في ظل تصاعد الخطاب الديني المتشدد، باتت مساجد محافظة شبوة ساحة لصراع مذهبي، حيث تتزايد التقارير عن استيلاء جماعات سلفية متطرفة على منابر المساجد، ونشر أفكارها تحت مسميات مختلفة مثل أهل السنة، وأهل الحديث، وأهل الدعوة، في محاولة لطمس المذهب الشافعي السائد في المنطقة.
وتشهد مساجد شبوة حملة منظمة من قبل أتباع التيار السلفي المتشدد، الذي يتبنى أفكاراً وهابية متطرفة، مستندين إلى منهج ابن تيمية وتيارات حجورية وهابية، وفقاً لمصادر محلية. وقد اتهم نشطاء وأئمة مساجد هذه الجماعات بـ”تسميم عقول الشباب” عبر خطاب تحريضي يستهدف المذهب الشافعي، ويروج لفكر تكفيري يفتقد إلى المرجعية الدينية المعتدلة.
وأكد أحد أئمة المساجد في شبوة طلب عدم الكشف عن اسمهض “ما يحدث هو حرب على هويتنا الدينية، فتحت شعارات براقة، يتم استبدال خطباء المساجد بأشخاص ينتمون إلى التيار الحجوري، ويدعون إلى أفكار متشددة تتناقض مع تعاليم الإسلام الوسطي”.
وأضاف المصدر أن هذه الجماعات تعتمد على التمويل الخارجي، مستغلة الظروف الاقتصادية الصعبة لتجنيد الشباب، مستخدمة أساليب الترهيب والتكفير ضد مخالفيها.
وحذرت مصادر دينية وأكاديمية من استمرار هذا التوجه، مؤكدة أن انتشار الفكر المتشدد سيؤدي إلى تفكك النسيج الاجتماعي وزيادة العنف تحت مبررات دينية. ودعوا الجهات الرسمية والمجتمع المدني إلى التصدي لهذه الظاهرة، وحماية المساجد من تحويلها إلى منصات للصراع المذهبي.
في الوقت الذي تزداد فيه حدة الخطاب المتطرف، يطالب أهالي شبوة بتحرك عاجل من الحكومة والمؤسسات الدينية لاستعادة المساجد من سيطرة المتشددين، وإعادة الأئمة المعتدلين، وحماية الشباب من الأفكار التي تهدد السلم الأهلي.
يشار الى أن انتشار التيارات السلفية المتشددة في شبوة خطراً داهماً على التعايش المجتمعي، مما يتطلب مواجهة فكرية وقانونية عاجلة قبل أن تتحول المساجد من دور عبادة إلى بؤر للفتنة والتطرف.
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news