الدراما اليمنية في رمضان.. إقصاء لثورتي سبتمبر وأكتوبر في لحظة مصيرية (تقرير)

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 43 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الدراما اليمنية في رمضان.. إقصاء لثورتي سبتمبر وأكتوبر في لحظة مصيرية (تقرير)

أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” عميد المهيوبي:

تنفق القنوات وشركات الإنتاج اليمنية ملايين الدولارات على مسلسلات تلفزيونية تُعرض خلال الموسم الرمضاني، غير أن هذه المسلسلات تظل بعيدة عن التاريخ اليمني وثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.

وإن كانت بعض المسلسلات اليمنية تتناول قضايا تعالج مشكلات اجتماعية مهمة إلا أن المرحلة الحالية تتطلب دراما داعمة لجهود استعادة الدولة من قبضة جماعة الحوثي التي ينظر لها بأنها النسخة الجديدة للإمامة في اليمن، خاصة بعد أن أظهرت عدائها لثورة 26 سبتمبر 1962.

في هذا التقرير يناقش “يمن ديلي نيوز” أسباب غياب ثورة 26 سبتمبر ضد النظام الامامي وثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني من الدراما اليمنية والحلول الممكنة لمعالجة هذا الغياب في الانتاجات القادمة.

قوى إمامية وتغلغل ثقافي

يقول الممثل اليمني نور الدين الأصبحي في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”، إن غياب الرقابة على القنوات وشركات الإنتاج، إلى جانب تهميش الفنانين، أسهم في تحويل الدراما اليمنية إلى مجرد أداة تجارية تخدم مصالح شركات الإنتاج، التي تركز على الربح المادي على حساب جودة المحتوى الفني، دون مراعاة الرسالة أو القيمة الفنية.

وأضاف الأصبحي لـ”يمن ديلي نيوز”: “غياب الأعمال الوطنية يرجع بشكل رئيسي إلى وجود أيادٍ إمامية خفية تسيطر على المشهد الثقافي اليمني، وتعمل على منع إنتاج مثل هذه الأعمال”.

وذكر أن ما وصفتها بـ “القوى الإمامية” أعادت تنظيم صفوفها منذ السبعينيات، مما مكّنها من التغلغل في المؤسسات الثقافية والفنية، حتى أصبح العديد من أفرادها مسؤولين عن كتابة تاريخ الثورة، ما أدى إلى تشويه الحقائق التاريخية، وسط غياب دور الدولة في كبح هذا التزييف.

وقال: “عدم وعي القائمين على الدراما اليمنية بحجم المؤامرات التي تعرضت لها الثورة اليمنية يشكّل عائقًا كبيرًا أمام إنتاج أعمال توثق نضال الشعب اليمني وتضحياته”.

وأضاف: “حتى الآن، لم يتم إنتاج أي عمل درامي يمني يوثق نضالات الشعب بأسلوب دقيق، مشيرًا إلى أن الفيلم المصري الذي تناول الثورة اليمنية كان إنتاجًا مصريًا بالكامل، دون مشاركة يمنية تُذكر”.

وأوضح أن إنتاج مسلسل درامي عن الثورة اليمنية يتطلب إمكانيات ضخمة لتوفير مستلزمات الحقبة التاريخية، مثل الملابس، المقتنيات، الأسلحة، العربات، الخيول، والأماكن التاريخية المناسبة للتصوير.

وتابع: “كما يتطلب نصًا دقيقًا يخلو من الأخطاء أو التلاعب، وفريق عمل كبيرًا من نجوم التمثيل، مع جهود ضخمة لا يمكن أن تتحقق إلا برعاية الدولة”.

ونوه إلى أن “إنتاج مسلسل بسيط مثل السيتكوم، الذي يُصور داخل منزل، تصل تكلفته إلى أكثر من 300 ألف دولار، فكيف بالأعمال التاريخية التي تحتاج إلى إمكانيات هائلة؟”.

وبحسب الفنان الأصبحي، فإن غياب الدولة عن دعم الفن والمسرح يفسح المجال أمام إنتاج أعمال مشوهة ورديئة تتلاعب بالتاريخ والمحتوى، مؤكداً أن توثيق تلك الحقبة يتطلب تفاصيل دقيقة تشمل “المنازل، السجون، الأسواق، المدارس، والمعالم التاريخية”، وهي إمكانيات لا يمكن توفيرها إلا من قبل الدولة.

