إب – خاص
كُشف مؤخرًا عن وثيقة وصية نادرة تعود للشيخ العلامة صالح بن أحمد القادري – رحمه الله – تعود إلى أكثر من 115 عامًا، تضمنت وقف مجموعة من المصاحف المخطوطة بخط اليد، وجُلدت بجلد الغزال، لصالح مسجد بناه الشيخ القادري في منطقة يعكُب بعزلة وراف، محافظة إب، وذلك منذ أكثر من 170 عامًا.
وتضمنت الوصية، المؤرخة بتاريخ ٥ شعبان ١٣٣٣هـ، تفاصيل دقيقة عن توزيع المصاحف، التي كتبها الواقف بخط يده وزيّنها بأحرف مذهّبة، ووقفها لصالح قرّاء القرآن الكريم في المسجد الذي أنشأه، مشترطًا تخصيصها للتلاوة في أوقات محددة كرمضان، وبعد الصلوات، وما بين المغرب والعشاء، وأوقات التهليل على الموتى.
وجاء في نص الوصية:
“تصدّق محبّ الخير وفاعله، الفقير إلى الله تعالى، الشيخ صالح بن أحمد القادري، بهذا المجلد، وهو آخر مجلد، وما قبله تمام ثلاثين جزءًا، وكل مجلد محفوظ على جزأين، لمن يقرأ القرآن العظيم في جامع يعكُب، عزلة وراف، بلاد جبلة، المحمية بالله تعالى…”
وتُظهر هذه الوثيقة جانبًا مضيئًا من تاريخ الوقف في اليمن، وتعكس اهتمامًا كبيرًا بخدمة القرآن الكريم، ونموذجًا من نماذج الورع والتقوى التي اتصف بها العلماء والوجهاء في ذلك العصر.
ويقول الشيخ صلاح بن علي القادري أحد أحفاد الشيخ القادري إنهم يسعون للحفاظ على هذا الإرث العظيم، وتوثيقه كجزء من التاريخ المحلي والهوية الثقافية اليمنية، مشيرين إلى أن وصية جدهم تمثّل كنزًا علميًا وروحانيًا يستحق التوثيق والنشر.
وتُعد هذه الوصية إحدى الشواهد على الحضور القوي للوقف في الحياة الدينية والعلمية لليمنيين، والحرص الكبير على تعليم القرآن الكريم وتحفيظه للأجيال في بيوت الله، في تقليد متجذر استمر لقرون.
تعليقات الفيس بوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news