معركة السعودية الجديدة مع الحوثيين
بقلم/ علي عبدالإله سلام
ظلت السعودية في عداء ظاهري على مدى ٥ سنوات مع جماعة الحوثي منذ إنطلاق عاصفة الحزم في ٢٠١٥ بالرغم من الزيارات التي كانت تنعقد بشكل سري مع الجماعة وهذا مالا يدركه عامة الناس حتى أتت الزيارة الرسمية بوفد رسمي قاده سفير السعودية لليمن آل جابر في منتصف إبريل ٢٠٢٣.
مثّل هذا الصراع جزءًا من التنافس السعودي-الإيراني على النفوذ في المنطقة، حيث يُنظر إلى الحوثيين كأداة إيرانية لزعزعة استقرار الخليج.
ولهذا خاضت السعودية معركة طويلة الأمد مع جماعة الحوثي في اليمن، عندما قادت الرياض تحالفًا عسكريًا يضم الإمارات وعدة دول عربية، ونفذت عمليات جوية وبرية واسعة ضد الحوثيين لدعم الحكومة اليمنية الشرعية ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
إلا أن الحوثيون استهدفوا المملكة بصواريخ وطائرات مسيّرة، مما جعل السعودية ترى فيهم تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. هذه الهجمات طالت المنشآت النفطية والبنية التحتية في السعودية. ومع مطلع العام ٢٠٢٠ قلت خطاب السعودية تجاه جماعة الحوثي بعد إطلاق هاشتاج تحدث به وزير الخارجية الأسبق عادل الجبير #الحوثيين_جيراننا صنع ذلك فارق كبير في ترحيب الحوثيين بهذا الشيء والتوصل إلى هدنة واتفاقات سلام، إلا أن قليل من التصعيد كان لا يزال قائمًا.
ومع الهجمات التي شنتها إدارة ترامب وقبلها إسرائيل إلتزمت السعودية وحلفاءها في التحالف العربي الصمت وعدم إبداء أي تعارض مع مايحدث سواءا بشكل إيجابي أو سلبي وأخذت المنحى الإنساني من خلال دعم الجهات العسكرية والمدنية بمشاريع إنسانية طارئة من خلال توزيع السلل الغذائية أو حتى إعادة تموضع لبعض التشكيلات العسكرية في مناطق الشرعية المعترف بها دوليًا.
وللصمت أسباب جوهرية خوفا من تصعيد جديد يتم استهداف المنشآت النفطية السعودية والذي أثر بشكل رئيسي على الأسواق العالمية وزاد من المخاوف بشأن استقرار الطاقة.
وكما أن لصمت السعودية سبب جوهري أيضا هناك سبب جوهري لعدم تصعيد جماعة الخوثي في الحرب ضد دول الخليج وهو تقديم حلول مؤقته في حل الأزمة الإنسانية في اليمن، مما يقلل الضغوط المحلية على الخوثي لإنهاء النزاع.
تبقى المعركة بين السعودية والحوثيين محورية في مستقبل اليمن وأمن الخليج. ورغم المحاولات الدبلوماسية، فإن الحل النهائي يعتمد على مدى استعداد الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل إلى تسوية سياسية تنهي سنوات من العنف وعدم الاستقرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news