في كتابه الثالث الذي أصدره في العام 1998 و أسماه (غنائيات المرشدي) اختار الفنان الراحل محمد مرشد ناجي (1929- 2013) خمسين نصاً لكلمات بعض أغانيه الرائجة، ابتدأ من قصيدة ” هي وقفة”، التي لحّنها وأدّاها في أواخر العام 1951م، وهي التي قدّمته لجمهور الاستماع في عدن ومحيطها وهو شاب صغير تجاوز العشرين بقليل، ( 22 عاماً) . هذه القصيدة كتبها الشاعر محمد سعيد جرادة، وتقول بعض كلماتها:
“
هي وقفة لي لست أنسى ذكرها أنا والحبيب
في ليلة رقصت من الأضواء في ثوب قشيب
لما التقينا والجوانح لا تكف عن الوجيب
فهززته وهو الرقيق كنسمة الفجر الرطيب
وغمرته وهو لنداء قلبي يستجيب
بعواطفي المتكبره/ ومشاعري المتفجرة
وشرود وجداني الكئيب
“
عن قصة ولادة لحن الأغنية، أن الشاعر الجرادة كان من أشد أعضاء “نادي الشباب الثقافي” في الشيخ عثمان حماسة لتجريب الفنان المرشدي للتلحين، بعد أن كان يؤدي أغنيات غيره من المطربين بصوته المميّز، وبعد حديث بين الاثنين ناوله قصيدة ” هي وقفة”؛ يقول المرشدي:
” التلحين بالشعر الفصيح له صعوبته البالغة، ولكن إعجابي بالقصيدة هزم التهيّب في نفسي، وحملتها معي إلى أبين {وقت كان يعمل المرشدي سكرتيراً لنائب السلطنة}، وهناك في الليالي الهادئة الجميلة، ظللت أياماً أعيش مطلع القصيدة إلى أن تسلل مفتاح اللحن، وأمضيت بعده شهراً حتى أتممتها. وفي إجازة قصيرة إلى عدن أسمعتها الإخوان في النادي، فاستحسنوها، وفي مقدمتهم الصديق الشاعر محمد سعيد جرادة، وحملت اللحن إلى الندوة {ندوة الموسيقى العدنية بكريتر}، ونال التشجيع.” كما قال في كتابه “صفحات من الذكريات”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news