يحقق علماء في ظاهرة "البحار اللبنية" الغامضة، وهي مساحات شاسعة من المحيط تتوهج ليلاً بضوء أبيض مخضر، شوهدت بشكل نادر قبالة سواحل جزيرة سقطرى اليمنية وإندونيسيا.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الأرصاد الجوية في جامعة ولاية كولورادو، جاستن هدسون: "من الصعب جدًا دراسة شيء لا نملك عنه أي بيانات. حتى الآن، لا يوجد سوى صورة واحدة معروفة التُقطت من على مستوى سطح البحر، جاءت من لقاء مصادف ليخت في عام 2019."
وأضاف هدسون: "من المحتمل أن تمثل البحار اللبنية جانبًا غير مدروس من حركة الكربون والمغذيات على نطاق واسع عبر النظام الأرضي."
والتُقطت الصور التي توثق الظاهرة، قبالة سواحل إندونيسيا، ونُشرت ضمن دراسة في عام 2022 بقيادة ستيفن ميلر زميل هدسون في الجامعة. إلى جانب هذه الصورة، توجد قطعة أخرى ثمينة من الأدلة: عينة مياه جُمعت عن طريق المصادفة عام 1985 قرب جزيرة سقطرى اليمنية.
ويرجّح أن تكون لهذه الظاهرة النادرة تأثيرات غير معروفة على النظام البيئي البحري ودورة الكربون العالمية، مما يجعلها محل اهتمام علمي متزايد.
واستنادًا إلى صور الأقمار الصناعية الحديثة، إلى جانب تحليل مئات السجلات التاريخية، يبدو أن هذه الظاهرة تتركز حول بحر العرب ومياه جنوب شرق آسيا.
وأوضح هدسون أن "المناطق التي تحدث فيها هذه الظاهرة أكثر من غيرها هي شمال غرب المحيط الهندي، بالقرب من الصومال وسقطرى في اليمن، حيث حدث حوالي 60% من جميع الحالات المعروفة هناك. وفي الوقت نفسه، نعلم أن مراحل الرياح الموسمية الهندية تُحرّك النشاط البيولوجي في المنطقة من خلال تغييرات في أنماط الرياح والتيارات البحرية."
ومهما كان السبب، فإن ميلر — الذي قاد دراسة 2022 وشارك في هذه الدراسة الأخيرة — واثق من أنهم على وشك اكتشاف أمرٍ عظيم.
وقال ميلر:"البحار اللبنية هي تجليات مذهلة للغلاف الحيوي للأرض، لم نفهم بعد أهميتها في الطبيعة. إن وجودها بحد ذاته يشير إلى ترابطات غير مكتشفة بين سطح الأرض والغلاف الجوي، ومن الدور المجهري إلى الدور العالمي الذي تلعبه البكتيريا في النظام الأرضي."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news