كشفت وكالة بلومبيرغ الأميركية، أن القوات اليمنية المعارضة للحوثيين تُجري محادثات مع الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الخليجيين، لبحث تنفيذ هجوم بري محتمل على ساحل البحر الأحمر، بهدف استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية، من بينها العاصمة صنعاء وميناء الحديدة.
ووفقًا للوكالة، تأتي هذه الخطط بعد شهر من بدء الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد مواقع الحوثيين، في محاولة لوقف الهجمات التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر وإسرائيل، دون أن تحقق تلك الغارات حتى الآن نتائج حاسمة.
ونقلت بلومبيرغ عن مصادر مطلعة أن الهجوم البري المقترح، الذي لن يشمل قوات أميركية مباشرة، يهدف إلى توسيع نطاق الضغط العسكري على الحوثيين، مشيرين إلى احتمال أن يشمل الهجوم عملية متعددة الجبهات تركز على الحديدة ومحاصرة صنعاء.
وتشير التقارير إلى أن ازدياد التنسيق الأميركي الخليجي يأتي وسط قلق متزايد من الروابط المحتملة بين الحوثيين وحركة الشباب الصومالية المرتبطة بالقاعدة. وذكرت القيادة الأميركية في أفريقيا أن الجماعتين تتعاونان في مجالات التدريب وتهريب السلاح.
وفي السياق، قال حامد غالب، أحد كبار مساعدي طارق صالح – عضو مجلس القيادة الرئاسي – إن "العملية البرية باتت ضرورية للبناء على نتائج الغارات الجوية"، معتبرًا أنها تمثل فرصة لتحرير اليمن من قبضة الحوثيين، على حد تعبيره.
ويُعد طارق صالح، ابن شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، أحد أبرز قادة القوات المناهضة للحوثيين، ويتمركز في مدينة المخا الساحلية بدعم إماراتي، ويقود أكثر من 50 ألف مقاتل.
وكان قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، قد أجرى هذا الشهر محادثات في الرياض مع مسؤولين سعوديين ويمنيين، ناقش خلالها "الجهود المشتركة ضد الحوثيين"، بحسب بيان للبنتاغون، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
ورغم عدم صدور تعليق فوري من وزارتي الدفاع في السعودية والإمارات، تشير تقارير بلومبيرغ إلى وجود رغبة خليجية في استثمار دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتصعيد الضغط على إيران ووكلائها.
وفيما لا يزال القرار النهائي بشأن العملية البرية قيد البحث، تُطرح تساؤلات حول قدرة الحوثيين على الصمود في حال تصعيد عسكري كبير، خصوصًا بعد الخسائر التي تعرضوا لها جراء الضربات الجوية الأميركية.
لكن خبراء حذروا من التقليل من قدرة الجماعة على القتال المستقل، مؤكدين أنها أثبتت مرونة وقدرة على الصمود منذ سيطرتها على صنعاء في عام 2014، وهو ما قد يجعل من أي حملة برية طويلة ومعقدة، بحسب تقييمات أمنية غربية.
وأشار ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، إلى أن "إيران تعرضت لانتكاسات مؤلمة في المنطقة، لكن وكلاءها، ومن ضمنهم الحوثيون، لا يزالون يمتلكون القدرة على شن عمليات مؤثرة بشكل مستقل".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news