غـ.ـزة بين مطرقة العـ.ـدوان وصمت العالم: أين تكمن المسؤولية الإنسانية؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 48 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
غـ.ـزة بين مطرقة العـ.ـدوان وصمت العالم: أين تكمن المسؤولية الإنسانية؟

بقلم عبدالعزيز الهاشمي

مرة أخرى، تَئِنُّ غزة تحت وطأة عدوان شرس، حيث راح مئات المدنيين شهداء خلال ساعاتٍ معدودة، في مشهدٍ يُكرِّس مأساة إنسانية طال أمدها. المشهد ليس جديداً، لكنَّ حجم الدمار المُتصاعد هذه المرة يكشف بوضوحٍ عجزاً دولياً مُزمناً، وازدواجية معايير تُلقي بظلالها على المبادئ الإنسانية التي تتباهى بها الدول الغربية، بينما تتحول إلى مجرد شعاراتٍ فارغة عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

العالم يراقب.. والمأساة تستمر..

لم تكن الضحايا الكثيرة سوى نتيجة حتمية لصمت المجتمع الدولي، الذي يبدو عاجزاً – أو غير راغبٍ – في تطبيق اتفاقياته الإنسانية. ففي الوقت الذي تُدان فيه انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق أخرى من العالم بسرعةٍ قياسية، تتحول فلسطين إلى استثناءٍ مُريب، حيث تُبرر الأعمال الوحشية تحت ذرائع "الدفاع عن النفس"، دون محاسبة أو رادع. السؤال الذي يفرض نفسه: هل الدم الفلسطيني أرخص من غيره؟

الغرب ونفق الكيل بمكيالين

تُظهر الأحداث الأخيرة تناقضاً صارخاً في الخطاب السياسي الغربي. فالدول التي تدعي حماية القيم الديمقراطية تتعامل مع القضية الفلسطينية بمعايير مُزدوجة، فتتجاهل جرائم الحرب الواضحة، بل وتُسهِّل ارتكابها عبر دعمٍ سياسي وعسكري غير محدود للكيان الصهيوني. هذا الصمت ليس بريئاً، بل هو تواطؤٌ يُذكِّر العالم بأن "الضمير الإنساني" قد يكون سلعةً سياسية قابلة للتفاوض.

العرب.. بين التشرذم والعجز الذاتي

أمام هذه الكارثة، يبرز عجزٌ عربيٌ مُركب، لا يقتصر على غياب الموقف الموحد، بل يتعداه إلى هشاشة البنى الداخلية. فغياب الصناعة والتكنولوجيا والاكتفاء الذاتي يجعل العالم العربي أسيراً لتبعيةٍ دولية تُحدِد أولوياته. كيف تُناقش السيادة بينما لا تمتلك الأمة أدوات الدفاع الأساسية عن نفسها؟ السؤال مرير، لكنه ضروري لتفكيك أزماتنا المتراكمة.

الإنسان أولاً: محاسبة الضمير العالمي .

في خضم هذا المشهد، يُصر الفلسطينيون على البقاء، رغم كل محاولات طمس هويتهم. لكن الصمود وحده لا يكفي. فالمطلوب اليوم هو تحركٌ جادٌ من مؤسسات المجتمع الدولي لفرض عقوبات على كل من ينتهك القانون الإنساني، وفتح تحقيقٍ محايدٍ في الجرائم المرتكبة، ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل العدالة.

خاتمة: هل من مُستحِثٍّ للضمير؟

غزة تُنزف دماً، والعالم يتفرج ،التاريخ سيسجل أن الإنسانية خذلت نفسها عندما سمحت للسياسة أن تطغى على القيم ،آن الأوان لكسر حاجز الصمت، ولتتحول الكلمات إلى أفعال، قبل أن تتحول الضمائر إلى ركامٍ مثل بيوت الغزيين. فالحياة ليست مسألة جغرافية أو عرقية، بل هي حقٌ أعظم من أن يُرهن بالصراعات السياسية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

توكل كرمان تفاجئ الجميع غير متوقعة للسعودية.. لهذا السبب

المرصد برس | 752 قراءة 

عاجل : مطار صنعاء يعلن استقبال عشر رحلات "بيان"

جهينة يمن | 609 قراءة 

بإسرائيل.. رفع صور محمد بن سلمان وترامب.. وهذا ما كتب عليها

اليمن السعيد | 584 قراءة 

مئات الشباب يزحفون من عدن الى السعودية للتسجيل بهذه القوات

كريتر سكاي | 512 قراءة 

شركة النفط تعلن رسميا" رفع أسعار المشتقات النفطية تعرف على السعر الجديد

نيوز لاين | 450 قراءة 

ترامب يضع الخليج أمام 4 خيارات مصيرية حول "ايران وغزة"

جهينة يمن | 392 قراءة 

ذعر حوثي في صنعاء.. تحشيدات مباغتة صوب مأرب والجوف

العين الثالثة | 368 قراءة 

اول ظهور لسفاح صنعاء منذ انكشافه (صور)

العربي نيوز | 330 قراءة 

الصين توجه دعوة مهمة وعاجلة بشأن اليمن وتعلن موقفها من تصرفات الحوثيين

المشهد اليمني | 279 قراءة 

في ساعات.. هكذا دخل ترامب “قطر” وخرج منها

اليمن السعيد | 246 قراءة