لا تخوِّنوا أحدًا..!
لكم أن تعلموا أن التخوين سلاح الضعفاء، ولا يسهم في بناء الأوطان، بل يُضعف الثقة ويُعمّق الانقسامات.
دائمًا لدي قناعة أن الأحكام يجب أن تأخذ وقتها، حتى تتقشر لنا الحقيقة وتتكشف وتتضح لنا الرؤية. كم من الأشخاص ظلمناهم بأحكامنا المسبقة المتسرعة؟ كم من القرارات اتخذناها في لحظة ضعف أو غضب وندمنا عليها كثيرًا؟
استخدام خطابات التخوين من قبل بعض الناشطين والإعلاميين بحق شخصيات حضرمية أو غيرها يعكس افتقار للنضج في الحوار وإصرار على أهداف وتوجهات لا تخدم المصلحة العامة.
الرد على هذا النوع من الخطاب يجب أن يكون راقي ومترفع عن مستوى التراشق الكلامي الهابط والإسفاف. فالرقي في الرد يعكس قوة الموقف وسعة الأفق والرغبة في وحدة الصف، وأفضل طريقة للتعامل مع هذه اللغة وأصحابها هي التجاهل والترفع، حفاظًا على وحدة الصف وتعزيزًا لروح الاحترام المتبادل.
أولئك الذين اتخذوا الشتم والاتهام والتخوين سبيلًا عليهم أن يتذكروا قول الحق عز وجل في سورة الزخرف: *"سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ"* ، وعليهم أن يتركوا المعاندة ويعودوا إلى الصواب، لأن لغة الهدم لا تُبني الأوطان.
ختامًا، ومما أريد قوله باختصار، علينا أن نُفكر ونُفكر بموضوعية بعيدًا عن تشويهات القيل والقال والشيطنة والتخوين.
يجب علينا جميعًا أن نترك أي نزعات عاطفية تتحكم في توجهاتنا ومواقفنا، وأن نعود أنفسنا على ثقافة تقبّل الآخر، والانفتاح على كل الآراء والتوجهات، ونترك مساحة للعقول لتتخاطب وتتحاور.
لماذا نُسلِّم عقولنا للآخرين ليفكروا لنا ويقدموا لنا أفكارهم وخلافاتهم وأخطائهم ومصالحهم لنحملها عنهم وندافع عنها، ونجعلها قيودًا وسجونًا وحدودًا لا نتجاوزها؟
لماذا؟
#محمد_النود
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news