عدن حرة / صدام اللحجي :
بدأ كل شيء بشكل اعتيادي، حين أوقف أفراد من شرطة السير في خورمكسر سيارة خالفت النظام، ليتضح لاحقاً أنها تعود لنجل أحد قادة قوات الأمن الخاصة (قوات باعش). نفّذ رجال المرور واجبهم المهني، دون أن يتوقعوا أن الحكاية ستأخذ منحى آخر.
في مساء نفس اليوم، وخلال عودتهم من العمل، تم اعتراض طريق اثنين من أفراد شرطة السير من قِبل جنود تابعين لقوات باعش، وتم اقتيادهم بالقوة إلى أحد معسكراتهم. لا مذكرة توقيف، لا تهمة واضحة، فقط رسالة: "أنتم تجرّأتم".
اتصل المحتجزون بمديرهم العميد عدنان القلعة، مدير عام شرطة السير بعدن. وصل العميد بنفسه إلى المعسكر، غير مدرك لحجم ما يجري، فقط سعى لفهم ما الذي يدور، ولماذا تم اعتقال رجاله.
لكن ما إن وصل، حتى فوجئ بستة أطقم أمنية تطوّقه في لحظات. الجنود قفزوا على مركبته، حاولوا إنزاله بالقوة، واعتدوا على سائقه ومرافقيه، قبل أن يتم احتجازهم جميعاً.
لاحقاً، وبعد وساطات وتدخلات، تم الإفراج عن العميد ومن معه. لكن كرامة جهاز مروري بأكمله كانت قد أُهينت.
مرور عدن أعلن الإضراب الشامل، احتجاجاً على ما جرى. ليس فقط رفضاً للاعتداء، بل رفضاً لثقافة الإفلات من العقاب.
فالحوادث قد تقع، نعم. لكن غياب المحاسبة هو ما يجعلها قابلة للتكرار، بل للتفاقم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news