ودعا الفنان اليمني الأصبحي الدولة إلى لعب دور محوري في دعم الفن والمسرح لتوثيق الحقبات التاريخية التي عانى فيها الشعب اليمني من القهر والاضطهاد، محذرًا من خطورة استمرار هذا الغياب على الهوية الوطنية.

أبرز التحديات

من جهته، قال المخرج “أحمد جبارة” إن غياب دور وزارة الثقافة ومؤسساتها عن الحياة الثقافية، وعدم إبراز دورها في صناعة الوعي والاحتفاء بالمناسبات الوطنية، بالإضافة إلى غياب الرقابة والمسؤولية على وسائل الإعلام المرئية، وتحييد الدراما تمامًا عن المعركة الوطنية، كلها عوامل رئيسية أسهمت في تغافل الدراما اليمنية عن تجسيد روح الثورة.

وأضاف في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: “المشكلة الحقيقية ليست في افتقار الساحة الأدبية إلى النصوص التي تجسد روح القضية، بل في غياب الدور الحكومي منذ القدم في تبني الأعمال المسرحية الوطنية”.

وشدد على أن ثورتي سبتمبر وأكتوبر كانتا حاضرتين بقوة في الإنتاجات الأدبية والنصوص المسرحية لكثير من الكتاب اليمنيين، مثل محمد الشرفي، وعبدالله العمري، وعبدالله المسيبلي، وعبد الكافي محمد سعيد، والحاتمي، والهيثمي، والجنفدي، والأسدي.

وأشار إلى أن القضية الوطنية موجودة حتى في نصوص العديد من كتاب الدراما التقدميين، لكن المشكلة تكمن في غياب المسؤولية الوطنية لدى المؤسسات الحكومية في تبني هذه الأعمال وتقديمها.

ولفت إلى أننا اليوم بأمسّ الحاجة إلى توعية الأجيال بأهمية الثورة، ودورها في النهوض والتقدم، وترسيخ أهدافها في نفوسهم، في ظل غياب أي خطط أو برامج لإنتاج أو تبني مسلسلات أو عروض مسرحية أو كتابات عن ثورة سبتمبر.

ونوه إلى وجود تجارب ناجحة في التلفزيون والمسرح اليمني، مثل “مسرحية موتي بلا أكفان، ومسلسل الفجر، ومسرحية الشمعة”، التي قدمت صورة عن الواقع قبل الثورة، لكن لم يتم الاستمرار في مثل هذه الأعمال.

وتابع: “لو انتهجت الدراما اليمنية نهج مصر في مجال الإنتاج الدرامي واستفادت من تجربتهم، وقمنا بتجسيد الثورة عبر الدراما، لعرفنا عن ثورتنا وأهدافها الكثير، وارتبطنا بها ارتباطًا وثيقًا، مما سيدفع جميع أبناء اليمن للحفاظ عليها وعلى مكتسباتها”.

الحلول المناسبة

أما عن الحلول الممكنة لتحسين دور الدراما في تبني أعمال تجسد روح الثورة، فيقول المخرج اليمني جبارة: “نحن بحاجة إلى وزارة ثقافة فاعلة وحقيقية، تمتلك برامج وخططًا سنوية، تعمل على تشجيع الأدباء والكتاب والفنانين، وتمكينهم من تقديم رؤاهم وأفكارهم وإبداعاتهم بحرية”.

وأضاف: “الإعلام اليمني بحاجة إلى رقابة ومتابعة شعبية وجماهيرية وحكومية، ومحاسبة المؤسسات الثقافية والفنية واتحاد الأدباء والكتاب ونقابة الفنانين، وكذلك شركات الإنتاج والقنوات التلفزيونية والإذاعية على دورها في تقديم محتوى يخدم المجتمع”.

كما دعا إلى “إطلاق مسابقات درامية للإنتاج الوطني بمختلف أشكاله، سواء المسرحي، الإذاعي، التلفزيوني، أو السينمائي، وتفعيل الأنشطة الفنية والثقافية في المدارس والجامعات والأندية الرياضية، مع تقديم الدعم والجوائز للمواهب”.

وفي حديثه مع “يمن ديلي نيوز”، ناشد المخرج جبارة الحكومة والسلطات المحلية والمؤسسات الثقافية والفنية، بالاهتمام بالدراما الوطنية والعمل على ترسيخ الثورة في نفوس الأجيال.

المعركة الثقافية

وفي هذا السياق، شدد وكيل وزارة الثقافة والسياحة في تعز “عبد الهادي العزعزي” على أهمية الدور الحكومي في المعركة الثقافية، باعتبارها الأساس لتعزيز الهوية الوطنية، والقوة الدافعة الرئيسية لاستعادة الدولة، والحفاظ على النظام السياسي، وإسقاط الانقلاب.

