سما نيوز / عدن / خاص
طرح الدكتور محمد القباطي، الوزير اليمني السابق والسفير، تساؤلاً محوريًا حول ما إذا كانت الضربات الجوية الأمريكية المستمرة ضد ميليشيا الحوثي في اليمن تمثل مجرد إجراء احتواء مؤقت أم أنها تشكل “تمهيدًا مدروسًا لفرصة تاريخية” لتمكين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا من استعادة سيادتها على كامل الأراضي اليمنية.
وفي مقال تحليلي نشره تحت عنوان “هل تمهد الضربات الأمريكية الطريق لانتصار حاسم للقوات الحكومية اليمنية على ميليشيا الحوثي؟”، أشار الدكتور القباطي إلى أن كثافة ودقة الضربات الأمريكية تعكس موقفًا دوليًا حازمًا ضد التهديدات الحوثية للملاحة البحرية في البحر الأحمر. إلا أنه أكد على وجود “فرصة استراتيجية عميقة” قد تمكن القوات الشرعية من استعادة السيطرة على المشهد اليمني.
ورأى الدكتور القباطي أن ما يبدو للبعض غيابًا للتنسيق الميداني هو في الواقع “ضبط محسوب للإيقاع من قبل الجيش اليمني”، معتبرًا أن “تأخر التحرك ليس نتيجة ضعف، بل تعبير عن صبر استراتيجي، في انتظار أن تُستنزف قدرات الحوثيين تدريجياً تحت وطأة الضربات المتكررة”. وأضاف أن القوات الشرعية، بدعم من التحالف العربي وتنامي التململ الدولي من التصعيد الحوثي، “تترقب لحظة أنسب – عسكريًا وإقليميًا ودبلوماسيًا – لشن هجوم حاسم”.
وطرح الدكتور القباطي سيناريوهين محتملين:
السيناريو الأول: هجوم مدروس قائم على صبر استراتيجي:
تستثمر الحكومة اليمنية تآكل قدرات الحوثيين لشن عملية برية منسقة تستعيد المدن الاستراتيجية وتفكك البنية العسكرية للميليشيا وتعيد بناء مؤسسات الدولة، مع الاعتماد على توحيد الصف الوطني وتنشيط الدعم الإقليمي وتأمين ضمانات دولية واضحة لمرحلة ما بعد النزاع.
السيناريو الثاني: تسوية سياسية مشروطة بقوة الشرعية:
في حال أجبرت الضغوط المستمرة الحوثيين على العودة إلى طاولة المفاوضات، فإن شروط التفاوض ستتغير لصالح الحكومة المعترف بها دوليًا، بما يضمن اتفاقًا يحفظ السيادة ويفرض نزع السلاح ويعيد الاعتبار للمؤسسات الشرعية.
واعتبر الدكتور القباطي أن هذه المرحلة تمثل “لحظة محورية” للمحللين الإقليميين، حيث يُلمح الموقف الأمريكي إلى تحول نحو خلق بيئة للتغيير الحقيقي. كما أنها تمثل “فرصة نادرة” لصناع القرار لدعم انتقال يمني تقوده الشرعية، ويتماشى مع ضرورات الأمن الإقليمي. أما بالنسبة لليمنيين، فهي “أمل حقيقي” مرهون بتحلي القيادات الوطنية بـ “الرؤية والجرأة لاقتناصها”.
وختم الدكتور القباطي بالتأكيد على أن “بقاء ميليشيا الحوثي ليس قدرًا محتومًا”، وأن مسارها بات محكومًا بضغط خارجي واستنزاف داخلي، مشددًا على أنه إذا تمكنت المؤسسات اليمنية الشرعية من توحيد الاستعداد العسكري مع البصيرة السياسية، فقد تُسجل هذه المرحلة “كبداية لاستعادة سيادة وطن وإنهاء دوامة الميليشيا”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news