سما نيوز / عدن / خاص
عدن:
قالت الكاتبة السياسية هدى العطاس، تعليقًا على أثر نقلها لمنشور ينتقد سلوك المجلس الانتقالي: “اتفقت مع ما جاء فيه”. وأضافت ردًا على تساؤلات البعض عن رأيها فيما تشهده حضرموت من حراك وتوتر سياسي: “بداية نقدي لسلوك المجلس الانتقالي ولإدارته المتخبطة للمشهد السياسي سياق، وموقفي من دعوة الشيخ عمر بن حبريش سياق آخر.”
وأوضحت العطاس أنها تتبنى “مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية المشروطة بتموضع حضرموت موقع الرأس في الجسد الجنوبي”، مؤكدة أن “قاعدة هذا الرأي وأسبابه يطول شرحها، إنما هذا إيمان لدي، وأرى فيه المشروع الضامن لحضرموت والجنوب لتحقيق ذهابهما للمستقبل الآمن والدولة السيادية المستقرة.”
ورغم وصفها للوضع بأنه “غامض، شديد التعقيد، متشابك الأطراف”، فقد حاولت العطاس التعريج على أمرين تراهما مهمين.
الأمر الأول: دعوة الشيخ عمر بن حبريش للحكم الذاتي
اعتبرت العطاس دعوة الشيخ عمر بن حبريش وجماعته ومطلبهم “حكم ذاتي لحضرموت” حقًا مشروعًا “إذا وجدت إرادة حضرمية وطنية، وأشدد على ‘وطنية’ جامعة صادقة.” وشددت على أن “مقياس صدقيتها فرض مؤشرات قوية على الأرض تعزز السيادة والحكم الذاتي، ويأتي على رأسها طرد المنطقة العسكرية الأولى، السيطرة على الموارد، الدعوة إلى لقاء حضرمي حضرمي لا يستثني أي طرف، ولقاء جامع حضرمي جنوبي… وتدابير جمة كشرط لـ’تحقيق الحكم الذاتي’.” وأكدت أنه “إذا تحققت بالتأكيد سيدان أي حضرمي حينها يمزق هذا السعي، وسيعد سلوكه قصدًا لتمزيق القرار الإرادوي الحضرمي.”
إلى ذلك، أعربت العطاس عن “خوفنا كحضارم طالت بهم ‘لدغة الهوام وعض الحنش’ من حركة حبل” تجاه دعوة بن حبريش ومطلبه السياسي. وأشارت إلى وجود “جماعات حضرمية كثر خارج جماعة بن حبريش يرد في تفكيرها حيال دعوته سؤال منطقي حول الضمانات، وما هي تدابير الوثوق بأن القرار لن يأخذ حضرموت إلى: إقليم يمني ضمن أقاليم دولة (كيان منخور لوحدة مقبورة) يراد بشكل متعسف أن يخاط لها جسد ولو شائه مريض، ولن يخرج عن مصير (مجرد إقليم) خانع يحرص على بقاء حضرموت كما هي عليه الآن في وضع التابع الهزيل.”
كما تساءلت عن “مسار آخر لقرار بن حبريش وجماعته… يذهب بحضرموت إلى تبعية أخرى، واحتلال مغلف في أفضل أحواله بمسمى ‘تحت الإدارة…’ كما بشر بذلك بعض إعلاميي الجوار، وحسب إعلان بن حبريش نفسه في كلمته عن الدعم اللامحدود لقراره من قبل الجوار اللصيق.” وطالبت الشيخ بن حبريش وسواه بالإجابة عن أسئلة الحضارم حول “نوع هذا الدعم؟ وما اشتراطاته؟ وما هي المساحة السياسية التي يتحرك فيها؟”
الأمر الآخر: بهجة القوى الشمالية
أشارت العطاس إلى “ضرورة قراءة وتفكيك عناصر البهجة التي أبدتها بعض الواجهات السياسية المصدرة والإعلاميين والنشطاء في الأحزاب اليمنية الشمالية، وعلى رأسهم حزب التجمع اليمني للإصلاح”، وضرورة “إدراك ما ذا تعني هذه البهجة؟ وما الذي يخفيه تحريضهم وخوضهم سجال ومزايدات تذكي مواقد النيران بين حضرموت والجنوب!”
واستغربت “تشجيعهم غير المعهود! الغريب في انقطاعه عن سلوكهم الشعاراتي المستقتل، وخطوطهم الحمراء، وعن اعتيادنا حجج وحث لتكريس بقاء حضرموت ومقدراتها ملحقة بتصوراتهم الاستحواذية، وتدعيم حفاظهم على بنيان دولة ‘وحدتهم اليمنية’ ولو بنيان هش ووحدة ميتة.”
ولفتت إلى “فرحة تلك الشخصيات السياسية والحزبية البارزة التي انبرت تصرح وتكتب وتكيل المديح للقرار وتدافع عن عمر بن حبريش وعن إعلانه الذي أسموه ‘انفصال’ حضرموت عن الجنوب! مانحة القرار -اللفظة- بعدًا وحيدًا هو: انفصال حضرموت عن الجنوب! هبة حضرموت ضد الجنوب! إعلان حضرموت إقليمًا يمنيًا مستقلاً عن الجنوب… وهكذا، ممعنون في رسم صور لصراع حضرمي × جنوبي، صور يريدون لها أن تتنمط في ذهن الجنوبيين والحضارم، ورسائل ترسل للإقليم والعالم.”
واتهمت مواقعهم بنشاط “في بث أخبار مدلسة زائفة تحرف كلمة الشيخ عمر بن حبريش وتقوله ما لم يقله في كلمته أثناء اللقاء، وبما يفسر أن ‘حضرموت إقليم ضمن أقاليم الدولة اليمنية الموحدة (المقوضة واقعًا وأصلاً)، وأن لم… فحضرموت دولة مستقلة إذا فرض انفصال الجنوب’… افتراء لم نسمعه في منطوق بن حبريش!”
وانتقدت تبني “مطابخ إعلام المجلس الانتقالي ونشطائه” لهذا “التدليس” وتقديم “خدمات مجانية توافق أهداف القوى الشمالية وتحقيق ما لا يخطر على بالهم وما لن يستطيعون تحقيقه دون سماجة المجلس الانتقالي ورعونة سلوك المنتمين إليه.”
وختمت العطاس بالقول: “سأظل أكرر أن حضرموت والجنوب في عربة واحدة يقطران بعضهما، لا يتعلق الأمر بالتاريخ الممتد والهوية المشتركة فقط، إنما كذلك بالمصير السياسي الذي جمعهما وقطرهما في طريق واحد معًا، احتلال أجنبي واحد، دولة جنوبية نشأها وقاداها معًا، ووحدة يمنية مشؤومة نالهما غرمها سويًا بذات الآلية والأدوات.”
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news