وجّه السياسي العدني عبدالكريم قاسم انتقادات حادة لتشكيل ما يُعرف بـ”مجلس شيوخ الجنوب العربي”، الذي أعلنه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، معتبراً أن الخطوة لا تخدم القضية الجنوبية، بل تضيف مزيدًا من التعقيد إلى المشهد السياسي.
وفي بيان نشره على صفحته، قال قاسم: “منذ انطلاق الحوارات الجنوبية في 2007 وحتى تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع، كنت أرى أن قضية الجنوب لا يمكن اختزالها في تشكيل مكونات سياسية فقط، بل يجب أن تُبنى على تمثيل وطني جنوبي يبدأ من القرى والمراكز والمحافظات، ويشمل الجميع، بما فيهم السلاطين والمشايخ، وفقًا لاختيار الناس لهم”.
وأشار إلى أن طرحه كان يُقابل بالرفض في السابق، تحت ذريعة أن الثورة لا تحتاج إلى تمثيل وطني بل إلى كيان ثوري يحمل القضية سياسياً، مؤكدًا أن المجلس المُعلن من قبل الزبيدي يفتقد للمهمة الواضحة، ويقوم على تمثيل انتقائي لا يعكس حقيقة الشارع الجنوبي.
وأضاف السياسي العدني: “سلاطين الجنوب العربي قامت على أنقاضهم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي يفترض أن هدف الحراك الجنوبي هو استعادتها، وهي التي أسست دولة المواطنة المتساوية بعد أن أنهت أنظمة السلطَنات والمشيخات”.
ودعا عبدالكريم قاسم رئيس المجلس الانتقالي إلى مراجعة قراره، والعودة إلى ما وصفه بـ”جادة الحق”، مشددًا على أن المجلس الانتقالي ومجلس الشيوخ ليسا مخوّلين بتمثيل القضية الجنوبية، وأن التمثيل الحقيقي يجب أن يكون من حق المواطنين الجنوبيين وحدهم، عبر اختيار من يمثلهم بإرادتهم، لا عبر الانتقاء الفوقي.
وختم بالقول: “ليس من حق أحد أن يتحدث باسم الجنوب ويقود قضيته دون قناعة ورضا شعبه”، مؤكدًا أن الجنوب بحاجة إلى مشروع وطني جامع وشامل يعبّر عن الجميع دون استثناء أو إقصاء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news