في وقت تتصاعد فيه التحديات السياسية والاقتصادية والخدمية في البلاد، يكشف رصد خاص أجرته "العين الثالثة" عن غياب لافت لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، د. رشاد محمد العليمي، عن الداخل اليمني، منذ إعلان تشكيل المجلس في السابع من أبريل 2022.
وبحسب الأرقام التي وثقها التقرير، فقد أمضى العليمي ما مجموعه 277 يومًا فقط داخل البلاد من أصل 1090 يومًا هي عمر مجلس القيادة حتى اليوم، ما يعني أنه قضى أكثر من 80% من فترة رئاسته خارج اليمن، في تحركات خارجية تنوعت بين جولات دبلوماسية ومشاركات رسمية.
ويأتي هذا الغياب المديد في ظل انتقادات متزايدة من الشارع اليمني والدوائر السياسية حول ضعف الحضور القيادي في الداخل، وتراجع الأداء التنفيذي لمؤسسات الدولة، خاصة في المناطق المحررة التي تواجه أزمات مركبة دون قيادة عليا مستقرة على الأرض.
ويرى مراقبون أن غياب رئيس المجلس، رغم تعيينه على رأس سلطة جماعية يفترض أن تكون قريبة من نبض الداخل، قد انعكس سلبًا على فاعلية المجلس في التعاطي مع القضايا الملحة، وعلى رأسها الملف العسكري، والأوضاع المعيشية، وتدهور الخدمات الأساسية.
في المقابل، تؤكد مصادر سياسية أن تحركات العليمي الخارجية جاءت في إطار "دبلوماسية الانفتاح" على الإقليم والمجتمع الدولي، لضمان دعم سياسي واقتصادي لليمن، غير أن طول فترات الغياب وتراجع وتيرة القرارات السيادية جعل تلك الجولات محل تساؤل.
الرقم الصادم بعدم تجاوز العليمي عامًا كاملاً داخل اليمن طوال ثلاث سنوات، يعيد تسليط الضوء على أزمة القيادة، ويفتح النقاش مجددًا حول ضرورة إعادة تقييم أداء المجلس الرئاسي وتفعيل آليات المحاسبة، في بلد تتراكم فيه الأزمات وتتآكل فيه الثقة بالمؤسسات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news