العربي نيوز:
تسبب قرار دولي في اخراج الامارات عن طورها، واستفزاز حكامها ووسائل اعلامها على نحو غير مسبوق، وأوقع ابوظبي في انتكاسة لم تتوقعها، اعتبرها مراقبون اقليميون ودوليون "نهاية طبيعية وسقوطا طبيعيا في شر اعمالها" في اشارة إلى طموحات الامارات الرامية لفرض نفوذها في المنطقة والهيمنة على دولها سياسيا واقتصاديا.
وثارت عاصفة سياسية وحملة اعلامية تدافع عن الامارات وتجمل صورتها، إثر إعلان ممثل وزارة الخارجية السودانية السفير كمال بشير تمسك السودان بقضيته في مواجهة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وتأكيده الاربعاء (9 ابريل) إن "الخرطوم تمتلك الأدلة الكافية".
جاء هذا الاعلان في مؤتمر تنويري لوزارة الثقافة والإعلام نظمته وكالة السودان للأنباء بقاعة جهاز المخابرات العامة في بورتسودان، أعلن فيه السفير بشير: إن "السودان يملك الأدلة الكافية لإدانة دولة الإمارات بدورها الرئيسي في تأجيج الحرب في السودان بدعمها قوات الدعم السريع".
مضيفا: إن "حجم الدمار الكبير الذي تعرض له السودان في جميع المجالات بسبب مساندة الإمارات لحرب قوات الدعم السريع (الجنجويد) المتمردة على البلاد". وأردف: "التحية للشعب السوداني الذي وقف على قلب رجل واحد في مواجهة التآمر على السيادة والاستقرار والسلام في السودان".
من جانبها، سارعت الإمارات إلى التنديد بشكوى السودان، ووصفتها في بيان "حيلة دعائية خبيثة". وهاجم مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، الحكومة السودانية لتقدمها بشكوى ضد الامارات لدى محكمة العدل الدولية، بوصفه الشكوى "محاولة لجر بلاده إلى الصراع".
تتابع هذه التطورات، بعدما كانت محكمة العدل الدولية أعلنت في نهاية مارس الماضي، أنها "ستنظر في دعوى رفعها السودان وطالب فيها باتخاذ تدابير طارئة ضد الإمارات". مشيرة الى ان الشكوى اتهمت الامارات بانتهاك التزاماتها بموجب "اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية".
ونهاية مارس الفائت، وجهت المملكة العربية السعودية، رسميا وعلى اعلى مستوى لقيادتها، صفعة قوية الى الامارات، وطموحاتها في بسط نفوذها في المنطقة، تحبط مساعيها الحثيثة للسيطرة على ضفتي البحر الاحمر ومضيف باب المندب وخطوط الملاحة البحرية والموانئ الرئيسة في المنطقة.
تمثلت الصفقة السعودية في استفاضة الرياض ليل الجمعة (28 مارس) قمة جمعت بين ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان، ورئيس مجلس السيادة السوداني القائد الاعلى للقوات المسلحة السودانية، الفريق الركن اول عبدالفتاح البرهان، بالتزامن مع انتصارات الجيش السوداني.
تفاصيل:
السعودية توجه صفعة قوية للامارات
و
أعلن
الجيش السوداني ليل الخميس (27 مارس) في بيان، أنه "طهر آخر جيوب مليشيا الدعم السريع في محلية الخرطوم".
نافيا
"ما تروجه مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) وأعوانها من أن انسحابهم كان بالاتفاق مع الحكومة". واعتبره "يفضح هروبها وترك قتلاها".
مضيفا في بيان، نقلته قناة
"الجزيرة"
، منتصف ليل الخميس (27 مارس): إن "حديث مليشيا الدعم السريع عن اتفاق مع الحكومة يفضحه هروبها المخزي وتركها لقتلاها ومعداتها". و
مؤكدا
"انتزاع كل مواقع الشرطة من مليشيا آل دقلو بمنطقة بري شرق الخرطوم".
وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني في تصريح لقناة "الجزيرة": إن الجيش "يعمل حاليا على تطهير كامل ولاية الخرطوم من مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)" المدعومة الامارات.
وقال
: عملياتنا متواصلة وتوجت أخيرا بهبوط طائرة البرهان في مطار الخرطوم".
جاء هذا عقب إعلان رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق الركن اول، عبدالفتاح البرهان،
الاربعاء (26 مارس)
، من داخل القصر الرئاسي في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد استعادة السيطرة عليه: إن "الأمر انتهى والخرطوم تحررت من الدعم السريع (الجنجويد)".
والجمعة (21 مارس)، كان البرهان،
قال في كلمة
له: "مصممون على إنهاء التمرد وإزالة الطغمة المجرمة".
وأردف
: "لا تفاوض مع الدعم السريع ونعمل على إزالتهم".
وكشف
أن "التمرد يملك أسلحة لا يمكن لمليشيا أن تحصل عليها وهناك من يزودهم بالسلاح".
مضيفا في كلمته التي بثتها وكالة الانباء السودانية (سونا) ونقلتها
قناة "الجزيرة"
: "في المستقبل سنكشف عن الدول والأطراف التي تزود المتمردين بالسلاح النوعي". في اشارة إلى دولة الامارات، وضبط الجيش السوداني اسلحة ووثائق تؤكد دعم ابوظبي للمليشيا.
سبق هذه الصفعة السعودية السودانية للامارات، صفعة قوية ومربكة دوليا، تلقتها الامارات، نهاية يونيو 2024م، داخل مجلس الامن الدولي، التابع لهيئة الامم المتحدة، عبر شكوى رسمية ضد ابوظبي وتدخلاتها العسكرية والسياسية في تمزيق الدول واشعال الصراعات والحروب الاهلية داخلها، واخرها دولة السودان.
