في مشهد يعكس الفارق بين الخطاب والواقع، كشفت التطورات العسكرية الأخيرة زيف العروض الحوثية التي كانت تملأ الشاشات خلال فترات الهدنة، حين كانت الميليشيات تنظم استعراضات عسكرية وتطلق التهديدات يمنة ويسرة، متوهمة أن سطوتها الإعلامية يمكن أن تصمد في مواجهة الحقيقة على الأرض.
ولطالما رافقت تلك الاستعراضات رسائل وعيد موجهة للداخل والخارج، لكن التحذيرات حينها لم تغب، فقد نبهت أصوات وطنية بينها مدير المركز الاعلامي لألوية العمالقة أصيل السقلدي إلى أن كل تلك المظاهر الزائفة ستنهار بمجرد اندلاع أول طلقة في الميدان حيث قال"في أيام السلم والهدنة كان الحوثي يقوم باستعراضات عسكرية بالسلاح ويطلق تهديداته، حينها قلت لكم أن كل هذه العنتريات والشطحات الحوثية ستضيع عند أنطلاق أول رصاصة"
وها هو المشهد يتكرر اليوم بشكل أكثر وضوحًا: معدات الحوثيين التي كانت تُستعرض بفخر، أصبحت أهدافًا دقيقة تضرب وتُدمَّر في مواقعها السرية، والقيادات التي كانت تتصدر المشهد بلغة التهديد، توارت عن الأنظار، واختارت العودة إلى كهوفها القديمة، بعيدًا عن وهج المواجهة.
ويسلط الاختفاء المفاجئ لتلك الحشود والقيادات، الضوء على هشاشة البنية القتالية للميليشيات، ويؤكد أن ما كان يُروّج له إعلاميًا لم يكن سوى غطاء لواقع هش، سرعان ما كشفه الميدان.
ويرى مراقبون أن هذا الانهيار السريع لحالة الغرور الحوثي يمثل تحولًا مهمًا في مسار المواجهة، ويعزز قناعة الشارع بأن الميليشيات، مهما بالغت في استعراض قوتها، تظل عاجزة عن الصمود في وجه المواجهة الحقيقية، خاصة حين يُكشف المستور، ويُفتح باب الحساب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news