في الوقت الذي تحل فيه الذكرى العاشرة لانطلاقة «عاصفة الحزم»، وتحرير عدن تتزامن هذه المناسبة مع تصاعد الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على الملاحة في البحر الأحمر، مما يبرز من جديد الأهمية الحاسمة لتحرير الحديدة.
وتؤكد الأحداث الجارية أن تحرير هذه المدينة الاستراتيجية كان كفيلاً بالحد من هذا التهديد المتفاقم، لكن تدخل المجتمع الدولي واتفاق ستوكهولم في أواخر عام 2018 أوقف تلك الجهود، تاركاً المنطقة تواجه تحديات أمنية مستمرة.
لقد مرت عشر سنوات منذ أن بدأت «
عاصفة الحزم
» في 26 مارس 2015، وهي العملية التي غيرت معالم الوضع في اليمن بشكل جذري.
واستطاعت هذه الحملة، التي قادتها السعودية بدعم من الإمارات، أن تعيد السيطرة على مناطق واسعة كانت قد سقطت في قبضة الحوثيين، بدءاً من مأرب وعدن، وصولاً إلى المحافظات الجنوبية والساحل الغربي وأطراف مدينة الحديدة.
ولم تقتصر الإنجازات على استعادة الأراضي فحسب، بل شكلت حائلاً أمام طموحات المشروع الإيراني الذي كان يهدد أمن الجزيرة العربية.
ويرى المحللون السياسيون أن المراحل التي مرت بها هذه العملية عكست رؤية مدروسة للتعامل مع تطورات الأحداث على الساحات المحلية والإقليمية والدولية.
فقد نجح التحالف العربي في تحقيق تقدم ملموس، حيث تم تحرير جنوب اليمن والاقتراب من تعز ومأرب والساحل الغربي، مما أثبت قدرة العمليات العسكرية على تغيير المعادلة على الأرض.
ومع ذلك، لم تكن عاصفة الحزم مجرد جهد عسكري، بل امتدت لتشمل مبادرات سياسية وإنسانية، حيث عمل التحالف على تعزيز مؤسسات الشرعية وسعى لإيجاد حلول سلمية رغم التعنت الحوثي الذي أعاق تلك المساعي.
من جانبه، يؤكد العميد عبدالرحمن الربيعي، الخبير في الشؤون العسكرية، أن الدعم الذي قدمه التحالف، سواء عبر العمليات البرية أو الإسناد الجوي، كان حاسماً في تحقيق انتصارات كبيرة.
فقد تمكن التحالف من استعادة محافظات جنوبية وشرقية والوصول إلى مشارف صنعاء، مما عزز الآمال في استعادة الدولة اليمنية.
ويضيف الربيعي أن الجهود العسكرية استمرت حتى عام 2021، قبل أن تتحول الأولويات نحو الحلول السياسية التي واجهت عقبات عديدة بسبب رفض الحوثيين للتعاون.
اليوم، ومع استمرار التهديدات الحوثية التي توسعت لتشمل البحر الأحمر، تظهر عاصفة الحزم كشاهد على أن الصراع في اليمن ليس مجرد مواجهة عابرة، بل اختبار طويل الأمد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقد أظهرت هذه العملية مرونة كبيرة في التوافق مع المتغيرات، حيث انتقلت من تحقيق الأهداف العسكرية إلى دعم الجهود السياسية لإعادة بناء الدولة، بينما يبقى الأمل معلقاً على استمرار التحالف العربي في دعم الشرعية حتى يتم القضاء على الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة بشكل كامل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news