في إطار جهوده الإنسانية المستمرة لتطهير الأراضي اليمنية من شبح الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، أعلن مشروع "مسام" السعودي عن تحقيق إنجاز جديد خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل الجاري.
حيث تمكن المشروع من انتزاع 543 لغمًا متنوعًا، كان قد تم زراعتها بشكل عشوائي في عدد من المحافظات اليمنية بهدف حصد المزيد من الأرواح البريئة.
وأفاد بيان رسمي صادر عن المشروع أن الألغام التي تم نزعها تنوعت بين 6 ألغام مضادة للأفراد، و23 لغمًا مضادًا للدبابات، إلى جانب 511 ذخيرة غير منفجرة، و3 عبوات ناسفة.
وأوضح البيان أن محافظة عدن كانت الأكثر استهدافًا خلال هذا الأسبوع، حيث تم نزع 511 ذخيرة غير منفجرة و3 عبوات ناسفة، بينما شهدت محافظة مأرب نزع 6 ألغام مضادة للأفراد و23 لغمًا مضادًا للدبابات.
تكثيف الجهود لحماية المدنيين
يأتي هذا الإنجاز في ظل التحديات المستمرة التي تفرضها مليشيا الحوثي الإرهابية، والتي تعمدت زرع الألغام بشكل عشوائي وغير مدروس في المناطق السكنية والمنشآت الحيوية، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن.
ويهدف مشروع "مسام"، الذي انطلق تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى تقليل المخاطر على حياة السكان المحليين واستعادة الأمن والاستقرار في المناطق المتضررة.
وفي تصريح له، أكد القائمون على المشروع أن الجهود مستمرة لمكافحة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد حياة ملايين اليمنيين، مشيرين إلى أهمية تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر الألغام وكيفية التعامل معها.
كما أشار البيان إلى أن فرق المشروع تعمل في ظروف بالغة الصعوبة، حيث تواجه تحديات كبيرة نتيجة لزراعة الألغام بطريقة غير نظامية وعدم توفر خرائط دقيقة لمواقعها.
إحصائيات مُذهلة منذ انطلاق المشروع
وبفضل الجهود الدؤوبة التي يبذلها مشروع "مسام"، بلغ إجمالي عدد الألغام والذخائر غير المنفجرة التي تم نزعها منذ بداية المشروع وحتى الآن 486 ألفًا و651 لغمًا.
وتظهر هذه الأرقام حجم الكارثة الإنسانية التي خلفتها مليشيا الحوثي عبر استخدام الألغام كسلاح عشوائي يستهدف جميع شرائح المجتمع دون تمييز.
وتجدر الإشارة إلى أن زراعة الألغام العشوائية لا تقتصر فقط على تهديد حياة المدنيين، بل تمتد آثارها لتدمير البنية التحتية وإعاقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
فقد أدت هذه الألغام إلى تعطيل الزراعة، وعرقلة حركة التنقل، ومنع الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والرعاية الصحية.
رسالة إنسانية قوية
يُعتبر مشروع "مسام" واحدًا من أكبر المشاريع الإنسانية العالمية التي تهدف إلى تطهير الأراضي من الألغام، وهو نموذج واضح للتعاون الدولي في مواجهة التحديات الإنسانية.
ويؤكد استمرار المشروع في عمله رغم كل المعوقات على التزام المملكة العربية السعودية بدعم الشعب اليمني الشقيق، وسعيها الحثيث لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ختامًا، يجسد مشروع "مسام" رسالة إنسانية قوية بأن حماية الأرواح البشرية يجب أن تكون أولوية قصوى، وأن الجهود المشتركة يمكن أن تسهم في إنقاذ الملايين من شبح الموت اليومي الذي تفرضه الألغام.
ومع استمرار العمل في المشروع، يأمل الجميع أن يتمكن اليمن قريبًا من التخلص تمامًا من هذه الآفة الخطيرة، واستعادة الحياة الطبيعية لأبنائه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news