كيف يموت أبي جائعًا في بلد الخيرات؟

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 64 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف يموت أبي جائعًا في بلد الخيرات؟

كيف يموت أبي جائعًا في بلد الخيرات؟

قبل 6 دقيقة

مات جائعًا على رصيفٍ بارد، في مدينةٍ تتدفق زكاتها بأربعة عشر مليارًا كل عام. لم يكن يطلب الكثير، فقط لقمةً تبقيه على قيد الحياة، لكنه سقط منهكًا قبل أن تمتد إليه يد العطاء. مرّ المارة بجانبه، بعضهم ألقى نظرةً عابرة، وآخرون أشاحوا بوجوههم كأن الجوع معدٍ، كأن الفقر وصمةُ عارٍ يجب تجنبها

.

إلى جواره جلس طفله الصغير، بالكاد يفهم معنى الموت، لكنه شعر ببرودةِ يدِ أبيه، بنداءِ جوعه الذي لم يجبه أحد. هزّه برفق، همس بصوتٍ مرتجف: "أبي، استيقظ، أرجوك... أنا جائع!" لكن الأب لم يستجب، لم يتحرك، لم يفتح عينيه ليطمئنه أن كل شيء سيكون بخير.

والشرعيه بالفنادق الفاخرة تضجّ بالولائم العامرة، حيث تستلقي "الشرعية" على أسِرّةٍ وثيرة، تتحدث عن الوطن فيما تنعم بأطباقٍ من كل الأصناف، تصرف الملايين على الإقامات الفاخرة، والمآدب العامرة، بينما على بعد بضعة شوارع، يموت رجلٌ على الرصيف، وبجواره طفلٌ ينتظر معجزةً لن تأتي..

أما في تعز، فكانت "المقاومة الوطنية" مشغولةً بجمع الإتاوات، تنهب باسم الوطن، وتبتلع باسم الثورة، غير آبهةٍ بجوع من حملوا السلاح يومًا دفاعًا عن أرضٍ لم تعد تتسع لهم.

فلم يكن الأب يعرف شيئًا عن المؤتمرات الفاخرة، ولا عن الأموال التي تتدفق في حساباتٍ لم يملك يومًا حسابًا شبيهًا بها، كان يعرف فقط أن الجوع قاتل، وأن ابنه جائع، وكان أمله الأخير أن يجد من يسد رمقه، لكنه وجد أن المدينة رغم غناها، كانت أكثر قسوةً من الجوع نفسه.

في الصباح، وجدوا جثته باردة، وطفله ما زال جالسًا إلى جواره، عيناه لا تزالان تبحثان عن إجابة: لماذا؟..

وكيف يموت أبي جائعًا في مدينةٍ تتدفق فيها المليارات؟ 

كيف ينهار جسده المنهك على رصيفٍ بارد، بينما تتكدس موائدٌ عامرةٌ بأطايب الطعام في قصورٍ بعيدة؟.

كيف يموت أبي وحيدًا، بينما يتزاحم اللصوص على تقاسم الوطن؟ 

كيف يسقط دون أن تمتد إليه يد، دون أن يسأل عنه أحد، وكأنه لم يكن هنا يومًا؟..

كيف يموت أبي في وطنٍ ضاعت شرعيته، سرقته غربان الحرب، وباعته النخاسة السياسية؟ 

كيف يصبح جوعه مشهدًا عابرًا، يثير الشفقة للحظة، ثم يُنسى كما لو لم يكن إنسانًا؟..

كيف يموت أبي، وأنا إلى جواره، أرتجف من الجوع والخوف، أناديه ولا يجيب؟ كيف أبكيه، ولا أحد يسمع، ولا أحد يبالي؟..

كيف تموت  يابي والإنسانية كانت  سابقا واليوم يموت الجائعين فيك ؟.. كيف يموت ابي جائعًا في مدينةٍ تفيض بالخيرات؟!.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القبض على مسئول رفيع يسرّب أسرار العليمي للحوثي

نيوز لاين | 504 قراءة 

من قلب صنعاء إلى مأرب.. انشقاق عسكري كبير يعيد ترتيب المشهد اليمني

نيوز لاين | 416 قراءة 

دولتان تتدخلان في اللحظة الأخيرة لإنقاذ وفد حماس

المرصد برس | 395 قراءة 

روايات مريبة لمصير الرئيس العليمي!

الحدث اليوم | 381 قراءة 

غارات تحوّل مقرات الصحافة في صنعاء إلى مقابر جماعية.. حصيلة جديدة للغارات

نافذة اليمن | 325 قراءة 

عاجل | رئيس الوزراء سالم بن بريك يوقف المقابلات الرسمية حتى إشعار آخر

صحيفة ١٧ يوليو | 295 قراءة 

طائرة حربية عملاقة تحلق بصنعاء !

العربي نيوز | 285 قراءة 

صنعاء توجه دعوة وعرضاً لقطر

الحدث اليوم | 254 قراءة 

الحوثيون يعلنون ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء والجوف إلى 211 قتيلا وجريحا

الموقع بوست | 240 قراءة 

اعلان للجيش الاسرائيلي عن اليمن!

الحدث اليوم | 229 قراءة