حوثيون يرسخون تحصيناتهم في صعدة: منشآت عسكرية محصنة وسط تصاعد الضربات الجوية

في ظل تصاعد الضغوط العسكرية الدولية، خاصةً من الولايات المتحدة وبريطانيا، يواجه الحوثيون تحديات كبيرة في مواجهة ضربات جوية استهدفت تحصيناتها في معقلها الأساسي بمحافظة صعدة. لقد تم تكثيف النشاط العسكري بشكل لافت في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، في محاولة لتأمين الجبهة الداخلية للجماعة ضد الهجمات المحتملة.

حسب تقارير إعلامية يمنية، قام الحوثيون بتوسيع قاعدة عملياتهم العسكرية في محافظة صعدة من خلال بناء وتجهيز العديد من المنشآت العسكرية واللوجستية تحت الأرض، مستفيدين من التضاريس الجبلية الوعرة التي تتيح لهم تخزين الأسلحة وإقامة مراكز قيادة محصنة. ومن بين هذه التحصينات، تم تخصيص مديرية كتاف- البقع كأحد أهم المواقع العسكرية، حيث أقيمت قواعد عسكرية متقدمة تحتوي على مخابئ تحت الأرض ومرافق لوجستية متطورة.

وقد كشفت صور الأقمار الصناعية عن وجود 3 قواعد رئيسية في المرتفعات الجبلية القريبة من الحدود السعودية، وقد تم تحصين هذه المنشآت لتكون بمثابة نقاط انطلاق للمقاتلين الحوثيين، إلى جانب استخدامها كمراكز لتوجيه العمليات العسكرية داخل وخارج اليمن. ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن عمليات البناء والتوسع في هذه المنشآت كانت متسارعة، إذ شهدت المنطقة انفجارات متكررة نتيجة أعمال الحفر المستمرة.

التكتيك العسكري الحوثي في هذه المناطق الجبلية يعتمد على سهولة إغلاق المنطقة بالكامل وفرض رقابة شديدة على التحركات داخلها من خلال نقاط تفتيش ومراقبة ثابتة. وبالإضافة إلى الأسلحة التقليدية، تتمركز في هذه القواعد أسلحة متطورة مثل الصواريخ الباليستية وأنظمة الدفاع الجوي، ما يجعلها أهدافًا حساسة لضربات التحالف الدولي.

على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الحوثيون في بناء هذه التحصينات، فإن الهجمات الجوية الأخيرة على صعدة، لا سيما الضربات الأمريكية باستخدام القاذفات الإستراتيجية B-2 Spirit في أكتوبر الماضي، كانت بمثابة ضربة قوية لهذه التحصينات. إضافة إلى ذلك، تعرضت المنطقة لعدد كبير من الغارات في مارس الماضي، ما أدى إلى تدمير العديد من المنشآت العسكرية وتدمير المعدات المتطورة.

لقد باتت صعدة في قلب المعركة العسكرية الجارية في اليمن، بينما يسعى الحوثيون لتأمين قواعدهم الحربية وسط تصاعد الضغوط العسكرية الدولية. هذه التطورات تبرز الجهود المتواصلة للحوثيين لتحصين معقلهم، ولكن الضغوط الخارجية قد تفرض معادلات جديدة في ساحة الصراع.