وقال العزعزي، في حديثه مع “يمن ديلي نيوز”، إن تحقيق هذا الهدف يتطلب خلق حالة من الالتفاف الشعبي القوي والمتماسك، من خلال خطاب سياسي وثقافي ذي أبعاد أيديولوجية واضحة، قائم على الهوية الوطنية للنظام السياسي اليمني.

وأضاف أن وضوح الخطاب الفكري والثقافي الشامل يسهم في تحقيق إجماع وطني متماسك، مما يمهد الطريق لإدماج المجتمع في المعركة الفكرية والثقافية والسياسية والعسكرية.

وأشار إلى أهمية العمل الثقافي بمختلف أشكاله، من المسرح والسينما إلى الدراما التلفزيونية والإذاعية، ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، لتحقيق أهداف موحدة تنبثق من الهوية الوطنية ذات المرجعية الفكرية والفلسفية.

واختتم حديثه بالقول: “هناك تقصير كبير في هذا الجانب، رغم أهمية المعركة وحجمها، مما يتطلب إدارة سياسية وثقافية ذات كفاءة عالية، قادرة على إشراك المجتمع بأكبر قدر ممكن لتعظيم القوة اللازمة لحسم المعركة، وتقليل الخسائر التي يتحملها المجتمع حاليًا ومستقبلًا”.

مهمة في وعي الشعوب

وتعتبر الدراما التلفزيونية أحد أبرز الأدوات الثقافية المؤثرة في تشكيل الوعي الجمعي وترسيخ الهوية الوطنية، خاصة في المجتمعات التي تواجه تحديات سياسية واجتماعية.

في اليمن، تكتسب هذه الأهمية بعداً إضافياً في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد، حيث تتواصل معركة استعادة الدولة وإعادة الاعتبار للثوابت الوطنية، وعلى رأسها ثورتا 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963.

وعلى الرغم من ضخامة الإنتاج الدرامي اليمني خلال المواسم الرمضانية، إلا أن هذه الأعمال غالبًا ما تركز على القضايا الاجتماعية البسيطة، متجاهلة الأحداث التاريخية المفصلية التي شكلت الهوية الوطنية.

ورغم حاجة المجتمع اليمني إلى دراما تعزز قيم الثورة والحرية، إلا أن الدراما اليمنية لم تقدم حتى الآن أي عمل يوثق بشكل دقيق نضال الشعب ضد النظام الإمامي والاحتلال البريطاني.

في ظل استمرار غياب هذا النوع من الإنتاجات، يبرز التساؤل حول دور الدولة والجهات الثقافية والإعلامية في إعادة الاعتبار للدراما كأداة لمواجهة محاولات طمس الهوية الوطنية وتشويه التاريخ.

مرتبط

الوسوم

الدراما اليمنية

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بعد مغادرته للعاصمة عدن بصورة مفاجئة...مصدر سياسي يصدم الجميع ويكشف سبب سفر الرئيس العليمي الى الرياض "شاهد"

جهينة يمن | 1237 قراءة 

عاجل : في تطور خطير...التصدي لصاروخ حو ثي فوق سماء السعودية الان

جهينة يمن | 1158 قراءة 

عاجل : الحو ثيين يعلنون القيام بهذا الامر الليلة

كريتر سكاي | 768 قراءة 

عاجل:الحو ثيين يعلنون شن هجوم كبير

كريتر سكاي | 671 قراءة 

هروب قيادات الحوثي من مطار صنعاء والحكومة تبشر الشعب ببداية النهاية وتكشف تفاصيل لأول مرة

نافذة اليمن | 623 قراءة 

الكشف عن هوية القيادي الحو ثي الذي اعلنت أمريكا اغتياله امام منزل عشيقته

جهينة يمن | 585 قراءة 

عاجل: الطيران يقصف الان جهة مطار الحديدة بقنابل ارتجاجية

كريتر سكاي | 562 قراءة 

ضربة اقتصادية للحوثي (إنفوجراف)

المشهد العربي | 464 قراءة 

طالت مواقع حوثية – ايرانية استراتيجية لأول مرة.. الغارات الامريكية تدخل مرحلة "كسر العظم" في استهدافها للحوثيين باليمن

المنتصف نت | 444 قراءة 

68 مليون دولار حوالات إسرائيلية لليمن تثير التساؤلات.

موقع الجنوب اليمني | 385 قراءة