كيف نتعامل مع المغرر بهم في صفوف الحوثي؟

     
البلاد الآن             عدد المشاهدات : 60 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف نتعامل مع المغرر بهم في صفوف الحوثي؟

عادل الأحمدي

استلهمت عبارة للأستاذ القيل عمار التام وأوردتها داخل تغريدة على النحو التالي:

(لا تيأسوا من أي يمني ساقته الظروف لمناصرة الحوثي.. لا بد من أن يأتي يوم يندم فيه على ما فعل ويكتشف سوء العدو ويكفر عن ذنبه. لا تيأسوا من إخوتكم المغرر بهم ولا توجعوهم بكلامكم، فالكلام العنيف “شوك الاكباد”).

بعض التعليقات الرافضة لما ذهب إليه القيل عمار، وغير المتسامحة مع المغرر بهم، دفعتني للإسهاب والتوضيح في جزئية هامة وهي كيفية النظرة للمغرر بهم الذين وجدوا أنفسهم في صف عدوهم.. وهنا يمكنني القول باختصار شديد:

هناك مشروع شرير لا ينبغي التهاون معه، وهناك مجرمو حرب سواء سلاليين او غير سلاليين، لابد أن يلقوا جزاءهم العادل بالجبهة أو بأروقة القضاء، وهناك قطاع من المغرر بهم إما بسبب الجهل أو الخوف أو الخديعة أو التأثر بالشعارات.. هؤلاء لابد من فتح خط رجعة لهم.

مهم أن نوسع خيالنا كي نتفهم ظروف هؤلاء.. هناك من التحق بالحوثي بدافع كيدي بقوى أخرى، وهناك من اغتر بشعارات الحوثي وأكاذيبه، وهناك من طمع في حظوة ونفوذ، وهناك من كان متروكاً لا أحد يلتفت إليه ولا أحد يعبّره، فأعطاه الحوثي بندقاً وبردقاناً ونقطة تفتيش وزاملا وملزمة.

بدأت فتنة الحوثي في العام 2004 اي قبل 21 عاما.. خلال هذه الفترة نشأ جيل لم يتفتح وعيه السياسي والديني إلا على خطابات “السيد” وزوامل المسيرة وصرخات الأتباع.. جيل لم يعرف أي شيء عن سبتمبر والجمهورية وعلي عبدالمغني والسلال والقردعي ناهيك عن جهله، وجهل كثير ممن سبقوه، بالهمداني ونشوان الحميري والفقيه سعيد بن ياسين ومطهر الإرياني والزبيري والبردوني… الخ.

لقد دخل الحوثي على بعض أهلنا بخطاب ديني ملغوم، والشعب هذا متدين بفطرته، وتستطيع ب”قال الله قال رسوله” أن تقوده إلى حتفه راضياً متحمسا.. ولا ينجو من هذا الخطاب الإغوائي إلا من كان لديه فهم سليم للدين الحق، أو لديه شجاعة في الاستماع والقراءة لكل الآراء، وعقل راجح يميز بين الصح والغلط.

ناقشت فتًى متحوثاً في ال17 من عمره فأعطاني بعض عنتريات الحوثي في خطاباته وقال لي هل يوجد الآن من يقول هذا الكلام القوي في وجه أعداء الأمة (عدا الحوثي)؟، فتبسمت لأن أغلب الكلام الذي يقوله الحوثي اليوم في قضايا الأمة قاله بالأمس مئات الشخصيات أثناء الثمانينات والتسعينات ولكن هذا الفتى لم يعاصر تلك الفترة ولم يسمع إلا الحوثي الذي خلت له ساحة العنتريات بعد سوط تهمة الإرهاب المصلت على بقية التيارات الدينية، وهو بمجموعه خطاب لا يستعيد حقاً ولا يبني وعياً بل كتلة من المزايدة والتخوين.

متحوث آخر تواصل بي قبل نحو عامين وقال “أنصحك يا صاحبي، ارجع إلى صنعاء وأنت في وجه السيد”.. قلت له: “أهلا وسهلا بك، وممتاز أنك معهم.. كل ما ارجوه منك أن تحافظ على حياتك.. انتبه يرجموا بك للجبهة وترجع في صندوق.. حافظ على راسك وسنحتاجك في الوقت المناسب”.

