" مأرب وضجيج أصبع محروس"

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 84 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
" مأرب وضجيج أصبع محروس"

رشاد عبدالله 

من الأفلام العبقرية التي أنتجتها السينما المصرية، فيلم: اصباع الواد محروس ابتاع الوزير، يلهمك هذا الفيلم نباهة للتمييز بين نوعين من المجد، وسبيلين في النضال الوطني: 

الأول، يبدأ بالأنا وينتهي عندها، يرى في الوطن خلفية لصورة شخصية، يضع النضال الوطني بكل ما فيه من تضحيات ودماء ومقابر ونجاحات واخفاقات وحاضر ومستقبل كتفصيل صغير في سيرته الذاتية، لا لشيء، سوى لأنه تعرض لحادث عرضي في طريق غير آمن، هو من اختار أن يدخله. 

الأول يحول الرصاص الطائش الذي لم يعرف من هو، إلى محاولة اغتيال الوطن، وما من سبيل لاستئناف عملية التحرير سوى بمنحه منصب العضو التاسع في مجلس القيادة الرئاسي، ربما، وما دون ذلك، يعني عدم جدية الجميع في تحرير البلاد. 

والثاني يبتدئ من الوطن، وينتهي به، يذيب صورته واهتماماته واستحقاقاته وطموحاته في الشأن العام، وفي سبيل أن تبقى القضية الوطنية واضحة، نقية، غير مشوهة. 

الأول يستعير الوطن ليتصنع مجدا زائفا وحضورا مركبا من ادعاء مؤامرة ومظلومية في حادث عرضي. 

والثاني منشغلا بالحضور الكامل في قلب مشهد التضحية والفداء كبطل متحقق، بعيدا عن الإعلام ونزعة اصباع الواد محروس ابتاع الوزير. 

الأول حكاية ملفقة تختزل الوطنية فيها وتطالب الجميع بالطواف حولها، والثاني بطولة سمعنا به بعد أن منحنا أنفاسه في الجبهة، دفاعا عنا ومن أجلنا جميعا. 

بالأمس دخلت مواقع التواصل الاجتماعي فصادفت منشورين متجاورين كمفارقة: 

الأول، لشخص يعتبر غياب دهشتنا واهتمامنا بالحادث الذي تعرض له قبل أشهر في مأرب، خيانة وطنية. 

والثاني، نعي في استشهاد البطل عبدالله الحنق في احدى جبهات مأرب.  

بدا الأمر كلحظة كاشفة للشرخ العميق بين الفعل الحقيقي وصورته المصطنعة، للعثرة التي أعاقت مسار التحرير. 

آلية "التعويض المفرط" التي يلجأ إليها من لا أثر حقيقي له لتحقيق اقتصاد الرمزية المصطنعة والحضور والمكانة الغير مستحقة، قد لا تعنينا، لكن ليس عندما تتفشى كظاهرة سياسية تحول النضال إلى تزييف بدلا من أن يبقى فعلا يتجاوز الحاجة إلى إثبات، والتزام عقلاني متحرر من غرائز المجد الشخصي الزائف. 

الخطر هنا لا يتوقف على من يمارس هذا التمثيل، بل على سلوك المجتمع في التقييم المبني على الضجيج لا على الفعل. 

هذا خلل ينبغي التصدي له بثقافة وطنية تحتفي بالبطولة الحقيقية وتتجاوز الانشغال باصباع الواد محروس، ثقافة تفرق بين النضال الحقيقي والادعاء الذي يقدم نفسه كمصدر لشرعية نضال الآخرين.

إحياء حساسية الناس تجاه هذه التمثيل الانتهازي أمر مهم لسلامة النظام الرمزي الذي تبنى عليه شرعية الفعل السياسي، فالمجتمعات التي تسمح بتزوير الرمزيات، تقوض إمكانياتها في اجتراح مسارات تحرر حقيقية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل: بعد ساعات من وصول الرئيس العليمي إلى الرياض... الإعلان عن تغييرات في مجلس القيادة الرئاسي (أسماء+ صور")

جهينة يمن | 1880 قراءة 

قرار مرتقب بتغييرات في مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة البرلمان والحكومة

موقع الأول | 610 قراءة 

كارثة إنسانية في عبس.. الحوثيون ينهبون المساعدات وأشواق تلفظ أنفاسها الأخيرة جوعًا

حشد نت | 607 قراءة 

الريال اليمني يستعيد عافيته في عدن بعد تدخل حازم من البنك المركزي.. السعر الان

نيوز لاين | 509 قراءة 

اخر مستجدات الشيخ محمد بن احمد الزايدي والمطارح في المهرة ترفض ترفع المطارح وترفض بيان الشيخ محمد بن محمد الزايدي ومطارح خولان على الموعد اليوم (نص البيان المرفوض)

جهينة يمن | 473 قراءة 

كان يضحك ويسلي على المواطنين.. الحزن يعم عدن عقب وفاة شخصية اجتماعية اثناء مضغه للقات

كريتر سكاي | 365 قراءة 

الأجهزة الأمنية تضبط متهما بذبح ابنته وتكشف تفاصيل الجريمة

تهامة 24 | 325 قراءة 

أسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي والدولار في صنعاء وعدن ومأرب اليوم السبت 26 يوليو 2025م

بران برس | 274 قراءة 

لها علاقة باعتقال القيادي الحوثي "الزايدي" في المهرة... تفاصيل اشتعال "7" جبال في صنعاء

يمن فويس | 253 قراءة 

لاول مرة قناة “الحدث” تعلن عن فيلم وثائقي يكشف تفاصيل الساعات الأخيرة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء

يني يمن | 248 قراءة