الصراع الأمريكي-الحوثي .. قراءة في الجذور والمآلات المحتملة
قبل 1 دقيقة
تصاعدت وتيرة المواجهة بين الولايات المتحدة والمليشيات الحوثية في الآونة الأخيرة، لتلقي بظلالها على الأمن الإقليمي والدولي
.
هذا الصراع الذي يبدو في ظاهره مواجهة بحرية في حين يحمل في طياته جذورًا عميقة وتعقيدات إقليمية ودولية في ظل دعم دول في المنطقة للمليشيات الإرهابية، تجعل التنبؤ بمآلاته أمرًا بالغ الصعوبة.
بالتالي لا يمكن فهم الصراع الحالي بمعزل عن سياقات متعددة:
اولها الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ عام 2014، الإطار الأوسع لهذا الصراع والتي استغل من خلالها الحوثيون المدعومون من إيران حالة الفوضى وعدم الاستقرار لتوسيع نفوذهم والسيطرة على مناطق واسعة من البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء.
ثانيآ: التدخل العسكري للتحالف في اليمن، ادى إلى تعقيد المشهد. ومن هنا وجدت الولايات المتحدة نفسها بشكل غير مباشر في مواجهة مع مليشيات الحوثي.
ثالثآ: الدعم الإيراني للحوثيين بالأسلحة والتدريب والتمويل، والذي يعتبر عاملًا خطير في تطور قدراتهم العسكرية والذي ترى الولايات المتحدة في هذا الدعم تهديدًا لمصالحها وحلفائها في المنطقة.
تسعى الولايات المتحدة إلى حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهما ممران مائيان حيويان للتجارة العالمية،كما تسعى إلى الحد من نفوذ إيران في المنطقة، ومكافحة الإرهاب، وضمان أمن حلفائها.
يتسم الصراع الحالي بعدة ديناميكيات والتي يعتمد من خلالها الحوثيون على حرب الاستنزاف، من خلال شن هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة على السفن التجارية في البحر الأحمر.
حتى الآن، تقتصر الردود الأمريكية على الضربات الجوية المحدودة ضد مواقع الحوثيين. وهنا يجب ان لا ننسى دور الشرعية الماكثة بالرياض من عشر سنوات، والتي يؤسفني القول، انه لا يوجد لها اي دور نستطيع ذكرها من خلاله حتى بجمله واحده.
عموماً، لا نود أن نغوص كثيراً في بعض التفاصيل التي تخص الشرعية ودورها المحوري الذي يقتصر على المشاهدة فقط.
حيث أن الصراع هذا يساهم في تصاعد التوتر الإقليمي، ويزيد من خطر نشوب مواجهة أوسع بين الولايات المتحدة وإيران.
بالنظر إلى التعقيدات المذكورة، يمكن تصور عدة سيناريوهات مستقبلية. قد يؤدي استمرار هجمات الحوثيين على المصالح الأمريكية والإقليمية إلى تصعيد عسكري أوسع، يشمل ضربات أمريكية أكثر حدة ضد مواقع الحوثيين، وربما تدخلًا بريًا محدودًا. هذا السيناريو يحمل مخاطر كبيرة، بما في ذلك احتمال نشوب حرب إقليمية.
قد تنجح الجهود الدبلوماسية في احتواء الصراع، من خلال التوصل إلى وقف إطلاق نار في اليمن، وإطلاق مفاوضات سياسية بين الأطراف المتنازعة. هذا السيناريو يتطلب تنازلات من جميع الأطراف، بما في ذلك الحوثيين وإيران.
وقد يستمر الصراع على شكل حرب استنزاف طويلة الأمد، مع استمرار الهجمات المتقطعة من قبل الحوثيين، والردود الأمريكية المحدودة. هذا السيناريو سيؤدي إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
وقد يتم أيضاً التوصل إلى تسوية سياسية شاملة في اليمن، تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتقاسم السلطة بين الأطراف المتنازعة، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع. وهذا السيناريو هو الأكثر تفضيلًا ربما لدى بعض الأطراف الذين يرون في بقاء الحوثي من المسلمات الضرورية، لكن يبدو هذا صعباً للغاية لأن الشعب لا يمكن أن يقبل ببقاء الحوثي حتى وإن انخرط في عملية سياسية.
أخيرًا .. يمثل الصراع بين الولايات المتحدة و أذناب إيران في اليمن، تحديًا معقدًا نظراً للوضع الانساني المتدهور، ولذا فإن المسألة تتطلب مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار جميع الأبعاد السياسية والعسكرية والإنسانية. حيث أنه لا يوجد حل سهل لهذا الصراع سوى اجتثاث ميليشيا الحوثي بالكامل، لتضمن المنطقة وقبلها اليمن واليمنيين الاستقرار والسلام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news