ناصر محفوظ بحاح

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 134 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ناصر محفوظ بحاح

(بحّاح) كان يجلس آخر ما لقيته عندما كنت ألقاه، ينتظر حلاق “الزعفران” ليقص شعره، يدخن ويستلهم أجواء الزعفران… كعادتي النزقة أحيانًا نطقت:

سقط الحصان مضرجًا بقصيدتي… وأنا سقطت مضرجًا بدم الحصان.!!

نفخ دخان سيجارته وقال بحكمة: الشعر بحر ليس له قرار.

ناصر محفوظ بحّاح، الأديب، الشاعر، الإعلامي، المذيع الشهير، الذي عاصر أحداثًا ولم تمكنها من عصره.. هو وجهاد لطفي ناجيان من مذبحة الإعلاميين التي تلت أحداث 13 يناير المؤسفة.

حكى لي منذ زمن، ونحن نتعشى في مطعم “العامر”، حكاية كأنها في ذهني من أساطير الخيال العلمي، يوم أخذته عنوة فرقة دورية عسكرية مدججة بالسلاح أواخر أحداث يناير إلى مطرح نحو البريقة، حيث تقع أنتِنات أو إيرلات وأعمدة البث الإذاعي، وأدخلوه غرفة مجهزة بميكروفونات الإذاعة.. وبدون كلام قالوا: “انتظر لتقرأ بيانًا هامًا من هنا”، ولم يدرِ ما يقول أو يفعل.. وبعد وقت، أفرجوا عنه بلا بيان ولا قراءة.!!

هذه الحكاية جديرة بأن يرويها صاحبها بتفاصيلها، فهو أقدر مني وأعلم مني.. وهو كما نقول نحن العدنيين: “صاحب العنية”.

ناصر بحّاح كان من صُلب صداقات عمري، في كل ما يمرّ بالمرء من تجارب وتقلبات، نشترك في أشياء كثيرة معًا، وأزعم أنه يفهمني كما أنا أفهمه، وربما أكثر.. نحن كما يُقال من “بتوع الليل وآخره”.!!

نحب “السانت بولي جيرل” و”موكامبو” و”بانوراما الروك هوتيل” لدرجة اشتراك شبه شهري.. وفي عملي، أشهد للرفيق ناصر بأنه كان خير عون لي عندما كنت رئيسًا لاتحاد الأدباء في عدن، بل لعله كان أجدر مني بالرئاسة.!!

وفي عمله الثقافي البديع، ككل أعماله، كان خير من قدّم روايتي “السمّار الثلاثة” في قالب تداخله الدراما مع الحوار، وأشياء كثيرة كان لي نصيب مشاركتها، ليس هنا مجال ذكرها..

وأصدر ناصر بحّاح كما علمت ديوان شعر، لم يسعدني الحظ بالاطلاع عليه أو الحصول على نسخة منه، ولا أعرف سر تقاطع تلاقينا أنا وهو، وقد كنا نلتقي يوميًا، كل يوم وبلا انقطاع، أمرّ لبيته لأخذه بسيارتي، أو يمرّ بي لنخرج.. وحتى انقطاع المراسلة، ضاق بها الكون على اتساع رحابته… وأيضًا لا أدري سبب ذلك.!!

ناصر بحّاح من أفصح الناطقين باللغة العربية، وأعلمهم بقواعدها، وأدراهم بفك شفراتها.. وبين أصوات المذيعين، ما شاء الله عليه من الحسد، هو من أقوى طبقات وتلاوين الأصوات التي ترقى بلا جدال إلى أرقى المراتب.

وفي عهدنا الأخير، كان، وكنت مثله، نشكو من استفراد الأمراض، المشكلة من كل صنف، لتعصف بنا… ولعلي أجرؤ على القول بأنها عين أصابتنا… أو هي عدن التي أعيتنا… أم نحن أمرضناها بأدوائنا… وأعييناها؟؟

أحلم… ولعلك مثلي تحلم، فنحن البسطاء بسيطة أحلامنا كبساطتنا، أن نخرج مع أصحابنا وشلة “البانوراما الروك هوتيل”، ونأخذ معنا “سبارنا” إلى الغدير أو أبو الوادي أو كود النمر أو وات إيفر، حيثما تأخذنا خطانا في عالمنا الكئيب… وما دمنا نحلم، فليس على الأحلام جمارك، لأنها معفاة من الجمرك، تمامًا مثلما كان مطار عدن أيام ما كان مطارًا دوليًا.

يا ناصر، أنا أحرص الناس على الصداقة… والحرص على صديق واحد قديم، ربما أفضل من كسب مئة جديد… وصدقني، والله، إني حريص على صداقتنا بقدر حرصي على الكلمات والمعاني.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

قرار سعودي مفاجئ يصعق الانتقالي في عدن

الحدث اليوم | 1192 قراءة 

تجميد وديعة سعودية قبيل إيداعها للبنك المركزي اليمني.. وتحرك عاجل لرئيس الوزراء “بن بريك”

المشهد اليمني | 861 قراءة 

واشنطن تربك حسابات قمة الدوحة بتحرك سياسي مفاجئ من تل أبيب

المرصد برس | 838 قراءة 

تحركات سعودية عاجلة ومكثفة لاحتواء خلافات مجلس القيادة الرئاسي 

يمن فويس | 705 قراءة 

من استقبلهم؟ رشاد العليمي وسلطان العرادة يصلون الدوحة للمشاركة في القمة العربية الإسلامية الطارئة

عدن نيوز | 628 قراءة 

شروط سعودية جديدة لتقديم الوديعة

العاصفة نيوز | 604 قراءة 

البنك المركزي يجدول رواتب الموظفين المتأخرة ومصادر تكشف الآلية

نافذة اليمن | 596 قراءة 

روسيا تحت الهجوم و تشتعل بالمسيرات ..

موقع الأول | 502 قراءة 

الشوافي يكشف عن موعد حالة ماطرة على اليمن ونسبة تغطية الامطار للمحافظات بهذا الموعد

التغيير برس | 471 قراءة 

قرارات غير مسبوقة.. البيان الختامي لقمة الدوحة بشأن العدوان الإسرائيلي على قطر

المشهد اليمني | 467 قراءة