في خطوة توثيقية ميدانية تهدف إلى كشف الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في مناطق النزاع، أجرت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان زيارة ميدانية إلى قرى عزلة الأحكوم الواقعة في مديرية حيفان جنوب محافظة تعز، حيث جمعت شهادات مباشرة من سكان المنطقة حول ما تعرضوا له من انتهاكات جسيمة على يد مليشيا الحوثي الإرهابية.
وامتدت الزيارة إلى قرى النجد والجربة والأكبوش والمرابدة والمركز، حيث استمع فريق اللجنة، بقيادة القاضي إشراق المقطري، إلى روايات مؤلمة أدلى بها 64 شخصاً من الضحايا وذويهم، تضمنت شكاوى من قصف عشوائي طال منازلهم ومزارعهم، وأدى إلى خسائر مادية كبيرة، بما في ذلك تدمير مشروع المياه الرئيسي الذي يعود تأسيسه إلى ثمانينات القرن الماضي.
وأكد الشهود أن هذا الاستهداف أدى إلى تدهور معيشتهم اليومية، وانعدام قدرتهم على التنقل وتأمين احتياجاتهم الأساسية.
وفي قرية الأكبوش، وثقت اللجنة مأساة تهجير قسري طالت جميع سكان القرية، والبالغ عددهم 1242 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، أُجبروا على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح.
وأفاد الضحايا بأن المليشيات قامت لاحقاً بنهب منازلهم وتحويل بعضها إلى مواقع عسكرية.
كما استعرض أبناء القرى المستهدفة حجم المعاناة المستمرة جراء القنص والقصف اليومي، والذي طال 12 محلة في العزلة، وأدى إلى تفشي أمراض نفسية وجسدية، خاصة بين النساء والأطفال، نتيجة الخوف المزمن والاضطرابات الناجمة عن العنف المتكرر.
وخلال الزيارة، أجرت اللجنة مقابلات مع خمسة أشخاص تعرضوا للاعتقال التعسفي، وأربعة من ضحايا الألغام الفردية التي زرعتها المليشيات في المناطق الزراعية.
وتم توثيق حرمان المزارعين في قريتي الأكبوش والكعاوش من استغلال أراضيهم منذ عام 2016 نتيجة تفخيخها بالألغام.
وفي مشهد يجسد حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، عاين الفريق آثار القصف الذي دمر المجمع التربوي المكون من أربع مدارس في الأكبوش، والذي كان يخدم طلاب المنطقة ومناطق مجاورة كالمشارقة والمقاطرة، مما حرم مئات الطلاب من حقهم في التعليم.
وفي ختام المهمة، شددت اللجنة على ضرورة وقف كافة أشكال العنف ضد المدنيين وضمان حصولهم على حقوقهم الأساسية، بما في ذلك المياه والتعليم والرعاية الصحية، مؤكدة على حق الضحايا في الإنصاف وجبر الضرر، وعدم تجاهل أوضاعهم الإنسانية الصعبة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news