وقدم سفير السودان لدى الامم المتحدة، الحارث إدريس الحارث محمد، اتهاما مباشرا للامارات بإشعال الصراع في السودان، خلال اجتماع دوري لمجلس الامن الدولي، تضمن جدول اعماله بحث الوضع في السودان. وقال: إن "قوات الدعم السريع "المدعومة بالسلاح من الإمارات" "تستهدف القرى والمدن بشكل متعمد وممنهج".
مضيفا: "يجب على الإمارات أن تبتعد عن السودان. هذا هو المطلب الأول الذي سيسمح بالاستقرار في السودان، وعليها أن توقف دعمها". وأردف: "إن دعم أبوظبي المالي والعسكري لقوات الدعم السريع هو السبب الرئيسي وراء هذا الوضع المطول". داعيا هيئة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى "التحدث بشجاعة وإدانة الحكومة الإماراتية علانية".
وسبق أن اتهم الجيش السوداني الامارات، بـ "دعم قوات الدعم السريع المتمردة". كما طلب مجلس السيادة الحاكم في السودان، رسميا في إبريل الفائت، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لوضع حد للتدخل الاماراتي في اشعال الصراع بالسودان، لكن مجلس الامن رفض الاستجابة للطلب.
جاء هذا عقب صدور قرار رسمي سوداني نهاية مارس 2024م، بطرد سفير دولة الامارات، هو الثاني للامارات الذي يطرد دوليا خلال اقل من عامين، اعتراضا على خرق الامارات البروتوكول الدبلوماسي بانتهاك السيادة الوطنية والتدخل في شؤون الدول ودعم اضطرابات سياسية وعسكرية فيها.
تفاصيل:
فضيحة.. طرد ثاني سفير اماراتي دوليا
وفي (11 ديسمبر) من عام 2023م، أعلنت وكالة الانباء السودانية (الرسمية) طلب السودان رسميا من 15 شخصا من الدبلوماسيين الإماراتيين مغادرة البلاد خلال يومين، عقب استدعاء الخارجية السودانية القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة الإمارات لدى الخرطوم، بدرية الشحي.
كما أعلن عضو مجلس السيادة مساعد قائد الجيش ياسر العطا، في (28 نوفمبر 2023م): إن الإمارات ترسل إمدادات إلى قوات الدعم السريع" المتمردة، في أول اتهام علني لدولة الامارات بالتورط المباشر في اشعال الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع (الجنجويد).
شاهد .. الخارجية السودانية تطالب بعثة الامارات بالمغادرة
ويُعد قرار السودان طرد سفير الامارات الثاني بعدما رحلت السلطات المصرية مطلع اكتوبر 2021م سفير الامارات حمد الشامسي، بعد ضبطه متلبسا بجريمة تمس الامن القومي لمصر، في فضيحة دبلوماسية، مدوية تكشف الوجه القبيح للنظام الاماراتي ومؤامراته ضد الدول العربية ذات العمق الحضاري.
تفاصيل:
مصر ترحل السفير الاماراتي بعد فضيحة
تزامن قرار السودان بطرد سفير الامارات لدى الخرطوم، مع نشر وكالة استخبارات فرنسية "حرة"، فضيحة كبرى، هزت اركان دولة الامارات، بكشفها عن صفقة ابرمتها الامارات مع ضابط في القوات الفرنسية الخاصة، لتجنيد وتدريب "فيلق" من المرتزقة الاجانب، تعتزم نشر جنوده في اليمن والصومال.
ونشر موقع "إنتليجنس أونلاين" الفرنسي، وثيقة مراسلات بين ضابط كوماندوز بحري فرنسي قديم مع مسؤولين في الجيش الاماراتي، بشأن صفقة انشاء "فيلق نخبة" جديد من المرتزقة الاجانب، قوامه لا يقل عن 3000 مجند اجنبي، لاحكام الامارات سيطرتها على دفتي مضيق باب المندب الاستراتيجي.
تفاصيل:
فضيحة دولية كبرى تهز اركان الامارات (وثيقة)
عزا مراقبون اقليميون ودوليون، توجه الامارات نحو تجنيد فيلق من المرتزقة الاجانب عبر فرنسا ونشره في الصومال واليمن، إلى "سعي ابوظبي لاحتلال باب المندب واحكام السيطرة عليه، بمنأى عن مليشياتها اليمنية (طارق عفاش والانتقالي الجنوبي) بحكم ارتباطاتهما بالمملكة العربية السعودية".
وتتبنى الامارات تنفيذ اجندة مشتركة مع الكيان الاسرائيلي لتقسيم الدول ذات الاهمية الاستراتيجية في المنطقة بشريا وعسكريا واقتصاديا (ملاحيا)، عبر تمويل انشاء مليشيات محلية تابعة لها، كما فعلت في ليبيا وسوريا والصومال والسودان، واليمن بتبنيها مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ومليشيا طارق عفاش.
عّمَدت الامارات، منذ بدء مشاركتها في تحالف "عاصفة الحزم" في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية (مارس 2015م)، الى الانتشار والسيطرة على موانئ اليمن وسواحله الغربية والجنوبية وجزره الاستراتيجية وأبرزها ميون (بريم) وعبدكوري وسقطرى، ضمن اجندة اطماعها في الهيمنة على الملاحة الدولية.
يشار إلى أن الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول عبد الفتاح البرهان، يخوض منذ منتصف أبريل 2023، مع قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلَّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ وفق الأمم المتحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news