والحقيقة أن هذا الشخص بعد ثلاثة أشهر من تلك المراسلة، تحوّل تماما، وأراد أن يفجرها ضدهم في إحدى المناطق وتوسلته ألا يستعجل.. وهو الآن في الجبهة الجمهورية مع الرفاق الأحرار.

نحمد الله أننا لم نوضع في ظروف مشابهة للظروف التي مر بها المغرر بهم.. فمثلا لولا أني قرأت خارج المنهج المقرر وسنحت لي الفرصة للبحث والتنقيب عن أصل الداء لربما كنت الآن أردد الصرخة.

لم يحمل التعليم الأساسي والجامعي الجرعة الكافية للتحصين من مكائد السلالة، ولا الإعلام الرسمي ولا الحزبي ولا منابر المساجد.. لم تكن الحجة على المغرر بهم قائمة كما يجب، ولم تكن الصورة واضحة… وكثير منهم اليوم يبحثون عن طرق الخلاص وينتظرون اليوم الذي ينزاح فيه هذا الكابوس.

بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي واجتماع القوى الجمهورية تحت مظلة واحدة تساءل أحد الزملاء: ما هي أجندتنا الإعلامية للمرحلة القادمة؟ أجبت: توجيه الخطاب الذي كانت تستهلكه القوى الوطنية في المهاترات فيما بينها، توجيهه باتجاه المغرر بهم من أهلنا في مناطق سيطرة المليشيات، بحيث يتم استكمال القاعدة الجماهيرية وترميم الندوب وتنوير العقول وتجفيف منابع الحشد وجرف التربة التي تستند عليها أشواك الحوثي.

لا تفقدوا ثقتكم بقدرتكم على التأثير على كل مغرر به، ولا تظنوا الوطنية حكراً عليكم، فهناك في صف الكهنوت من يحارب اليوم ويقدم رأسه فداء لسيادة الوطن ضد ما يعتبره “العدوان”، وليس من أجل زرقة عيون السلالة. مثل هذا النوع يفتقد للتوضيح لا أكثر.

أختم بنكتة واقعية تحكي قصة متحوث ظل طيلة أيام يشاغل أحد الأحرار بالواتس، ويلومه على وقوفه مع ما يسميه “العدوان، المرتزقة وو”.. وفي الأخير قال له ذلك المتحوث: “تشتي الصدق، بحكم أنك مقرب من الخُبرة، أتمنى لو تشوف لي فيزة أسافر السعودية أشتغل وأنا والله أقسط لك قيمتها”.

تعليقات الفيس بوك


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل/ صدور قرار جديد من رئيس الوزراء

يافع نيوز | 645 قراءة 

عاجل: رد مفاجئ من النبك المركزي الحوثي بصنعاء على قرارات مركزي عدن وتعميم حازم للبنوك وشركات الصرافة!

المشهد اليمني | 631 قراءة 

خبير اقتصادي يكشف عن تحد خطير قد يهدد بانهيار الإصلاحات الاقتصادية

تهامة 24 | 600 قراءة 

أميركا توجه تحذيراً شديد اللهجة لسلطان العرادة

العاصفة نيوز | 575 قراءة 

مأرب برس يكشف معالم القرارات الأممية الجديدة التي ستصدر عن مجلس الأمن بخصوص اليمن وستكون مكملة للقرار 2216 .. أبرز البنود والمضامين

مأرب برس | 543 قراءة 

حلّ الدولتين أساس أي تسوية سياسية

عدن تايم | 484 قراءة 

الشركة اليمنية للغاز تصدر قائمة جديدة لسعر اسطوانة الغاز المنزلي

الحكمة نت | 480 قراءة 

إعلان أسعار جديدة للنقل الدولي بين اليمن والسعودية بالريال اليمني

كريتر سكاي | 469 قراءة 

حوار خاص | مدير فرع البنك المركزي بمأرب يكشف أسرار تعافي العملة وحقيقة توريد مأرب إلى عدن ويجيب على أسئلة تشغل الشارع اليمني (فيديو)

بران برس | 427 قراءة 

الأمطار في صنعاء تكشف عن قذارة غير مسبوقة في أحد أهم الميادين في صنعاء

يني يمن | 407 قراءة