تختبي خلف الستار اللامع لكلاسيكو ريال مدريد وبرشلونة، الكثير من الفصول المظلمة التي ترسم الصراع التاريخي بين الغريمين الإسبانيين.
وبينما يتأهب الفريقان لخوض نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب "لا كارتوخا" في إشبيلية يوم 26 أبريل/نيسان، تعود بنا الذاكرة إلى واقعة لا تُنسى في تاريخ البطولة، عُرفت بـ"نهائي الزجاجات الفارغة"، والتي لا تزال تُجسد قمة التوتر بين عملاقي الليجا.
حدث الواقعة تحديدًا في 11 يوليو/تموز من عام 1968، عندما وصل العملاقان إلى نهائي كأس الملك، في معقل الملكي "سانتياجو برنابيو"، حيث تأهل الريال على حساب سيلتا فيجو، فيما صعد البارسا من بوابة أتلتيكو مدريد.
شرارة الأزمة
بدأت الأزمة قبل المباراة بأيام قليلة، وتحديدًا مع إعلان إسناد اللقاء للحكم أنطونيو ريجو، الذي اتهمه المدريديون بالتحيز للبارسا، إذ أدار لهم 13 مباراة من أصل 30 خلال هذا الموسم، بما فيهم مباراة البلوجرانا أمام أتلتيكو مدريد في الدور نصف النهائي.
ولم تلق اعتراضات الملكي أي صدى وأقيمت المباراة بقيادة ريجون، وسط حضور أكثر من 100 ألف مشجع مدريدي في معقله.
سيناريو قاتل
سيناريو اللقاء لم يخدم الملكي كثيرًا، إذ أنه بعد مرور 6 دقائق فقط، أهدى مدافع الريال فرناندو زنزونيني، هدف اللقاء الوحيد للضيوف من خطأ قاتل.
انقلبت الأمور وحدث ما لا يحمد عقباه، عندما اشتدت أحداث اللقاء ولم يحتسب ريجو ركلتي جزاء في لعبتين للريال، لحساب الثنائي فيرناندو سيرينا وأمانشيو فاريلا، لتشتعل المدرجات هجومًا على حكم اللقاء، واتهموه بتعمد إهداء الكأس لفريقه المفضل.
واقعة مؤسفة
ومع إطلاق أنطونيو ريجون، صافرة النهاية معلنًا تتويج برشلونة باللقب في قلب مدريد، لم تتحمل الجماهير الملكية رؤية غريمهم يحمل الكأس أمامهم، ومع امتعاضهم من الحكم، بدأوا في إلقاء سيل من الزجاجات الفارغة على اللاعبين والحكم في مشهد مؤسف.
واضطرت تلك الواقعة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، إلى إصدار قرار بحظر دخول زجاجات المياه إلى ملاعب الكرة منذ ذلك اليوم، تفاديًا لتكرار تلك الواقعة.
تعليق الحكم
عقب مرور عشرات السنوات، تحديدًا في 2007، تحدث الحكم أنطونيو ريجون، عن النهائي المثير، وذلك قبل وفاته بعامين.
وقال ريجون، عند سؤاله حول حقيقة انتمائه للبلوجرانا: "لا، لم أكن من محبي برشلونة. ولست كذلك اليوم، لكن بعد نهائي 1968 تحولت إلى واحد من أشد أعداء الملكي. أشد حتى من عشاق برشلونة".
وأضاف: "عقب اللقاء عرفت جيدًا مدى قوة ونفوذ ريال مدريد، الذي تقدم بشكوى ضدي رفقة 7 أندية من التابعة لسيطرة الفريق الملكي آنذاك، وكانت عواقب الشكاوى وخيمة على حياتي، لذلك كنت دائماً أريد الأمور السيئة لهم".
وتحدث ريجون، عن الحالتين المثيرتين للجدل في اللقاء، قائلًا: "لم أر أي عقوبة في حالتي سيرينا، وأمانشيو فاريلا. الثنائي حاول خداعي وتظاهر بالسقوط على الأرض، لذلك لم أحتسب شيئا".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news