخصصة لاستقبال الوقود.

وأفاد المرصد بأن القوات الأمريكية لم تتخذ أي إجراءات لحماية المدنيين أو تقليل الأضرار، ولم تُخطر إدارة الميناء أو أي جهة ذات صلة قبل الهجوم، رغم علمها بطبيعة الموقع واستخدامه المدني. واعتبرت طريقة تنفيذ الهجوم واستخدام الذخائر الثقيلة تجاه منشأة مدنية، دليلاً على تجاهل متعمد لاحتمالية وقوع خسائر بشرية كبيرة.

من جانبها، أوضحت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) أن الهجوم استهدف "منصة الوقود" في الميناء، متهمة الحوثيين باستخدام الوقود لدعم عملياتهم العسكرية. وأكدت أن الغارات كانت تهدف إلى "إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين".

ومن جهته، أكد المرصد الأورومتوسطي أن هذه الادعاءات لا تبرر استهداف منشأة مدنية حيوية، داعيًا إلى احترام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية. كما أشار إلى أن الهجوم الأمريكي لا يندرج تحت الاستثناءات المسموح بها في ميثاق الأمم المتحدة، مما يجعله استخدامًا غير مشروع للقوة.

ودعا المرصد إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في الهجوم، للتأكد من المسؤولين عنه، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان إنصاف الضحايا. كما طالب الولايات المتحدة بوقف حملتها العسكرية غير القانونية في اليمن والامتناع عن استهداف المدنيين.

وفي ختام البيان، دعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لضمان الالتزام بالقوانين الدولية، ووقف جميع أشكال الدعم العسكري والسياسي التي تمكّن إسرائيل من ارتكاب الجرائم دون رادع، مشددًا على أهمية معالجة جذور الأزمات في المنطقة بدلاً من التصعيد العسكري.