كيف يموت أبي جائعًا في بلد الخيرات؟

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 72 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف يموت أبي جائعًا في بلد الخيرات؟

كيف يموت أبي جائعًا في بلد الخيرات؟

قبل 6 دقيقة

مات جائعًا على رصيفٍ بارد، في مدينةٍ تتدفق زكاتها بأربعة عشر مليارًا كل عام. لم يكن يطلب الكثير، فقط لقمةً تبقيه على قيد الحياة، لكنه سقط منهكًا قبل أن تمتد إليه يد العطاء. مرّ المارة بجانبه، بعضهم ألقى نظرةً عابرة، وآخرون أشاحوا بوجوههم كأن الجوع معدٍ، كأن الفقر وصمةُ عارٍ يجب تجنبها

.

إلى جواره جلس طفله الصغير، بالكاد يفهم معنى الموت، لكنه شعر ببرودةِ يدِ أبيه، بنداءِ جوعه الذي لم يجبه أحد. هزّه برفق، همس بصوتٍ مرتجف: "أبي، استيقظ، أرجوك... أنا جائع!" لكن الأب لم يستجب، لم يتحرك، لم يفتح عينيه ليطمئنه أن كل شيء سيكون بخير.

والشرعيه بالفنادق الفاخرة تضجّ بالولائم العامرة، حيث تستلقي "الشرعية" على أسِرّةٍ وثيرة، تتحدث عن الوطن فيما تنعم بأطباقٍ من كل الأصناف، تصرف الملايين على الإقامات الفاخرة، والمآدب العامرة، بينما على بعد بضعة شوارع، يموت رجلٌ على الرصيف، وبجواره طفلٌ ينتظر معجزةً لن تأتي..

أما في تعز، فكانت "المقاومة الوطنية" مشغولةً بجمع الإتاوات، تنهب باسم الوطن، وتبتلع باسم الثورة، غير آبهةٍ بجوع من حملوا السلاح يومًا دفاعًا عن أرضٍ لم تعد تتسع لهم.

فلم يكن الأب يعرف شيئًا عن المؤتمرات الفاخرة، ولا عن الأموال التي تتدفق في حساباتٍ لم يملك يومًا حسابًا شبيهًا بها، كان يعرف فقط أن الجوع قاتل، وأن ابنه جائع، وكان أمله الأخير أن يجد من يسد رمقه، لكنه وجد أن المدينة رغم غناها، كانت أكثر قسوةً من الجوع نفسه.

في الصباح، وجدوا جثته باردة، وطفله ما زال جالسًا إلى جواره، عيناه لا تزالان تبحثان عن إجابة: لماذا؟..

وكيف يموت أبي جائعًا في مدينةٍ تتدفق فيها المليارات؟ 

كيف ينهار جسده المنهك على رصيفٍ بارد، بينما تتكدس موائدٌ عامرةٌ بأطايب الطعام في قصورٍ بعيدة؟.

كيف يموت أبي وحيدًا، بينما يتزاحم اللصوص على تقاسم الوطن؟ 

كيف يسقط دون أن تمتد إليه يد، دون أن يسأل عنه أحد، وكأنه لم يكن هنا يومًا؟..

كيف يموت أبي في وطنٍ ضاعت شرعيته، سرقته غربان الحرب، وباعته النخاسة السياسية؟ 

كيف يصبح جوعه مشهدًا عابرًا، يثير الشفقة للحظة، ثم يُنسى كما لو لم يكن إنسانًا؟..

كيف يموت أبي، وأنا إلى جواره، أرتجف من الجوع والخوف، أناديه ولا يجيب؟ كيف أبكيه، ولا أحد يسمع، ولا أحد يبالي؟..

كيف تموت  يابي والإنسانية كانت  سابقا واليوم يموت الجائعين فيك ؟.. كيف يموت ابي جائعًا في مدينةٍ تفيض بالخيرات؟!.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:وصول قائد عسكري بارز بالانتقالي لحضرموت استعدادا للمواجهة ويتوعد بالوصول الى هذه المجافظة

كريتر سكاي | 499 قراءة 

البيض يكشف سبب التحشيد العسكري والانفجار الوشيك في حصرموت

كريتر سكاي | 453 قراءة 

أول قيادي في حضرموت يعلن استقالته احتجاجًا على تصعيد الانتقالي

بوابتي | 412 قراءة 

عن حضرموت... هذا رأينا بصراحة،وإن غضب البعض!

موقع الأول | 398 قراءة 

تصعيد خطير في حضرموت.. بالفيديو وصول قائد عسكري بارز بالانتقالي لحضرموت استعدادا للمواجهة ويتوعد بالوصول الى محافظة أخرى 

موقع الأول | 346 قراءة 

عاجل / بيان من البحسني : حضرموت أكبر منكم جميعًا… وهذه معركة خاسرة سلفًا

عدن تايم | 310 قراءة 

مقتل شيخ قبلي بارز في صنعاء .. وقبائل خولان وجهم تتداعى لإعلان النكف القبلي

المشهد اليمني | 297 قراءة 

الحو ثي ينفذ عملية اغتيال في مأرب وقبائل خولان تدعو الى الزحف لصنعاء

كريتر سكاي | 262 قراءة 

تحشيد غير مسبوق في حضرموت اليوم الحاسم

كريتر سكاي | 259 قراءة 

لاعب ناد عالمي يثير الجدل بقرار زواجه من ممثلة أفلام إباحية

الوطن العدنية | 198 قراءة